header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (16 ذوالقعدة 1437)، إلى أهمية حقوق الناس في الإسلام، معتبرا الاهتمام بها سببا لدخول الجنة.
وقال فضيلته: يزعم الكثير من الناس أن الشريعة تنحصر في أحكام وعبادات كالصلاة والصوم، مع أن حقوق الله جزء من الدين، والدين الإسلامي اهتم بحقوق الناس اهتماما خاصا، وأكّد عليه.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: إن الله تعالى قدّم في كثير من الأحوال حقوق الناس على حقوق الله، وجعل مراعاة حقوق الناس عظيمة. إن الله تعالى يدخل الإنسان الجنة بناء على مراعاتهم لحقوق الناس والاهتمام بالمعاملات والتعايش. الذي يتعامل بالربا والمعاملات المغايرة للشريعة، لقد ضيع حقوق الناس من وجهة نظر الشريعة.
وأضاف فضيلته: حقوق الوالدين مما أكدت عليه الشريعة، وذكرها القرآن بعد التوحيد. أوصى القرآن الكريم في مواضع عديدة إلى الإحسان بالوالدين وخفض الجناح لهما.
وتابع: لا يقبل الله تعالى أن يكون الإنسان مراعيا حقوق الله، ويهمل حقوق الناس، ولا يحترم والديه.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى أهمية الخدمة إلى الوالدين قائلا: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد، فقال: أحي والداك؟ فقال نعم، قال ففيهما فجاهد.
تتبين من هذه الرواية أن خدمة الوالدين أفضل من الجهاد أحيانا.
وأردف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: مع الأسف الكثير من الأبناء لا يعرفون مكانة الوالدين، ويؤذونهما، ويسببون سخطهما، مع أن رضا الله وسخطه في رضا الوالدين وسخطهما. من كان يريد مرضاة الله، عليه أن يحترم الوالدين ويخدمهما. المحبّة مع أقارب الوالدين واحترامهما أيضا نوع من محبة الوالدين.
واعتبر خطيب أهل السنة “مراعاة حقوق الجيران” من أهم المسائل في الشريعة قائلا: في الإسلام للجار حقّ على الإنسان، ولو كان كافرا، وإذا كان الجار مسلما، له حقّان، حق الجوار وحق الأخوة الدينية. وإذا كان الجار قريبا مسلما، يزاد إليهما حق القرابة أيضا.
وأكد فضيلته قائلا: من حقّ الجار الإحسان إليه، وعيادته إذا كان مريضا، ويجب الصبر علی أذی الجار.
ورد فی الحديث الشريف “مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”.
وأشار فضيلته إلى حقوق الزوجين قائلا: على الزوجين أن يراعي بعضهما حقوق الآخر، ويحترم بعضهما الآخر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي.
وتابع فضيلته قائلا: على الرجال أداء الحقوق المشروعة لزوجاتهم، وإذا كان أحد الزوجين سيء الأخلاق، على الآخر أن يتحمله، وهذا التحمل من تعليمات الإسلام، ويسبب المحبّة والمودّة.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: القرآن الكريم خاطب الرجال قائلا: “وعاشروهن بالمعروف”، يعني أحسنوا إلى نسائكم. لا ينبغي للرجال التعامل السيء مع نسائهم وعدم مراعاة احترامهن. إذا كانت في المرأة عادة سيئة، قد توجد فيها عادات حسنة أخرى، فيجب غض الطرف عن العادة السيئة والأخلاق السيئة، والتعامل معها بالخلق الحسن.

