header

أعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد، عن أسفه من التصعيد السياسي بين بعض البلاد الإسلامية، موضحا أن زيادة التوتر توفّر مجالات الاستغلال للأعداء، مطالبا العلماء وقادة البلاد الإسلامية بضبط النفس.
وأضاف إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (7 ذي الحجة 1437) قائلا: يقلقنا جدا ما نشهده من التصعيد والتوتر بين بعض البلاد الإسلامية الذي يزداد يوما فيوما، حيث تتعارك أطراف أكثر في هذه القضايا، وتتوفّر بذلك فرصة الاستغلال السيء للأعداء.
وأضاف فضيلته: الكيان الصهيوني والولايات المتحدة والقوى الاستكبارية يستغلون التباعد بين المسلمين، ويسعون في إثارة الاختلافات الطائفية بين المسلمين. التصعيدات والاختلافات بين المسلمين لصالح الكيان الصهوني وأعداء الإسلام. فنصيحتنا لجميع الأطراف أن يتحلوا بالصبر وضبط النفس، فإن التصعيد يزيد من مشكلات العالم الإسلامي.
كما دعا خطيب أهل السنة في زاهدان العلماء والمفتين بضبط النفس قائلا: ندعو العلماء والمفتين أن يعملوا بمقتضى هذه الآية التي يقول الله تعالى فيها: “ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا”. نص كتاب الله تعالى لا يسمح لمفتٍ أو عالم أن يقول لشخص لست مسلما وهو يصرح بأنه مسلم. لا ينبغي وصف أي من الفرق والمذاهب، والاتجاهات الإسلامية بالخروج من الإسلام. لا ينبغي أن تزداد المشكلات وتتسع الفواصل.
وتابع فضيلته قائلا: العالم الإسلامي في عصرنا بحاجة أكثر إلى المحبة، والمودة، والحوار بين المسلمين. نحن نوصي الجميع بسعة الأفق والنظر. فالمشكلات لا تحل بأن نهجم على مذهب من المذاهب الإسلامية. وتتبادل البلاد الإسلامية بينها تصريحات معادية؛ فالمشكلات يمكن حلها بالجلوس على طاولة الحوار، والمفاوضات، واتخاذ حلول وتدابير للمشكلات التي يواجهها العالم الإسلامي.

من المؤسف أن الحجاج الإيرانيين محرومون عن الحج
و أشار مدير جامعة دار العلوم زاهدان في قسم آخر من الخطبة إلى الحج وحرمان الإيرانيين من حج هذه السنة، وأضاف قائلا: هذه الأيام أيام الحج، والناس يقبلون إلى بيت الله من كل فج. عندما تحين هذه الأيام، يبدأ المسلمون في أنحاء العالم في الحركة، ويتابعون من خلال القنوات مشاهد الحج والطواف، وتفيض القلوب بالحب والعشق لمشاعر الحج، لكن مع الأسف الإيرانيون محرومون عن هذا الحج.
وتابع فضيلته قائلا: مع الأسف حرمنا هذه السنة من هذه الزيارة، لكننا نرجو أن ينالنا أجر الحج والحضور في منى عرفات ومزدلفة وطواف الكعبة نظرا إلى تمنيات قلوبنا وحبنا وشوقنا.

إصلاح النفس أعظم قضية لدى المؤمن
أشار خطيب أهل السنة في القسم الأول من خطبته إلى “إصلاح النفس” كأعظم قضية وقلق يجب أن يفكر فيه الإنسان.
وقال فضيلته بعد تلاوة قول الله تعالى “قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها”: الإنسان كائن له بعدان؛ البعد الجسماني والآخر البعد الروحاني. البعدان كلاهما يحتاجان إلى سلامة وعافية. عافية الروح وعافية الجسم كلاهما ضروريان. الجسم المعافى السالم، معين للإنسان في القيام بالأمور المادية.
وأضاف فضيلته: للوصول إلى حياة سالمة يجب أن تكون أرواحنا وأجسامنا في سلامة وعافية، ويجب أن يكون أكبر همّ لدى الإنسان إصلاح نفسه، لأنه لا تلقي الإنسان في جهنم إلا نفسه الأمارة.
وأضاف فضيلته: الإنسان المستكبر الذي يبتلى بالغرور، ويظلم غيره من موضع القوة، ويؤثر الآخرة على الدنيا، هذا الإنسان إنسان فاشل. أكبر الأمراض التي أشار الله تعالى إليها، هي ترجيج الدنيا على الآخرة، وإعطاء الأولوية للمادية والمنافع.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: هناك عاملان، سبّبا هلاك الإنسان:1- الغرور. 2- اتباع أهواء النفس ومنافع الدنيا. الأمم الهالكة جميعا هي أمم اتبعت أهوائها، ولم تتبع الكتب السماوية والأنبياء، وآثروا الدنيا على الآخرة.
وأكد فضيلته قائلا: إن الله تعالى أكد في القرآن الكريم “قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها”. تزكية النفس وتطهيرها من التكبر والعجب، مهم وضروري. لإصلاح النفس يجب أن نسيء الظن إلى أنفسنا، ونستغفر دائما.
وأضاف فضيلته قائلا: اليوم لدينا وقت للجميع؛ ولكن مع الأسف لا وقت لدينا للخلوة مع الله، حتى في الصلاة لسنا مع الله كما هو أهله. الخلوة مع الله معناها أن ننسى غير الله تعالى. هذه هي سيرة الصالحين. مؤسف أننا نجد عندنا فرصة لجميع الأعمال والمنافع الذاتية، ولا فرصة لدينا للآخرة والقيامة! على الإنسان أن يفكر في آخرته وحسابه وكتابه ونجاته من جهنم، ودخوله الجنة.
واستطرد خطيب أهل السنة إلى العشرة الأولى من ذي الحجة قائلا: هذه الأيام خير أيام لتزكية النفس، ويمكن لنا أن نزكي أنفسنا بالصوم والاستغفار، والدعاء والعبادة. أيام العيد أيضا أيام الذكر والعبادة والتضحية وتكبيرات التشريق، وهذه التكبيرات عقب الصلوات المفروضات.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: الأضحية من العبادات الكبيرة، وهي سنة سيدنا إبراهيم خليل الله وسيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي لها أجر كبير. كان رسول الله يذبح الأضحيتين إحداهما لنفسه وأهله وأخرى عن أمته.
وخاطب فضيلته المصلين قائلا: حاولوا أن تضحوا لوالديكم وللنبي صلى الله عليه وسلم. ويجب أن تكون الأضحية خالصة لله تعالى، وهذا العمل خاص بيوم العيد، ولو ذبحتم بعد العيد مائة إبل لا يصل ثواب واحد ذبحتم في يوم العيد.

1091 مشاهدات

تم النشر في: 22 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©