header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة (17 شوال 1437) إلى محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، معتبرا فشل الانقلاب بالبشارة العظيمة للشعوب الحرة.
وأضاف خطيب أهل السنة: في الأسبوع الماضي شهدت تركيا انقلابا. لقد منّ الله تعالى في هذه الحادثة على الشعب التركي وعلى الشعوب الحرة كلها، حيث فشل هذ الانقلاب بفضل الله وكرمه وبهمة الشعب التركي المسلم.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الانقلاب عمل محظور وممنوع ومغاير للحرية، وهو أكبر تهديد للتطور العلمي والسياسي والرقي والازدهار. من أسباب تخلف تركيا في الماضي أيضا كانت الانقلابات العسكرية الكثيرة في هذا البلد. لو لم تكن تلك الانقلابات، لوصلت تركيا وشعبها من الرقي مكانة ألمانيا وغيرها من البلاد المتقدمة.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: هزيمة الانقلاب في تركيا بشارة عظيمة لجميع الشعوب، خاصة الشعوب التي تعيش في الشرق الأوسط. نرجو أن يكون هذا آخر انقلاب يحدث في تركيا، ولا يعود بعد هذا حكم العلمانيين ولا سلطة لا دينية في هذا البلد، كما نتمنى أن يحل الشعب والحكومة التركيين وسائر البلاد الإسلامية التي تمر في هذه الأيام بظروف صعبة، مشكلاتهم بسعة الأفق والنظر.

فشل منظمة الأمم المتحدة في حلّ مشكلات الشرق الأوسط يبقى في ملفّها:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى حادثة “نيس” في فرنسا، قائلا: حدثت حادثة مؤسفة أخرى في فرنسا، حيث قُتل نتيجتها أناس أبرياء، وتبدّل احتفالهم إلى عزاء.
وتابع فضيلته قائلا: رسالة هذه الحوادث للشعب الفرنسي والشعوب الأخرى وسائر العالم، أن يفكروا في علل هذه الحوادث، ويتخذوا حلولا صحيحة ومعقولة. وعلى العالم أن يعرف أن الحرب ليست حلا مناسبا لإنهاء هذه الحوادث، لأن الحرب والعنف تنتج المزيد من العنف والحقد، وتتبع الثأر والانتقام.
وأعرب خطيب أهل السنة عن أسفه بسبب فشل منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن في حل الأزمات الموجودة، قائلا: لم نتوقع أن يبلغ عجز الأمم المتحدة ومجلس الأمن والقوى الأخرى في المنطقة إلى هذا المستوى، بحيث عجزوا وفشلوا في حل المشكلات، ولم يستطيعوا حتى الآن أن يحلوا مشكلة واحدة ولا أزمة من أزمات الشرق الأوسط بالعقل واتخاذ تدابير مفيدة.
وأردف فضيلته: إن عجز وفشل منظمة الأمم المتحدة، وقادة القوى الكبرى في إنهاء المجازر التي تجري في سوريا والعراق واليمن وسائر البلاد، يبقى في ملفهم.
وأكد فضيلته قائلا: سبب إراقة هذه الدماء أن القوى الكبرى تفكر في مصالحها ومنافعها، وما لم تتحقق منافعهم لا يهمهم أن يموت الأبرياء والنساء والأطفال بقسوة كاملة.
مع الأسف مات الضمير وغاب شعور المؤاساة في المجالات الإنسانية كلها.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: مطلب الشعوب جميعا أن تتحرك منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لحل هذه المشكلات والأزمات. أفضل طريق في هذا المجال، هو التقسيم العادل للقدرة. الحروب الراهنة حروب سياسية وحروب على السلطة والقدرة. يجب تقسيم السلطة ومراعاة حقوق أتباع كافة الأديان والمذاهب والمكونات والأقليات.

تزكية القلب والصلاة من أصول إصلاح النفس:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة، في القسم الأول من خطبته إلى “تزكية القلب” و”الصلاة” كمحورين أساسيين لإصلاح وتزكية النفس من الرذائل الأخلاقية.
وتابع فضيلته قائلا: أكدت الشريعة الإسلامية أن يطهر الإنسان نفسه من النجاسات الظاهرة والباطنة، كالكفر والشرك والنفاق والكذب والخيانة والأخلاق السيئة. إن حب المال والطمع والحرص أخلاق سيئة، يجب على الإنسان الابتعاد عنها. لا ينبغي للمسلم أن يكون مغرما بمال الدنيا.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان، قائلا: القلب المطهّر عن المفاسد الاعتقادية والعملية والأخلاقية، ليس متعطشا للمعاصي والمنكرات. يقول الله تعالى: “يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم”. القلب المطهر عن النفاق والكفر وأنواع المعاصي، بإمكانها أن ينقذ الإنسان من العذاب الإلهي يوم القيامة. يجب أن نواظب على قلوبنا، ونطهرها من التكبر والحسد والطمع والرياء.
وأضاف فضيلته قائلا: إذا لم يتم التزكية، لا تصلح الصلاة، ولا تؤدى بالطريقة الصحيحة. مع الأسف القلوب ابتليت بأنواع من المفاسد، الكثير من الصلاة تشبه الصلاة في الشكل، ولا تشبه الصلاة التي أداها أولياء الله ومقربوه.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الصلاة الحقيقية هي التي إذا كبّرنا فيها، يتوجه القلب إلى الله. معنى “الله أكبر” أن الله تعالى أكبر من الجميع. يجب أن تأتي عظمة الرحمن في الذهن والنفس. إذا لم تأت عظمة الله في الذهن، فالصلاة لا تكون صلاة حقيقية، بل تشبه الصلاة.
وأكد خطيب أهل السنة على لزوم حضور القلب في الصلاة، قائلا: ضم اليدين في الصلاة علامة التعظيم والاحترام. الركوع يعني الخضوع أمام الله تعالى، والسجدة هي غاية الذل والتواضع لله تعالى، وبين السجدتين نقوم بالجثوم أمام الله تعالى. نقوم بهذه الأعمال في الصلاة، لكننا لا نهتم بحقيقتها وحكمتها، مع أن جميع أركان الصلاة أدب واحترام وتعظيم لله تبارك وتعالى.
وأكد فضيلته على التدبر في معاني آيات القرآن الكريم قائلا: يجب أن نهتم بمعاني آيات القرآن التي نقرأها في الصلاة. هذه الآيات رسالات الله؛ يجب أن نهتم بها وبألفاظها على الأقل. في الصلاة يرفع الحجاب بين العبد وربه. ليت صلاتنا كانت صلاة حقيقية مثل صلاة أولياء الله الصالحين؛ الذين عندما قاموا للصلاة، أصبحوا أجانب مع الدنيا كلها، وأقاموا علاقتهم مع الله، وتلذذوا من القيام في الصلاة والركوع والسجدة، ومن أن يقضوا وقتا أطول فيها.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد في نهاية الخطبة “محبة الدنيا”، الأصل الأساسي للفساد كله، قائلا: محبة الدنيا أصل المفاسد كلها. إن الله تعالى حذرنا من أن نؤثر الحياة الدنيا على الآخرة. الإنسان الذي أبتلي بمحبة الدنيا، لا يصلح قلبه، ولا تكون صلاته صلاة حقيقة.

1111 مشاهدات

تم النشر في: 22 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©