header

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (22 صفر 1437) على فناء الدنيا، وعلى ضرروة الاستفادة من فرصة الحياة لعمران الآخرة، معتبرا إياها من خصائص الأذكياء العقلاء.
وأضاف قائلا: الدنيا التي نعيش فيها، فيها حقائق خفية بجانب الظواهر، لكن الرسل الذين لهم خبرة خاصة بواسطة الوحي، قاموا بتبيينها للناس، والكتب السماوية أيضا أخبرت عن هذه الحقائق.
واستطرد فضيلته قائلا: إن الله تعالى أخفى بعض الحقائق من البشر ليختبرهم هل يؤمنون بالرسل والكتب أم لا؟ الذين ينظرون إلى الظواهر، ليس لديهم خبر عن الحقائق، ولا يؤمنون بما جاء به الرسل، مع أن الله تعالى أرسل الأنبياء ليبينوا للناس الحقائق التي خفيت عنهم، ويحذروهم عنها.
وتابع مدير جامعة دارالعلوم زاهدان قائلا: أتى الرسل ليقولوا للناس أن لا تغرهم الدنيا بزخارفها، لأن متاع الدنيا ونعمه قليلة فانية، لكن النعم المحبوبة التي توجد في الآخرة نعم خالدة. في الجنة من النعم ما لا خطر على قلب بشر، أعدها الله تعالى لعباده الصالحين. كذلك مشاقّ هذه الدنيا ومصاعبها يسيرة وجديرة بالتحمل بالنسبة إلى الآخرة، لكن مشاهد القبر والقيامة غير قابلة للتحمل.
وأضاف فضيلته قائلا: يوم القيامة ترفع الحجب عن كل ما خفيت عن الناس. في ذلك اليوم تبلى السرائر، ويفتضح الناس الذين كانوا في الدنيا وراء تضييع حقوق الناس. تظهر يوم القيامة صفات مثل الإيمان والإخلاص والتقوى، ويفتخر بها المتقون الذين تمكنت محبة الله تعالى ورسوله في قلوبهم.
واستطرد خطيب أهل السنة مشيرا إلى آية “يومئذ يودّ الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا”: الكفار يوم القيامة بعد ما اسودّت وجوههم، يتحسرون في ذلك الوقت قائلين يليتهم كانوا ترابا. الكافر الذي يكذب الرسل وقد أنعم الله تعالى عليه بوسائل وآلات وأجهزة، لكنه يقصف الأطفال والنساء ولا يرحم أحدا، يتمنى يوم القيامة يليته كان ترابا، لكن هذا التمني لن يغني في ذلك اليوم شيئا.
وأضاف فضيلته مشيرا إلى قوله تعالى “يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد، وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد”: جهنم تنتظر المجرمين وتريد أن تبتلعهم. عندما يلقى أهل جهنم جميعا في جهنم، تطالب المزيد من المجرمين. كذلك الجنة لا قرار لها في استقبال المتقين وأهل الورع. نعم الجنة لمن آثر الله تعالى على النوم، وآثر الدنيا على الآخرة، وأطاع الله تعالى. إن الله تعالى يمنح لقائه لأهل الجنة، ويعلن لهم مرضاتهم التي هي أعظم نعمة عند الله تبارك وتعالى.
ودعا خطيب أهل السنة في هذا القسم من الخطبة الجميع إلى الاستعداد للآخرة قائلا: ما أسعد الإنسان الذي لا ينخدع بمظاهر الدنيا، بل ينظر إليها كشيء فانٍ وفرصة لجمع الأموال والتزود للآخرة. علينا جميعا أن نسعى لحياتنا الأخروية ونعمل الصالحات.

ساعدوا المسئولين في تنظيم المدينة:
وفي قسم آخر من خطبته، أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى جهود إدارة المحافظة في أمر تخطيط وتنيظم مدينة زاهدان قائلا: حاكم المدينة وكذلك رئيس البلدية يقصدون تخطيط وتنظيم المدينة.
وأضاف فضيلته قائلا: التخطيط والتنظيم المذكورين لن يكون بطريقة تخل بمشاغل الكسبة وغيرهم، ولا يتضرر الناس. ويقصد تعطيل محلات ذبح الطيور والدجاج من داخل المدينة إلى خارجها، لأن ذبح الدواجن في مركز المدينة مغاير للمعايير الصحية.
وتابع مدير جامعة دارالعلوم زاهدان قائلا: إن كان الذبح يتم في بلادنا وفقا للأصول الشرعية، لكن لأجل الإطمئنان سيراقب عمليات الذبح أحد العلماء، لتكون هناك رقابة على الطريقة الشرعية للذبح.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد “تخصيص أماكن لبيع السيارات” من الخطوات الأخرى لحاكم المدينة قائلا: الحاكم الجديد للمدينة قام بتخطيط لقضية أماكن بيع السيارات التي كانت سببا للازدحام و انسداد الطرقات، وخصص مكانا واسعا في ضاحية المدينة لهذا الأمر.
وكذلك طالب فضيلته مساعدة الناس في هذا المجال، قائلا: يقصد المسؤولين أن يحلوا مع مضي الزمن معظم المعضلات الموجودة في المدينة. لأجل هذا أطالب عامة الناس أن يساعدوا هؤلاء. لأن تنظيم المدينة وتخطيطه لصالحنا وسبب لراحتنا جميعا.

1095 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©