header

انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، الإعدام الجماعي الأخير لعدد من الشباب الأكراد من أهل السنة، محذرا من” التبعات السلبية” لهذه الإعدامات.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبته يوم الجمعة (2 من ذي القعدة 1437) ردّا على الإعدامات الأخيرة في سجن “رجائي شهر”: هناك كلام حول موضوع إعدام جمع من المواطنين الأكراد من أهل السنة في سجن رجائي شهر؛ أريد أن أتحدّث في هذا الموضوع، وأرجو مراعاة الاعتدال والوسطية في هذا المجال.
وأضاف فضيلته: حسب الآراء الفقهية، ينفّذ القصاص في حقّ المتهم الّذي ارتكب القتل، أمّا غيره ممن لم يشاركوا في قتل أو حرب، فجزائهم التعزير والسجن. مثل هؤلاء لمّا تابوا عن عملهم وأصلحوا، يجب إطلاق سراحهم.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد الإعدامات الأخيرة “خطوة بعيدة عن سعة النظر والاعتدال”، وأضاف قائلا: لنا انتقاد وشكوى على الاعدامات الأخيرة، وهو أنّ الظروف الراهنة الحسّاسة لم تراع فيها. الظروف الراهنة ظروف حسّاسة، ولم يزل الأعداء يترصّدون الفرصة لإثارة الطائفية، ويجب على المسؤولين أن تكون لديهم سعة الأفق والنظر.
وأكد فضيلته قائلا: لم نزل نوصي بمراعاة هذه المسائل، وأن تشمل الرأفة والرحمة من لم يباشروا القتل متعمدين؛ فالإسلام دين الرحمة والرأفة، وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك سيدنا على رضي الله عنه کانا يصفحان ويعفوان عن أسرى الحرب، ويراعيان الرأفة والرحمة بالنسبة لهم. فإن استخدمت الرأفة والرحمة تحلّ المشكلات.

ينبغي محاكمة المتهم محاكمة علنية وعادلة:
وطالب خطيب أهل السنّة بمحاكمة المتهمين في “المحاكم العادلة والعلنية”، قائلا: يمكن أن يبتلى شخص أو جماعة بالتطرّف والإفراط، كما أنّ العالم اليوم يموج بالتطرف، ويوجد أيضا في بلادنا تطرف بين الشيعة وكذلك السنة. نعتقد أن الذي باشر القتل وثبت ذلك في محكمة علنية وعادلة، ينفذ القصاص فيه. الدستور ميثاق وطني يعتبره الشيعة والسنة وسائر الشعب ميثاقا وطنيا.
وأكد فضيلته قائلا: بالنسبة لنا لا فرق بين الشیعة والسنة في هذه الأمور والقضايا، بل المهم لنا الإنسانية.

الشريعة تسعى في تقليل الإعدامات:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى تبعات الإعدامات السلبية، قائلا: يعتقد أهل السنة أن الشريعة الإسلامية راعت جانب الاعتدال في الإعدامات، لأن الإعدام له تبعات سلبية كثيرة، وإعدام الشخص يتبع يتم الأولاد، وغياب ولي على العائلة، ويثير أيضا الأحقاد والضغائن، وتكدر القلوب. لا شك أن الإعدامات لها تبعات أخرى ليس هناك مجال بيانها. نظرا إلى تبعات الإعدامات السيئة، سعت الشريعة دائما في تقليلها.
وأضاف فضيلته: الدين الإسلامي شرّع القصاص لمن يرتكب القتل متعمّدا، أو يقطع الطريق ويسرق ويفسد، وكذلك شرع حكم الرجم لمرتكب الزنا، ولكن وضع لهذا شرط أربع شهادات.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى القوانين الجزائية الموجودة في دستور البلاد، وأضاف قائلا: بعض هذه القوانين هي على أساس نصوص شرعية، وليس لأحد نقدها، لكنّ القوانين التي تمّ وضعها بناء على آراء الخبراء والفقهاء، تحتاج إلى التعديل وإعادة النظر؛ لأنها وضعت نتيجة اجتهاد الأشخاص ورأي الخبراء، ومن المحتمل أن يوجد مقابلها اجتهاد ورأي آخر.
وأضاف فضيلته قائلا: اعتقد كمواطن أن بعض القوانين الجزائية في البلاد يحتاج إلى التعديل وإعادة النظر، وأن الإعدامات يجب أن تقلل وتبلغ إلى أقلّ المستوى. عندما نطالع سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة وأهل البيت رضي الله عنهم نجد أن الإعدامات كانت قليلة.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: الشيعة والسنّة متفقان في اعتقادهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويجب أن نرى كيف كانت معاملة على رضي الله عنه مع أسرى الحرب؟ وكيف عامل علي رضي الله عنه خصومه من أهل القبلة في حروب كالصفين والجمل؟ ففي معركة نهروان لما قاتل الخوارج، أمر جنوده بحرب من بدأهم القتال، وأن يجتنبوا من مطاردة الهاربين ومن وضعوا أسلحتهم، وأمر بالاجتناب من قتل الجرحى.
وأضاف فضيلته قائلا: والغريب أنّ عليا رضي الله عنه أمر بتحریر أسری الخوارج، ولم یقتل الخوارج فقط، بل أجرى معهم حوارا، وسعى في توجيههم وتنبيههم على خطأهم، والكثير من الخوارج لما انتبهوا لخطأهم تابوا وعادوا.
وأوصى فضيلة الشيخ عبد الحميد في نهاية خطبته أهل السنة في إيران وخاصة عوائل المعدومين وأقاربهم، قائلا: نوصي كل من تألم بهذه الحادثة من أهل السنة وخاصة عوائل المعدومين بضبط مشاعرهم والتزام الهدوء، لئلا تتوفّر للأعداء فرصة الاستغلال السيئ.

1026 مشاهدات

تم النشر في: 22 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©