header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (8 صفر 1437) إلى الحادثة الأخيرة في باريس، واصفا إياها بـ”المؤسفة”، وأنها أثارت قلق الجميع بصفة عامة، والعالم الإسلامي بصفة خاصة.
وأضاف فضيلته بعد تلاوة آية “واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب”، قائلا: إن الله تعالى حذر الإنسان من فتن لا تصيب الظالمين فحسب، بل تصيب أيضا من لم يكن لهم دور فيها.
واستطرد فضيلته قائلا: اشتعلت نيران الاختلافات والحروب، ونجحت الصهاينة العالمية والأوروبيون في تنفيذ مخططاتهم ومشروعاتهم ضد البلاد الإسلامية.
ثم أشار فضيلته إلى حادثة باريس الأخيرة، قائلا: هذه الحادثة هزت العالم، وأثارت قلق العالم الإسلامي. لم يرض أحد بما حدث في فرنسا، وأظهر المسلمون مؤاساتهم مع عوائل ضحايا الحادثة، لكن لا ينبغي أبدا أن تتسرب نيران هذه الحادثة إلى مناطق أخرى، وتعرض ثبات العالم للخطر.
وأضاف قائلا: أعتقد كما توقعت سابقا أن الهجمات الجوية والقصف العشوائي العنيف الذي تجري في الشرق الأوسط، تعرض أمن الكثير من البلاد الأخرى للخطر، ما لم ينفذ عمليا مشروع جامع وشامل للوحدة الوطنية يحل مشكلات المنطقة.
واعتبر خطيب أهل السنة في زاهدان “وحدة البلاد الإسلامية” خطوة نحو حل المشكلات قائلا: الأوروبيون أثاروا النزاعات بين البلاد الإسلامية، وأحدثوا خلافات بينها لتحقيق مصالحهم، وما لم تتحد البلاد الإسلامية ولم تنسجم معا، وما لم يتحد المسلمون ولم ينسجموا، لن تحل المشكلات، ولن تحتو نيران اشتعلت في الشرق الأوسط. وجهات نظر البلاد الإسلامية يختلف بعضها مع بعض، لكن تقتضي الضرورة أن تجلس معا، لتتخذ مواقف معقولة وتتوافق بعضها مع بعض، وتصل إلى تفاهم ليحل أكثر مشكلات الشرق الأوسط. أعتقد أن الكثير من البلاد الإسلامية إذا جلست معا على طاولة الحوار يمكن لها حل المشكلات بسهولة.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى دور منظمة الأمم المتحدة في هذا المجال قائلا: منظمة الأمم المتحدة والقوى الكبرى تقدر على جمع الدول الإسلامية أو الأطراف المتنازعة على طاولة الحوار، واحتواء أزمات الشرق الأوسط بالمفاوضات والطرق السياسية المشروعة والمعقولة، لكنها مع الأسف لم تقم بهذا العمل لحد الآن. مثلا الولايات المتحدة والدول الأوربية قادرة على حل قضية فلسطين التي تعاني حروبا واحتلالا لعقود طويلة، لأن إسرائيل دولة تابعة، وهي باقية وموجودة وقوية بدعم الولايات المتحدة الإمريكية والدول الأوربية، ولا تقدر إسرائيل التمرد على أوامرها أبدا؛ لكن الأروبيين مع الأسف لم يقوموا بخطوة في هذا المجال.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد: إن الحكومات الإسلامية مثل إيران، والسعودية، وتركيا، وباكستان، وسائر الحكومات في العالم الإسلامي، إن جلست بعضها مع بعض على طاولة المفاوضات، تحل مشكلات الشرق الأوسط بسهولة، لكن القوى الكبرى لأجل مصالحها لا تريد أن تقترب الحكومات الإسلامية.
وأكد مدير جامعة دارالعلوم زاهدان، قائلا: التهديد الراهن في العالم، تهديد جاد وخطير جدا. القصف العشوائي لا يستهدف المتطرفين فحسب، بل يصيب المدنيين العزل والأبرياء. هذه الهجمات الجوية تقتل آلافا من النساء والأطفال، ويتشرد بسببها عشرات الآلاف، ويواجهون أنواعا من الظلم والازدراء والاضطهاد. من المسئول عن أزمة هؤلاء؟
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد في ختام كلمته على ضرورة حلّ مشكلات الشرق الأوسط عن طريق المفاوضات، والوحدة الوطنية، وتأسيس حكومات شاملة، مشيرا إلى أن الإنسانية تجمعنا، ونحن نريد الخير والرحمة للناس جميعا”.

1116 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©