header

طالب فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (23 ذي القعدة 1437) بمناسبة أسبوع الدولة في إيران، بـ “إشراك أهل السنة في إدارة البلاد” و”توفير الحريات المذهبية”.
وأشار فضيلته إلى عاملين أساسيين من عوامل قلق أهل السنة في إيران ومخاوفهم، قائلا: حفظ الكرامة واحترام أهل السنة يجلبان رضاهم. إن لم يتم مشاركة أهل السنة في المناصب الرفيعة في مراكز المحافظات والمدن، يشعرون بالإحباط والإهانة. المؤهلون وذوو الكفاءات من أهل السنة لا يؤظفون كما يجدر بهم. في المناطق التي يقطنها أهل السنة وفي مراكز المحافظات التي يبلغ عدد المؤظفين فيها أحيانا إلى أكثر من ثلاثمائة مؤظف، يصل مجموع المؤظفين من أهل السنة إلى عشرة أو إلى خمس عشرة مؤظفا، وهذا يبعث على القلق ويعتبر إهانة.
وتابع فضيلته قائلا: لا عذر للمسؤولين في هذا المجال، وعليهم أن يفكروا فيه ويتخذوا تدابير لازمة. يجب أن يهتم بمشاركة أهل السنة وتوظيفهم في مستوى البلاد، وهذا يحتاج إلى اعتناء خاص. وعلى المسئولين أن يهتموا بالحقوق القانونية والمشروعة للقوميات والمذاهب. يجب الاهتمام بالمؤهلين وذوي الكفاءات من القوميات والمذاهب، ويتم إشراكهم في إدارة البلاد من غير تمييز.

يجب أن تكون لأهل السنة الحرية المذهبية في البلاد كلها:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى القلق الثاني لأهل السنة في البلاد قائلا: الحريات المذهبية التي ضمنها الدستور، مهمة جدا. يجب أن تراعى هذه الحريات في جميع المناطق. التصرفات الفردية مضرة ولا يمكن تحملها.
وأشار فضيلته أيضا إلى المشكلات التي حدثت لمصليات أهل السنة في طهران أخيرا، وأضاف بالقول: من وظائف النظام الإسلامي وواجباته التي بينها القرآن الكريم، إقامة الصلاة. من يصلي، سواء كان شيعيا أو سنيا، وأينما كان، يجب أن يوفّر له مجالها. لكن يجب التصدي لمثيري الفتنة من أي مذهب كانوا.
وتابع فضيلته مشيرا إلى تبعات التضييق على المصلين من أهل السنة قائلا: نحن على يقين أن هذه المشكلات تثير الكراهية. الأعداء يتربصون ويريدون إثارة الأزمات. نصيحتنا للمسؤولين الكبار أن يتصدوا لضيقي النظر، ولا يسمحوا لهم أن يكونوا سببا للقلق والاضطراب. لا ينبغي منع مصليات أهل السنة، ولا منع المصلين من الصلاة.
وأكد فضيلة الشيخ قائلا: نرجو من الدولة أن تهتم بهذه المجالات. على المسؤولين أن يقوموا برسالتهم، ولا يسمحوا أن يفعل من شاء ما شاء. الحرية المذهبية من الحقوق الأساسية والمهمة، إن لم تراع هذه الحرية، فمعناها أنها لا توجد حرية أصلا.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: يجب أن نعمل بالقانون ونحترم به. نخن نقف تجاه العنف والتطرف، لأننا نريد حقوقنا القانونية، وإن طرحنا مطلبا غير مشروع فلكم أن ترفضوه.