على “مؤسسة الإذاعة والتلفزيون” تقديم اعتذار رسمي لأهل السنة والجماعة عن الإساءة إلى الصحابة:
أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته، إلى الإساءة الأخيرة لمقدّسات أهل السنة والجماعة في التلفزيون الإيراني، مطالبا مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، بتقديم اعتذار رسمي لأهل السنة والجماعة.
وأضاف فضيلته قائلا: مع الأسف، صدرت أخيرا من أحد مقدّمي برنامج ساخر في قناة “نسيم” التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، إساءة إلى كبار الصحابة، أثارت ردود أفعال كثيرة، وندد بها الكثير من العلماء والشخصيات، كما احتج عليها نواب أهل السنة في مجلس الشورى.
تابع خطيب أهل السنة، مشيرا إلى شناعة الإهانة والإساءة في كافّة الأديان والمذاهب، قائلا: هذه حقيقة مسلّمة أن الإساءة إلى المعتقدات الدينية والمذهبية، وكذلك إلى المقدسات والشخصيات والرموز، عمل قبيح في كافّة الأديان والمذاهب والفرق، لأن الإساءة ليست فيها مصلحة لأحد، وتسبّب الشقاق، وتضرّ بالوحدة.
واستطرد فضيلته قائلا: يسعى الأعداء في تحقيق أهدافهم ومطالبهم من خلال بث الفرقة والطائفية، لذلك يتفق العلماء والمفكرون والمثقفون في العالم الإسلامي على أنّ الأمّة بأمسّ حاجة في هذه الظروف، وفي كافّة الظروف، إلى الوحدة والانسجام.
وطالب خطيب أهل السنة “مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الإيرانية” بالاعتذار الرسمي لأهل السنة والجماعة، قائلا: وإن كان ممثل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في المجلس كتب جوابا على الرسالة الاحتجاجية لنواب أهل السنة في المجلس، واستنكر هذه الإساءة، وأعلن طرد مراقب البرنامج، وإبلاغ رسالة تحذير إلى مقدم البرنامج أيضا، لكننا نرجو أن يكون موقف رسمي من داخل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون تجاه هذه الإساءة، وتقوم بالاعتذار الرسمي لأهل السنة والجماعة.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: لا ينبغي نسبة الإساءة الأخيرة في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون إلى النظام، لأن موقف المسؤولين وعلى رأسهم مرشد الثورة واضح تجاه الإساءات إلى مقدسات أهل السنة. إنّ مرشد الثورة أفتى بصراحة بتحريم الإساءة لمقدسات أهل السنة، وفي الكلمات التى أدلى بها أخيرا، جعل الإساءة إلى الأزواج المطهرات إساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد أصدر مرشد الثورة كمرجع شيعي كبير، وكمرشد للنظام، فتوى صارت خالدة.

على مسؤولي الإذاعة والتلفزيون أن يكونوا أكثر التزاما بفتوى المرشد:
ووجّه مدير جامعة دار العلوم زاهدان، المسؤولية في الإساءة الأخيرة، إلى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، قائلا: الاحتجاجات على الإساءة الأخيرة موجهة نحو الإذاعة والتلفزيون قبل أي جهة؛ لأن هذه المؤسسة تجري إدارتها تحت إشراف سماحة المرشد، ولم يكن في حسبان أحد الإساءة إلى مقدسات أهل السنة من هذه المؤسسة، وأقل ما يرجى من القائمين على هذه المؤسسة، أن يلتزموا بفتوى المرشد وتصريحاته، ويجعلوها نصب أعينهم.
وأضاف فضيته قائلا: بناء على ما جاء في الدستور، فإن الكلمة الأخيرة المسموعة في البلاد، هي لمرشد الثورة، وإذا أهملت مجموعات متطرفة تصريحات المرشد، فلا غرابة فيها، لكن المثير للدهشة والذي لا يقبله أحد، أن يقوم بالإساءة والإهانة إلى المقدسات أناس هم في النظام والحكومة أو مقدّمو البرامج في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون.
وشكر فضيلته نواب المجلس من الشيعة والسنة على مواقفهم الاحتجاجية تجاه هذه الإساءة، مطالبا بـ “تجريم الإساءة إلى مقدسات المذاهب قانونيا”. وأضاف قائلا: نطالب أن تحفظ حرمة الصحابة ومقدسات الأديان والمذاهب كلها، ويشرّع قانون يجرّم الإساءة إلى مقدسات المذاهب والأديان، ونأمل أن تتابع كتلة أهل السنة في المجلس هذه القضية بجدّ.
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد بعض التحريكات والإثارت في مجموعات التواصل الاجتماعي، بالخطوة الخاطئة، قائلا: إذا صدرت خطيئة في مؤسسة، لا ينبغي التحريكات في مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي، بل يجب أن نكون وراء الإصلاح لئلا يصدر مثل هذه الأخطاء. إن تحريك المشاعر وبث الكراهية، نفخ في نيران الاختلاف والطائفية، ولا تعتبر خطوة صحيحة، لأن الأعداء الذين يترصدون الفرص، ويستغلون هذه الإثارات والتحريكات.

الإهانة إلى مقدسات الشيعة حرام أيضا من وجهة نظرنا:
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد الإهانة إلى مقدسات الشيعة حراما، وصرح قائلا: كإمام مسجد أصرح بأن الإهانة المذهبية إلى مقدسات الشيعة حرام من وجهة نظرنا.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: ليس لأحد منّا أن يسيء إلى مقدّسات اليهود والنصارى، وإن كانوا يسيئون إلى مقدساتنا وعقائدنا، وينشرون رسوما ساخرة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ويحرقون المصحف، ولكن لا يسمح لأحد من المسلمين أن يسيء -العياذ بالله- إلى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ولا إلى سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام، أو يحرق الإنجيل أو التوراة. نحن لم نسئ إلى اليهود والنصارى، بل اليهود والنصارى هم الذين يسيئون إلى مقدساتنا. فالإهانة والإساءة لا تجوزان في أي دين ومذهب، وعلى المسلمين أن يجتنبوا الإساءة، وعندما يرتكب أحد خطأ، على السائرين تفهيمه وتوضيح خطأه، لينتهي عنه.

1106 مشاهدات

تم النشر في: 22 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©