header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في خطبة عيد الفطر، إلى أزمات وتحديات العالم الإسلامي، معتبرا الاهتمام بحقوق الأقليات سياسة رشيدة وحكيمة، وطريقا للخروج من الكثير من المآزق السياسية.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة العيد التي ألقاها في مصلى أهل السنة، والتي شارك فيها أكثر من مائتي ألف مصل، إلى عهد عزة المسلمين، وأضاف قائلا: يوم كان المسلمون ملتزمين بالدين وأحكام الشريعة، كانوا أعزة في الدنيا، والعالم كله اعترف بعزتهم، لكن منذ ضعف العمل على الشريعة، وجاء القصور والابتلاء بأهواء النفس، فقدوا العزة والمجد.
وتابع فضيلته قائلا: وصلت في عصرنا أحوال المسلمين إلى حد يستهزئ بهم العالم، ويتدخل غيرهم في مصيرهم ويخططون لهم. البلاد الإسلامية ابتليت بالطائفية والاختلاف، وعجزت الشعوب الإسلامية من حل مشكلاتهم وأزماتهم من خلال الحوار. تزعزع الأمن والاستقرار في كثير من البلاد التي لها حضارة عريقة، بحيث تعرضت للتقسيم.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: الأطراف المتصارعة في البلاد الإسلامية مسلمون؛ صيحات التكبير تتعالى من الطرفين، ويتقاتلون بينهم. مؤسف جدا أن المسلمين لا يقدرون على حل مشكلاتهم بسعة الأفق والحوار وتحمل بعضهم البعض. لماذا لا يستطيع أصحاب الاتجاهات المختلفة أن يتحمل بعضهم بعضا ويتحدوا ويتقاربوا معا؟!
وأكد عضو المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، قائلا: خطابنا لجميع البلاد الإسلامية أن يكونوا في صف واحد، ولتنظر الدول والحكومات الإسلامية الجميع بنظرة متساوية. لابد من مراعاة حقوق الأقليات، والاهتمام بهم، وحل مشكلاتهم. الاهتمام بالأقليات وحقوقهم أفضل سياسة.
وأضاف فضيلة الشيخ: إن روعيت حقوق الأقليات، لن نواجه التكفير والتطرف. العنف الموجود في العالم الإسلامي معلول لعلل مختلفة. هذه العلل يراها الكثيرون، لكنهم يغضون الطرف عنها لأجل مصالحهم، لأنهم يريدون أن تشتعل البلاد الإسلامية في نيران التطرف والطائفية، وأن يكفّر المسلمون بعضهم بعضا.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد: هناك دولة لا أذكر اسمها، واجهت مشكلات وتحديات. هناك دولة ورطها الأعداء في حرب اندلعت في بلد آخر. الاستكبار العالمي والصهاينة يحاربون الدين، ويدمرون اقتصاد البلاد الإسلامية بالحروب التي يثيرونها، وبالحروب الطائفية. الحروب بين المسلمين يضر بدينهم وثقافتهم، وتسبب إضعاف الاقتصاد والبنى التحتية للبلاد الإسلامية.
وأضاف رئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، قائلا: يجب على المسلمين أن ينظروا بفراسة إيمانية وسعة الأفق إلى المسائل ويحاربوا المشكلات والأزمات بدارسة العلل. على المسلمين أن يتحمل بعضهم بعضا، ويحلوا مشكلاتهم بالرحمة والشفقة.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على ضرورة “تقسيم القدرة” و”تأسيس حكومات وطنية شاملة”، قائلا: لابد من تقسيم القدرة، وتأسيس حكومات وطنية تضم كافة القوميات والمذاهب والديانات والاتجاهات. هذه السياسة تسد الأبواب على الطامعين من القوى الكبرى الاستعمارية التي تترصد الفرص، وفي نفس الوقت تتصدى للتطرف والمتطرفين، ويسوق العالم الإسلامي نحو السلام والهدوء.

لابد من مراعاة الحريات القانونية لأهل السنة في إيران:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى جهود أهل السنة في إيران في سبيل الوحدة والأمن قائلا: الحمد لله إن أهل السنة رغم أن مشكلاتهم أكثر من سائر الشعب الإيراني، لكنهم سعوا في حفظ الوحدة والأخوة، وتحملوا هذه المشكلات، ولم يهتموا بالنعرات الطائفية والهتافات العابثة.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أهل السنة تصدوا حسب استطاعتهم للمتطرفين والمغررين بهم، لئلا يتزعزع أمن المنطقة.
وأشار رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان إلى توقعات أهل السنة ومطالبهم، قائلا: نرجو من مرشد الثورة وكذلك رئيس الجمهورية، أن يتطرقوا أكثر إلى مطالبنا، ويسعوا في إزالة التمييزات. نرجو أن يكون لأهل السنة نصيبهم من الوظائف.
وتابع: أبنائها يشتاقون الخدمة في القوات المسلحة، ليدافعوا عن سيادة أراضي البلاد. ينبغي أن يؤظف في القوات المسلحة من القوميات المختلفة. وإن تعرضت لا سمح الله بلادنا للهجوم سيدافع أهل السنة عن سيادة الأراضي في الصفوف المقدمة. شعبنا لم يكونوا خونة بائعين للوطن؛ وخاصة أهل السنة الذين يسكنون على الحدود ليسوا خونة. إنهم لا يسمحون لعدو بالتعدي والاعتداء على الوطن.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الحريات القانوينة لأهل السنة قائلا: نرجو أن تراعى الحريات التي صرح بها الدستور خاصة في القضايا الدينية والمذهبية. لابد من التصدي للمتطرفين الشيعة والسنة. كما أن المرشد حرم في كلمته الرائعة الإساءة إلى الأزواج المطهرات، معتبرا إياها الإهانة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذه الرؤية يجب أن تكون لدى جميع المسؤولين.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نطالب بأن يكون لأهل السنة حريتهم في إقامة الصلاة في أي نقطة كانوا من إيران، حتى يعبدوا ربهم بحرية. نحن نريد الخير للجميع، ونقول هذه الكمات عن شعور بالمسؤولية. نريد فقط حقوقنا القانونية والمشروعة.

1115 مشاهدات

تم النشر في: 22 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©