أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة ورئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، في كلمته التي ألقاها يوم الخميس في الدورة الثالثة من اللقاء العام لخريجي جامعة دار العلوم زاهدان، على لزوم تحقيق المطالبات المشروعة لأهل السنة في إيران، ومراعاة الاعتدال والحكمة.
وتابع فضيلته في هذه الجلسة التي حضرها زهاء ألفي خريج من مختلف المناطق، والتي انعقدت في الجامع المكي، قائلا: في الظروف الراهنة نجرب عصرا بلغ فيه التطرف والحروب والنزاعات ذروتها.
وأضاف فضيلته قائلا: أهل السنة متفقون على التجنب من الإفراط والتفريط، والسير على منهج الاعتدال والوسطية، ويتعقدون أن المشكلات المادية والدينية يمكن حلها من خلال هذا المنهج، ويمكن الوصول إلى الرقي والتقدم.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نشاهد التبعات المخربة للتطرف والإفراط في العالم. جماعة من المتطرفين بالهجوم على المساجد ومراسيم تشييع الجنائز، وقتل الأبرياء، يحسبون أنهم يجاهدون في سبيل الله، مع أنه لا شك في أن هذا خطأ واضح، وهؤلاء لم يستوعبوا المعني الصحيح للجهاد. المعنى الصحيح الشرعي للجهاد ما يبينه العلماء، ويوضحونه.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: البعض يتكلمون في العلماء، ويدعون أن الصحابة لم يدرسوا في مدرسة، وهذه جهالة خاصة. الصحابة كانوا أعلم أشخاص هذه الأمة. علم الصحابة كان قويا لا يصل إليهم أحد من العلماء والكبار في العالم الإسلامي.
واستنكر فضيلة الشيخ عبد الحميد ظاهرة التكفير، قائلا: التكفير أحد الأزمات الأخرى في العالم الإسلامي. ليست مرضاة الله في تكفير الجماعات والفرق الإسلامية. يجب أن نكون حذرين أن لا يبتلى شبابنا بالتكفير والإفراط.
وأكد فضيلته قائلا: الاعتدال هو أفضل الطرق والمناهج. نحن نعتقد أن يحتل الاهتمام بحقائق المجتمع مكان السياسات الظاهرة. منهج أهل السنة هو الاعتدال والوسطية. يجب أن نتبع جميعا الأمة الواحدة. لا ينبغي لنا أن نكفر من ينطق بالشهادتين، ويصلي، ويستقبل القبلة. حكم الكفر يصدر في حق من ينكر ضروريات الدين وبديهياته، وهذا أيضا من اختصاص العلماء.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: نعتقد أن المسلمين في العالم يجب أن يتوحدوا معا، ويقترب بعضهم مع بعض. المسلمون لديهم مشتركات كثيرة، وهذه المشتركات تكون سببا للوحدة.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم من كلمته إلى الحضور الموحد لأهل السنة في الانتخابات الأخيرة للرئاسة الجمهورية قائلا: أهل السنة شاركوا في الانتخابات كلها، خاصة في الانتخابات الأخيرة عملوا بطريقة موحدة متضامنة بحيث أصبحت وحدتهم مثلا على ألسنة الجميع.
وأضاف فضيلته قائلا: لقد حصل أهل السنة بمشاركتهم الجيدة في الانتخابات الأخيرة على عزة واحترام كبيرين لدى الشعب الإيراني. في هذه الانتخابات ثبت أمران؛ الأول أن أهل السنة لهم وزن مؤثر في البلاد، والثاني أن أهل السنة يتمتعون بعقلانية وصحوة سياسية، وبإمكانهم أن يتحدوا.
المذهب لا ينبغي أن يكون معيار الأفضلية في التوظيفات وتولية المناصب
ثم أشار العالم البارز لأهل السنة إلى بيان المطالبات وما يقلق أهل السنة في إيران، قائلا: أهل السنة لديهم قلقان مهمان. أول مطالبهم ” الرؤية المتساوية”، و” توظيف كفاءاتهم في المناصب العامة”. الحمد لله توفر مجال هذه التوظيفات في الظروف الراهنة.
وأضاف فضيلته قائلا: “توفير الحريات المذهبية” خاصة في المدن الكبرى من مطالب أهل السنة. نرجو أن تحل هذه المشكلة نظرا إلى الحضور الواسع لأهل السنة في الانتخابات الأخيرة.
وتابع رئيس اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان قائلا:الكيان الصهيوني الغاصب والكثير من القوى الاستكبارية التي لها مشكلات مع إيران، يسعون دائما في تأزيم الأوضاع من ناحية الجماعات المعارضة، لكن أهل السنة بكافة طبقاتهم وأطيافهم سعوا حسب استطاعتهم أن يتصدوا للأزمات الأمنية في المناطق السنية.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: أهل السنة دافعوا قبل الثورة وبعدها عن سيادة أراضي البلاد، وضحّوا في هذا المجال. إيران تتعلق بالإيرانيين جميعا، وأهل السنة من الطوائف الأصيلة والنجيبة للإيرانيين. “الإسلام” و”الوطن” من أهم العوامل التي يمكن أن يقرب بعضنا ببعض.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أهل السنة بجانب الشعب الإيراني لهم دور كبير في الأمن الموجود في البلاد. ولاء أهل السنة للبلاد كان له دور كبير في توفير الأمن. نرجو أن يتغير رأي العلماء والمراجع ونخب الشيعة بالنسبة إلى أهل السنة.
وأكد فضيلته على مبدأ “الجدارة والكفاءة” في التوظيفات، قائلا: نعتقد أنه لا ينبغي أن يكون المذهب معيار الأفضلية. يجب أن تكون الجدارة والكفاءة معيارا في التوظيفات وتولية المناصب. الوحدة والأمن الوطني يتحققان بإزالة التمييزات.
وأكد خطيب أهل السنة على لزوم بيان المطالب قائلا: يجب أن نبين المشكلات وما يقلقنا برعاية الحكمة وسعة الأفق. انتقاداتنا يجب أن تكون بناءة، وتكون معها حلول. أهل السنة يتابعون مطالبهم مع مراعاة الحكمة، ويرفضون العنف والنزاع؛ لأن هذه الطرق تزيد المشكلات في المجتمع الإسلامي.