header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (20 جمادى الثانية 1436) بعد تلاوة آية “والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم”، إلى أهمية الزكاة، قائلا: الزكاة فريضة في جميع الأديان منذ أن خلق الله آدم عليه السلام. اقتضت حكمة الله أن يعبده الناس بأموالهم وأنفسهم.
وأضاف فضيلته قائلا: الذي يعبد الله ليلا ونهارا، لكنه لا يؤدي الزكاة يستحق العقوبة! يقول الله تعالى في الذين لا يعطون الزكاة “يوم يحمى عليها في نار جهنم”.
وتابع مدير جامعة دارالعلوم زاهدان، قائلا: إن الله تعالى اشترى منا أموالنا وأنفسنا مقابل الجنة، وإن كانت هذه الأموال والأنفس تتعلق بالله تعالى في الحقيقة. فالذي يدعي محبة الله ولا ينهض لصلاة الفجر، كاذب في دعواه! فالذي يحب الله يضحي بماله ونفسه في سبيل أحكام الله وتعاليمه.
وأضاف فضيلته قائلا:من أخذ بحجاب الكعبة ويحلف بالله أنه يحب الله، ولكنه لا يؤدي زكاة ماله، فقسمه مردود شرعا وعقلا، وهو كاذب. علامة محبة عباد الله مع الله أنهم لا يألون في التضحية بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: مع الأسف يتكاسل الكثير من الناس في قضية أداء الزكاة، مع أن الزكاة ركن من أركان الإسلام. الصلاة والزكاة من أعظم العبادات البدنية، لأجل هذا ذكرهما القرآن معا.
واعتبر فضيلة الشيخ عبدالحميد العمل على الشريعة من أعظم المصالح قائلا: علينا أن نستسلم تجاه أحكام الله ونعمل عليها، سواء كانت لصالحنا في الظاهر أم لا. في الحقيقة العمل على الشريعة أعظم مصلحة لأي حكومة أو نظام أو شعب.

حل مشكلات العالم الإسلامي في إعطاء حقوق الأقليات، وتأسيس حكومات شاملة، والاهتمام بالحقائق:
وفي قسم آخر من خطبته، قال خطيب أهل السنة: الكثير من النزاعات والصراعات، أخذت طابعا طائفيا. هذه القضايا لها حلولها، ويمكن حلها.
وأضاف قائلا: القضايا المعاصرة تطلب تغييرا في السياسة. قلت في خطاب دعوت فيه قادة البلاد الإسلامية إلى التغيير نظرا إلى تغير الأوضاع والظروف.
واعتبر فضيلته التحديات المعاصرة في العالم الإسلامي ناشئا من عدم اهتمام الحكومات إلى الحقائق الموجودة على الأرض، وأضاف قائلا: قلت في مؤتمرين انعقدا أخيرا في طهران وقم، إن معظم مشكلات التي يواجهها العالم الإسلامي والمجتمع الدولي يرجع سببها إلى عدم رؤية الحقائق الموجودة على الأرض. السياسيون المحنكون، ومنظمة الأمم المتحدة، ودول العالم، لا يرون الحقائق. فلو رأى الناس الحقائق ويدركوها، لكانت مشكلات العالم جديرة بالحل.
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: يجب أن ترسم السياسة وفقا للحقائق الموجودة. فعندما تتبدل الأوضاع والظروف، يجب أن تتغير السياسات لتنخفض المشكلات وتكون قابلة للحل.
وقال عضو المجلس الأعلى برابطة العالم الإسلامي: عندما تحاول طائفة أن تستأثر بالقوة لنفسها وتهمش غيرها، تنشأ المشكلات. في كثير من الدول لا يهتمون بالأقليات ولا يراعون حقوقهم.
وتابع فضيلته: لاينبغي أن تكون الحكومات إرثا مملوكا لطائفة أو جماعة أو مذهب. لابد من مراعاة حقوق الأقليات.
واعتبر خطيب أهل السنة الحلول العسكرية حلولا غير مفيدة، وأضاف قائلا:الحلول العسكرية خاطئة، ففيها دمار وهلاك وخسائر، يقتل الأبرياء، وتدمر حياتهم.
وأضاف فضيلته: يمكن حل مشكلات اليمن وسوريا وليبيا والعراق، بالحوار والمفاوضات.

لا نسمح لأحد أن يتلاعب بأمن المحافظة:
وأشار خطيب أهل السنة إلى حادثة مقتل 8 جنديا وضابطين في محافظة سيستان وبلوشستان قائلا: نحن ندين هذه الحادثة بشدة، ولا نسمح أن يتلاعب أشخاص بأمن محافظة سيستان وبلوشستان، وأن يجروا الصراعات الموجودة في المناطق الأخرى إلى هنا. نحن نتابع في ظل الأمن مطالبنا.
وأضاف فضيلته قائلا: لا نقول أن أهل السنة ليست لديهم مشكلات في إيران، أو أنهم نالوا حقوقهم جميعا. لدينا مشكلات كثيرة، لكننا نتابع مشكلاتنا عن طريق القانون والحوار.

المشكلة الأصلية لأهل السنة عدم مشاركتهم في إدارة البلاد:
وطالب خطيب أهل السنة باهتمام أكثر إلى حقوق أهل السنة قائلا: نطالب الرئيس أن يهتم أكثر إلى كافة مناطق أهل السنة، ويشارك أهل السنة في المناصب الرئاسية.
وتابع فضيلته قائلا: أكبر مشكلة لدى أهل السنة عدم إشراكهم في إدارة البلاد، وعدم توظيفهم في المناصب العامة.
واستطرد فضيلته قائلا: نحن نصبر في كثير من القضايا ونتحملها، ونعتقد أنها جديرة بالحل. مع الأسف في بعض المواضع يبلغ التعصب وضيق النظر إلى حد يغلقون مكانا مستأجرا لأداء الصلوات! منع السلطات الأمنية من إقامة الجمعة لأهل السنة في المصليات المستأجرة في إحدى المدن الكبرى (طهران) مدعاة للخجل.
وأضاف فضيلته قائلا: نحن نخالف العنف، لكننا نرجو في المقابل من المسئولين أن لا يسمحوا لأحد أن يمنع أهل السنة من عباداتهم. فمن حقهم أن يكونوا أحرارا في القيام بعباداتهم كما أن اليهود والنصارى أحرار في القيام بطقوسهم في هذه البلاد.

1236 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©