نحن سكان أصليون:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى أصالة القوميات الإيرانية قائلا: الحرية المذهبية حق كل مواطن إيراني. نحن أهل السنة أيضا إيرانيون، أهل السنة من الفرس، والبلوش، والكرد، والترك، والعرب، والتركمان وسائر القوميات، إيرانيون أصليون. نحن ورثة إيران؛ طهران لنا، كما أن بلوشستان للجميع. يجب أن تكون لنا الحرية في طهران، وليس لأحد أن يقول أنتم بلوش أو من القومية الفلانية. لن نتنازل عن حقوقنا أبدا.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: القوميات الإيرانية كلها كأعضاء أسرة واحدة، ونحن مستعدون للدفاع عن سيادة أراضينا حال تعدي الأعداء. نحن واقفون على الحق، ولا نرجو أن نتعرض للإهمال. البعض لا يتحملون الصلاة في النظام، وهذا لا يليق بالنظام الإسلامي.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نرجو من زعيم الثورة أن يعتني بأهل السنة، وأن يحل مشكلاتنا؛ كذلك نرجو من الرئيس روحاني الذي أدلى القوميات بأصواتهم في الانتخابات له ويدعمونه، أن يحل بنفسه ويعالج مثل هذه المسائل، ولا يترك مثل هذه القضايا الحساسة لوزرائه.
وتابع فضيلته قائلا: لا ينبغي أن نعيش قلقين، ويجب أن تحفظ الوحدة في إيران. ينبغي أن نتصدى في وجه الأعداء والذين يريدون إثارة الطائفية والفرقة.
وأضاف مدير جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان: الذين يفتعلون المشكلات لأهل السنة، هم موجودون داخل النظام، لكنهم في مستوى أسفل، ولا يملكون البصيرة وسعة الصدر، ولا يرون المسائل الداخلية والخارجية للبلاد. على المسئولين الكبار وخاصة زعيم الثورة ورئيس الجمهور أن يتصدوا للمتطرفين.

البطالة والفقر يعمّان في محافظة سيستان وبلوشستان:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى مجموعة من المشكلات، قائلا: الفقر والبطالة يعمان في محافظتنا (سيستان وبلوشستان). المشكلات كثيرة. القحط والجدب من ناحية، ومن ناحية أخرى المشكلات الاقتصادية، أثارت مشكلات. نرجو أن ترفع الدولة خطوات جادة في تقليل مشكلات الناس.
وأضاف فضيلته قائلا: في مجال توظيف المؤهلين للقوميات والمذاهب، جرت خطوات باعثة للأمل. هذا من حق الدولة أن يقدم لها الشكر على مساعيها في هذه المجالات. لكن للقوميات والمذاهب وخاصة لأهل السنة انتظارات، حيث عانوا أكثر من غيرهم، وواجهوا الحرمان والمشكلات في الماضي.

هناك شكاوي حول أهل السنة في سيستان (سجستان):
وأشار خطيب أهل السنة إلى المشكلات التي يعاني منها أهل السنة في مختلف المناطق وخاصة في منطقة “سيستان”، قائلا: في بعض المحافظات لم يحدث أي تغيير بالنسبة إلى أهل السنة في دولة روحاني، ولم يتم توظيف أهل السنة في تلك المناطق، ولم يجر اهتمام بذلك. في بعض المدن، الغالبية لأهل السنة، لكن لم يكن أي اهتمام بهم في هذا المجال. في منطقة “سيستان” التي فيها خمس مدن، وعدد أهل السنة يتساوى فيها مع الشيعة، وتوجد قرابات ووحدة بين الشيعة والسنة في تلك المنطقة، ويتعايشون كالإخوة، لكن مع الأسف لا توجد رؤية متساوية في هذا المجال. أهل السنة من “سيستان” يأتوننا ويشكون لماذا لا نبلغ شكاويهم إلى المسؤولين.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نرجو أن تتحقق وعود دولة التدبير والأمل في السنة الباقية من عمرها. وعلى ممثلي المجلس أن يتابعوا مشكلات الناس بالوحدة والاتفاق، من الطرق القانونية المشروعة، ويسعوا في حلها.

 

1188 مشاهدات

تم النشر في: 22 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©