header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (4 ربيع الثاني 1437)، بعد تلاوة آية 35 من سورة الأحزاب، إلى دور النساء في إصلاح وتربية المجتمع، مؤكدا على لزوم تعليم وتربية النساء وضرورة المشورة مع الفتيات في أمر تزويجهن.
وقال فضيلته: لا ينبغي الغفلة من دور النساء في تكوين المجتمع وتأثيرهن في تربية الأشخاص. النساء كانت لهنّ دور عظيم عبر التاريخ.
وتابع خطيب أهل السنة: خدمة النساء في المجتمع وتربيتهن للأبناء لا ينكرها أحد. عبر التاريخ كلما كانت النساء مهتديات وصالحات، صلحت المجتمعات؛ لأن حجور الأمهات هي أول مدرسة للإنسان. إذا قامت الأم بتربية الولد تربية جيدة، يكون للولد مستقبل زاهر. ما نملكه في مجتمعاتنا، الفضل يعود في الكثير منه إلى التربية الصحيحة للأمهات. دور الأم أهم من دور الأب في تربية الولد. للأمهات النصيب الأكبر في تربية الشخصيات الناجحة.
ثم أشار مدير جامعة دارالعلوم زاهدان إلى نماذج من دور النساء الهامة قائلا: إن خديجة الكبرى رضي الله عنها كانت خير معينة وناصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، نصرتها في تبليغ رسالتها ودعوتها، وربّت أولاد رسول الله خير تربية. الأزواج المطهرات كلهن وبنات رسول الله خاصة السيدة فاطمة رضي الله عنها كن مؤثرات على هذه الأمة. إنّ فاطمة رضي الله عنها ربّت الحسن والحسين. يقول الإمام زهري رضي الله عنه في وصف عائشة الصديقة رضي الله عنها: “إن علم النساء جميعا لا تبلغ علم عائشة رضي الله عنها”. رويت أحاديث كثيرة في المصادر الحديثية عن عائشة رضي الله عنها. كانت عائشة فقيهة وعالمة، يراجعها كبار الصحابة رضي الله عنهم لحل مشكلاتهم ومسائلهم.
وأشار خطيب أهل السنة إلى ضرورة تعليم النساء وتربيتهن قائلا: على المسلمين أن يهتموا بالعلم. قيمة الإنسان في علمه ودينه وتقواه، فعلينا أن نهتم بالتقوى. لا ينبغي أن نغفل عن تعليم النساء. يجب أن نسعى في تقويم أخلاقهن وتربيتهن تربية صحيحة، ونوفر مجال تعلمهن للعلوم الدينية والجامعية.
وفي قسم آخر من الخطبة أشار فضيلته إلى موضوع تزويج الفتيات قائلا: نصيحتي لكم في أمر التزويج، أن تستشيروا البنات. هذا ما أمرت به الشريعة الإسلامية. تزويج البنات بغير مشورتهن أو إكراههن، من العادات الجاهلية وله تبعات خطيرة. تزويج فتاة مؤمنة متدينة محجبة من الفاسق الذي يدمن الخمور، يساوي قتل تلك الفتاة. من دلائل كثرة الطلاق في المجتمعات عدم مشاركة البنات في أمر زواجهن.
وأضاف فضيلته قائلا: لا تهتموا في قضية التزويج بالثروة والأموال، بل اهتموا أولا بتدين الشخص وأخلاقه. قلة مؤنة الزواج أمر مطلوب ومرغوب فيه. أفضل الولائم أقلها مؤنة. لا تغالوا المهور، وقللوا من مؤنة الزواج، وزوّجوا أبنائكم وبناتكم إذا بلغوا الحلم.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى قضية تفشي الانتحار قائلا: مع الاسف زادت نسبة الانتحار. الذين يفشلون في تحقيق الأموال وأمانيهم ويزعمون أنفسهم فاشلين في الدنيا، يبادرون إلى الانتحار. على الإنسان أن يعرف لماذا خلق؟
وأضاف قائلا: إن فكّر الإنسان في غاية حياته، تحل مشكلاته كلها ويمئطن قلبه. مع الأسف الكثير من الناس يزعمون أنهم خلقوا لجمع المال والوصول إلى المنصب، وإن لم يحققوا هذه الأشياء يزعمون أنفسهم منهزمين فاشلين، مع أن الله تعالى خلقنا لعبادته.

يجب الوقف الفوري لإطلاق النار ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة في سوريا
وفي قسم آخر من خطبته، أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الأوضاع المأساوية في سوريا، مطالبا بوقف فوري لإطلاق النار ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة في هذا البلد المتأزم.
وقال فضيلته: مع الأسف تصلنا هذه الأيام أخبار سيئة من أوضاع سوريا. وسائل الإعلام رفعت الستار عن أوضاع مأساوية ومفجعة في سوريا، وعن موت الكثيرين من الناس نتيجة الجوع بسبب الحصار. الصور التي نشرتها وسائل الإعلام من أوضاع سوريا تجرح ضمير كل إنسان حر ومتدين.
وانتقد خطيب أهل السنة في زاهدان الأوضاع الجارية في سوريا، متسائلا: لماذا وصلت أزمة سوريا إلى هذا الوضع المؤلم؟! لماذا تصل الاختلافات بين الحكومات إلى هذا الحد؟ ولماذا تتصارع الحكومات لتحقيق منافعها وليست منافع الشعب السوري؟ الشعب السوري جدير بالترحم، ويجب أن نسعى جميعا لإنقاذ هذا الشعب.
وتابع فضيتله قائلا: كانت سوريا من البلاد العامرة، والشعب السوري من أقوى الشعوب في العالم وأقدمها حضارة وثقافة. الاختلافات والمشكلات في هذا البلد يجب حلها من الطرق السياسية والحوار. لماذا وصلت سوريا التي كانت في يوم من الأيام من أرقى البلاد وأكثرها عمارة، إلى هذه الحالة، وتدمر، ويموت شعبه من الجوع؟!
وأكد فضيتله قائلا: رسالتي ونصيحتي من هذه المنطقة، إلى القوى والحكومات والمنظمات جميعا، أن يقوموا بحل قضية سوريا. يجب الوقف الفوري لإطلاق النار في هذه المنطقة، ويجب أن يرفع كل حصار، وتحل مشكلة الجائعين والمشردين بطريقة جدية وعاجلة.

1766 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©