header

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (15 صفر 1437) بعد تلاوة آية “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا” على أن عزة الإنسان وفلاحه في القيام بواجباته ومسؤولياته.
وتابع فضيلته قائلا: إن الله تعالى خلق الكائنات كلها، وخاصة خلق الإنسان. خلق الإنسان لهدف وغاية عظيمة. إن الله تعالى خلق كل شيء لهدف أو حكمة. الشمس والقمر كل ذلك مطيع لله تعالى، ولا يعصون ولا يتمردون أبدا في مسؤولياتهم.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى المكانة السامية للإنسان بين الكائنات قائلا: إن الله تعالى خلق الإنسان لغاية عظيمة ومتناسبا مع مسؤولية الرسالة. رسالة الإنسان، اعتقاده بتوحيد الله، والعقائد الصحيحة، والتعامل الحسن، والأخلاق الجميلة، والأعمال الصالحة، وعبودية الرب تبارك وتعالى. جعل الله تعالى في وجود الإنسان الاستعداد لهذا الهدف.
وأردف خطيب أهل السنة قائلا: إن الله تعالى يبتلي الإنسان من خلال رسالته ومسؤوليته. إن عرف الإنسان مسؤوليته ورسالته، ترتفع درجات مكانته بين المخلوقات كلها. من المؤسف أن البشر في عصرنا لا يعرف رسالته ويهرب من مسؤوليته.

المسئولية ليست صعبة:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى غفلة وتساهل الناس في المسئوليات قائلا: يدعي البعض أن أداء المسئوليات صعبة، مع أن الإنسان لم يكلف بما لا طاقة له. في الحقيقة نحن نهرب من مسؤولياتنا، والشيطان والنفس أيضا يوسوسان أن الدين صعب.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: بعث الله تعالى القرآن للناس جميعا، ويريد الإسلام أن يدخل الناس الجنة. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث إلى العالمين، يشكو من الإنسانية ومن المسلمين جميعا على هروبهم من سعادتهم والفرار من صراط الله، والذهاب في طريق الشيطان؟
يشكو منا لماذا لا نكون مسلمين صادقين؟ عندما ندعي أننا عباد الله، لماذا لا نعبد الله؟ لماذا لا نراعي حقوق الناس؟
وأضاف فضيلته مؤكدا على تأدية الوظائف في الحياة قائلا: الابتعاد من الله تعالى، ومن القرآن والسنة والدين، علامة عدم تعهدنا، والتساهل في المسؤولية. إن الله تعالى يحب عبدا لا يهرب من مسؤوليته، ويؤديها بطريقة جيدة.
وتابع: الكثير من الآباء لا يهتمون بدين أبنائهم وأخلاقهم, مع أن الواجب هو الاهتمام بدين الأبناء ودنياهم. يجب أن نربي الأولاد تربية صحيحة يحافظوا على دينهم وإيمانهم في صفوف الدرس والمراكز العلمية أو التجارة.
وأضاف فضيلته قائلا: سعادة البشر ونجاحه في العالم أن لا يهرب من مسؤولياته. كمال الإنسان في مسئولياته، وبها يتربى ويتحلى. عندما لا يهرب الإنسان من فرائضه ويصلي ويحج ويصوم، يحدث فيه تطور. مع مراعاة حقوق الله، وغض البصر وحفاظة الأذن والاجتناب من المعاصي، تتزكى نفس الإنسان.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد عزة الإنسان في تأدية الفرائض والمسئوليات والواجبات قائلا: الرسل أولو العزم ضحوا بأنفسهم وأبنائهم، لكنهم لم ينقضوا عهود الله تعالى. ألقي سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام في النار، وذهب بإبنه ليذبحه امتثالا لأمر الله تعالى، لئلا ينقض حكم الله في تأدية الرسالة والأمانة.
وأضاف قائلا: دخول الجنة ليس يسيرا. الجنة لها طريق، الذي يسلكه سيدخل الجنة. سلعة الجنة غالية؛ الذي لا يريد أن يضحي، كيف يدخل الجنة؟! الذي يريد أن يشتري الجنة، فعليه أن يتحمل المصائب والمشقات، ويستقيم في سبيل الله تعالى.
وشجّع خطيب أهل السنة الحاضرين على التوبة إلى الله قائلا: الذي يرجو أن يعامله الله تعالى معاملة حسنة، لا ينبغي أن يعصيه. هذا الشيطان والنفس الأمارة يحملان الإنسان على المعاصي بآمال كاذبة. أمر الله تعالى بالتوبة من المعاصي ليعفو عنا ويغفر لنا. فعلينا أن نشمر عن ساق الجد، ونسعى في العمل على وظائفنا.
ودعا فضيلته الحاضرين في نهاية هذه الخطبة إلى الاهتمام الأكثر بالعبادات وعدم الغفلة ومراعاة حقوق العباد، وأضاف مؤكدا: من المؤسف أن نكون في الصلاة، ونذكر غير الله تعالى. نشتغل بتلاوة القرآن وذكر الله، ولا نذكر الله تعالى في الحقيقة. هذا يدل على أننا مغرمون بمحبة الله تعالى. على المسؤولين أن يراعوا حقوق الشعوب، وعلى الشعوب أن يراعوا حقوق الحكومات. على الأزواج أن يراعي بعضهم حقوق بعض. للمسلم وللوالدين وللمهاجر حقوق تجب مراعاتها.

الإخلال بأمن المحافظة يصب في مصلحة الأعداء:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، في قسم آخر من خطبته إلى أهمية الوضع الأمني في محافظة سيستان وبلوشستان، محذرا من التعرض للأوضاع الأمنية في المحافظة.
وأضاف فضيلته قائلا: يسعى الأعداء في إثارة الأزمات الأمنية والطائفية. إنهم يريدون لأجل تحقيق منافعهم ومصالحهم الإضرار بالبلد من أي طريق ممكن. لكن يجب علينا أن نعلم أن أي أزمة أمنية، تضر بالبلاد، وتنفع الاستكبار العالمي. الاستكبار العالمي والصهاينة الغاصبين ينتفعون من الأزمات الأمنية. فعلينا جميعا أن نكون واعين وحذرين.
وأشار خطيب أهل السنة إلى بعض الاشتباكات في المحافظة قائلا: وصلتنا أخيرا تقارير مؤكدة عن زرع القنابل في بعض مناطق المحافظة. هذه القضية أقلقتنا، ونعلن بصراحة أن أهلنا في المحافظة لا يسمحون لأحد أن يمس أمن المحافظة.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الأخوّة الموجودة في المحافظة لصالح الناس، وهناك شعور بالأخوة بين طائفتي الشيعة والسنة في المحافظة أكثر من أي وقت مضى. هذه الأخوة لصالح عمران المحافظة، وتوفير الفرص. لا ينبغي الإضرار بهذا الأمن.
وأكد مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: مطلبنا من أهلنا في المحافظة، من العلماء، ومن رؤساء القبائل، والمثقفين، والطبقات المختلفة، أن لا يسمحوا لأحد أن يعبث بأمن المحافظة. وكذلك نوجه خطابنا لمن انخدعوا قائلين: إن المساس بأمن المحافظة يضر أهلها، ويضر بالبلد. لا شك أن المحافظة تعاني مشكلات ومعضلات، لكن لا يرضى أهلها أبدا أن تفقد المحافظة أمنها، بل يريدون حل مشكلاتها، ليست من طريق العنف والتطرف، بل من الطرق المشروعة والقانونية.

1120 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©