header

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (27 ربيع الأول 1437)، على ضرورة ابتعاد المسلم من المعاصي والذنوب، معتبرا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رسالة الجميع.
تطرق إمام وخطيب أهل السنة بعد تلاوة آية “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ” إلى مهمّة الإصلاح في المجتمع قائلا: من الرسالات العظيمة والثقيلة خاصة من وظائف المتدينين، أن يفكروا في إصلاحهم وتزكيتهم، ثم يفكروا في إصلاح أعضاء الأسرة والمجتمع الذي حولهم. المسلم المخلص يفكر في إصلاح المجتمع، وكيف تصلح أهل مدينته وبلده وأهل العالم جميعا، وكيف يسيروا نحو مراعاة حقوق الله وحقوق العباد.
وتابع فضيلته قائلا: مكافحة الفساد والاختلاف والتشتت، وظيفة كل مؤمن ومسلم. رسالة العلماء الخبراء بعلوم الشريعة أكثر في مثل هذه الظروف. إن الله تعالى حذر العلماء وأصحاب العقول من التكاسل في مهمتهم وفي مكافحة المفاسد، لأنهم إن لم يبادروا إلى تحمل هذه المسئولية، يبتلون بعذاب الله تعالى. كل مجتمع اتجه نحو المعصية والغفلة وتضييع الحقوق، يتحرك نحو الهلاك.
وأشار خطيب أهل السنة إلى بعض المفاسد الاجتماعية قائلا: مع الأسف توجد آثار الجاهلية في المجتمع الإسلامي. جاهلية عصرنا أسوء من جاهلية قبل الإسلام. التعصبات القومية، والكذب، والتهمة، والعنصريات، والمعاصي والذنوب، من آثار الجاهلية. بعض الجهال والسفهاء يقومون بأعمال الاختطاف لتحقيق مطالبهم، ولا يرحمون الصغير ولا يحترمون الكبير، مع أن الشريعة الإسلامية أمرت بالرحم والشفقة على الصغار والكبار. المديون والمقروض هو المسئول ويجب أن يجيب في المحكمة.
وتابع فضيلته قائلا: من مخططات الأعداء نشر المفاسد والخلاعة والانهيار الخلقي في المجتمع. إنهم من خلال القنوات الفضائية ونشر برامج مخربة يقصدون تخريب الثقافة الإسلامية، ليحلوا مكانها ثقافتهم المنحطة. علينا أن نكون واعين وحذرين.
ووصف مدير جامعة دار العلوم زاهدان إصلاح المجتمع رسالة عامة، وأضاف قائلا: إصلاح المجتمع مهمة العلماء، بل هي مهمة كل مسلم وصاحب عقل أن ينقذ المجتمع من المفاسد والذنوب. كل شخص يجب أن يتصدى للمعصية حسب استطاعته بالنصيحة والموعظة الحسنة. معصية تعاليم الرب تبارك وتعالى وأحكامه إثم كبير. لا ينبغي للمسلم السير خلاف تعاليم القرآن والسنة.

قطع العلاقات بين إيران والسعودية ليس لصالح العالم الإسلامي:
وفي قسم آخر من خطبته، أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى إعدام الشيخ نمر باقر النمر، وما تبعه من قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية، قائلا: إعدام الشيخ نمر باقر النمر أثار العواطف والإحساسات لدى أتباعه ومريديه، حيث كان من علماء الشيعة والذي ظهر له أتباع كثيرون.
وتابع فضيلته قائلا:هذا الإعدام جرح مشاعر الشيعة وأثار قلق أهل السنة أيضا؛ لأن قتل العالم سواء كان شيعيا أو سنيا، أو قتل رجال الدين لأتباع الديانات الأخرى، يجرح المشاعر والعواطف، إلا أن يرتكب الشخص قتل نفس فيقتص منه وينفذ حكم الشريعة فيه. لكن رجل دين لم يرتكب قتلا وله أتباع ومحبون، لا ينبغي إعدامه وإثارة عواطف الناس ومشاعرهم.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى ردود الأفعال على إعدام الشيخ نمر قائلا: إعدام نمر أثار احتجاجات، ونحن أيضا عبرنا عن رفضنا لهذا الإعدام؛ لأن إعدام العالم مغاير للمصلحة ويترك مضرات للمجتمع، بل ينبغي اتخاذ تدابير وطرق أقرب إلى الحكمة وأكثر مرونة في التعامل مع من لديهم مشكلة سياسية من الأنظمة.
وأشار مدير جامعة دار العلوم زاهدان إلى بعض الحوادث التي تلت إعدام الشيخ نمر قائلا: الهجوم على سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد خطوة لا تليق بالشعب الإيراني. أمرت الشريعة بأمن السفارات والقنصليات والدبلوماسيين. فإذا كانت دولة مّا ترتكب خطأ يجب أن تبقى سفاراتها مصونة ومأمونة، ولا ينبغي للمتطرفين أن يقوموا بتصرفات فردية أو أعمال عنف تضر بسمعة شعب بأكمله.
نرجو أن يخطط المسئولون في هذا المجال لمنع المتطرفين والجاهلين داخل البلاد وخارجه من القيام بإضرار الشعب.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد أيضا إلى قطع علاقات السعودية الإيرانية قائلا: قطع العلاقات ليس لصالح المنطقة والمسلمين، بل يضرّ بالعالم الإسلامي. إيران والسعودية دولتان مهمتان في العالم الإسلامي وتتمتعان بموقعين استراتيجيين، وبإمكان الدولتين حل مشكلات المنطقة. فلا ينبعي التصعيد والتوتر بين هاتين الدولتين، ولا ينبغي للبلاد الإسلامية قطع علاقات بعضها مع بعض. قطع العلاقات يضر بالشعوب وبالعالم الإسلامي. نرجو حل المشكلات بالحوار والمفاوضات في أسرع وقت ممكن.
وفي نهاية خطبته انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد قانون الإعدام في بعض البلاد قائلا: نصيحتنا لكافة الدول الإسلامية وغير الإسلامية أن الإعدام أشد العقوبات، والإعدام ليس أمرا مرغوبا فيه، إلا فيما جاء النص.
وأضاف: مواضع الإعدام في الشريعة معدودة. في بعض الدول يوجد قانون الإعدام وتجب إعادة النظر فيه. قوانين كل بلد يجب أن تعاد فيه النظر، وينبغي تعديلها حسب الحاجة. القوانين للبلاد ليست وحيا منزلا من السماء لا تقبل التغيير، بل هي استنباطات ذهن البشر، والبشر وإن كانوا فقهاء وعلماء قد تصدر منهم أخطاء في تشريع القوانين.

1543 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©