header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (13 ربيع الأول 1437) بعد تلاوة آية «لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ»، إلى تبيين جوانب سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، معتبرا إياها خلاصة المكارم والعقائد الصحيحة والمحاسن الباطنية.
وأضاف فضيلته قائلا: الثاني عشر من ربيع الأول حسب رواية أهل السنة يوم ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، رحمة للعالمين وسيد المرسلين. تذكرة سيرة وأخلاق الأنبياء والكبار أمر مطلوب، لكن الأهم هو الاتباع من سيرتهم. إن الله تعالى جعل سعادتنا وفلاحنا ونجاتنا في اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرنا أن نتبع تعاليمه.
واعتبر فضيلته الأخلاق الحسنة من التعاليم الهامة للأنبياء، وأضاف قائلا: من أهم دروس الأنبياء، هي الأخلاق والأعمال الحسنة. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في رواية “بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”. إن الله تعالى منح المكارم الأخلاقية والاعتقادية والعملية الظاهرية والباطنية لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتابع مدير جامعة دارالعلوم زاهدان قائلا: إن الله تعالى وصف نبيه صلى الله عليه وسلم بصاحب الخلق العظيم. عندما سئلت أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها عن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، قالت: “كان خلقه القرآن”.
وتابع فضيلته: إن العمل على الأحكام والتعاليم القرآنية تزكي الإنسان وتقربه إلى الكمال. العمل على القرآن والسيرة النبوية، يطهر الإنسان ويزكيه. علينا أن نهتم بالاستفادة من سيرة رسول الله العطرة والطيبة. كما أنه صلى الله عليه وسلم كان يعمل على تعاليم القرآن بنشاط وحيوية، وتحمّل في سبيل ذلك المشاق والصعوبات، علينا أيضا أن نعمل على الشريعة مستقيمين ثابتين.
وأكد خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: إن كنا نريد أن نكون محببين عند الله تعالى، فلنتبع الرسول صلى الله عليه وسلم. يقول الله تعالى: “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله”. إن كنا نريد السعادة والنجاح، علينا أن نسعى لننفذ سيرة الرسول في حياتنا، ونجعله أسوة لنا في مجال العمل بحقوق الله وحقوق الناس.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد في هذا القسم من الخطبة على العمل على سننه عليه الصلاة والسلام قائلا: سنن الرسول صلى الله عليه وسلم هي الفطرة. علينا أن نعمل عليها في كافة شؤون حياتنا. من خصائص سننه أنها تجلب لنا محبة الله ومحبة الناس.

ليتحد المسلمون معا لأجل مصلحة الإسلام والمسلمين:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى أسبوع الوحدة في إيران قائلا: مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم سمي بأسبوع الوحدة في إيران.
وأضاف فضيلته قائلا: إن لرسول الله صلى الله عليه وسلم دور كبير في تأليف القلوب. عندما بعث عليه الصلاة والسلام في جزيرة العرب، كانت الاختلافات والنزاعات تموج بين العرب؛ قبائل العرب كانت تتحارب بينها، واستمرت بعض حروبها لعشرات السنين، لكن مع بعثة رحمة العالمين، ألف الله بين قلوبهم. ويصف الله تعالى هذه الألفة قائلا: «وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا».
مع بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم أوجد الله تعالى أفضل العقيدة والعمل والأخلاق والوحدة بين الناس.
وقال خطيب أهل السنة: الاختلافات والنزاعات الراهنة الجارية في العالم الإسلامي، عرضت المسلمين على الخطر، وجعلت بلاد المسلمين مرتعا للأعداء. يرى الأعداء منافعها ومصالحها في الاختلافات والنزاعات.
واعتبر مدير جامعة درالعلوم زاهدان الوحدة من ضروريات الأمة المسلمة، وأضاف قائلا: الوحدة والأخوة ضرورة هامة للعالم الإسلامي. في عصرنا شكلت روسيا والولايات المتحدة وسائر القوى الكبرى تحالفات لتحقيق مصالحهم، على المسلمين أيضا أن يشكلوا تحالفات لتحقيق مصالحهم.
الأمم المتقدمة والعاقلة تتحد معا، لكن الأمم الجاهلة والمتخلفة تعيش دائما في نزاع واختلاف.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: علينا أن نبتعد من أي نوع من الخلافات. على أهل السنة أن يتصدوا لمتطرفيهم، وعلى الشيعة أيضا التصدي لمتطرفيهم، حتى لا يثيروا الفتن والطائفية بين المسلمين. علينا أن نتصدى للتطرفات، ليسود العقل والاعتدال في المجتمع، ومع الحفاظ على الوحدة نسعى في حل مشكلاتنا من طرقها المشروعة والقانونية.

1587 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©