أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة (26 شوال 1438) إلى مكانة وأهمية “صلاة الجمعة” في التعاليم والثقافة الإسلامية، واصفا يوم الجمعة بـ “اليوم التاريخي المبارك”، وصلاة الجمعة بـ “الاجتماع الأسبوعي للمسلمين”.
وأضاف فضيلته قائلا: الثقافة الإسلامية تهتمّ باجتماع المسلمين كثيرا. تعليم الشريعة للصلوات الخمس مع الجماعة نموذج من هذه الأهمية. المسلمون يجتمعون في الصلوات اليومية (الخمسة) في مسجد الحي، ويقيمون الصلاة بالجماعة، ويجتمعون كل أسبوع في المسجد الجامع لأداء صلاة الجمعة.
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد صلاة الجمعة بـ “الاجتماع الأسبوعي” قائلا: اجتماع صلاة الجمعة في الحقيقة اجتماع أسبوعي. هكذا المسلمون يجتمعون في اجتماع أكبر من اجتماع الجمعة مرتين في كل سنة، في يومي عيد الفطر وعيد الأضحى، ويتجمّع فيه أهل القرى والأرياف أيضا مع أهل المدن يعبدون الله تعالى.
وأشار خطيب أهل السنة إلى بعض الحوادث التي وقعت في يوم الجمعة، قائلا: ورد في الروايات أن الله تعالى خلق آدم عليه السلام وذريته في يوم الجمعة. دخل آدم الجنة يوم الجمعة، وفيه أخرج منها. وبناء على بعض الروايات تقوم القيامة يوم الجمعة. فيوم الجمعة يوم تاريخي ومبارك.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أداء صلاة الجمعة فرض عين. الفلسفة الأصلية من الجمعة اجتماع المسلمين في مكان واحد. فلو أديت صلاة الجمعة في أماكن عديدة من مدينة واحدة، يعد هذا مغايرا للفلسفلة الأصلية من صلاة الجمعة.
وأضاف مشيرا إلى بعض فضائل وأحكام وأعمال يوم الجمعة قائلا: من يشترك في صلاة الجمعة، يكفر الله جميع المعاصي التي ارتكبها في ذاك الأسبوع. عد بعض العلماء غسل الجمعة واجبا، والبعض عدّوه سنة، والبعض مستحبا. لكن الحكم الوسط أنه سنة.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: حضت الأحاديث النبوية باستعمال الطيب يوم الجمعة، وأن يلبس المرء أفضل ثيابها، ويحضر المصلى في أول الوقت. “مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً…”. فليس من المعقول أن نترك أجر صدقة الإبل للبيض أو الكبش.
وأضاف فضيلته قائلا: حينما تحضرون للجمعة، ينزل ملائكة الرحمة، وتنزل الرحمات الإلهية، ويتوجه الله تعالى إلى عباده الذين يجتمعون لعبادته. لذلك تعد فضيلة الجمعة وصلاة الجمعة عظيمة، يجب أن نهتم به. ورد في الأحاديث الشريفة: “من ترك ثلاث جمع متواليات من غير عذر طبع الله على قلبه”.
واعتبر خطيب أهل السنة في نهاية هذه الخطبة الصلاة على النبي من أهم أعمال يوم الجمعة قائلا: ورد في الروايات: “إذا كان يوم الجمعة فأكثروا الصلاة علي فإن صلاتكم تعرض علي”.
على الكيان الصهيوني أن يجتنب التلاعب بمشاعر المسلمين
وأشار خطيب أهل السنة في قسم آخر من خطبته إلى منع المصلين من الصلاة في الأقصى خلال الأسبوع المنصرم، وأضاف قائلا: مع الأسف منع الكيان الصهيوني في خطوة غير مسبوقة المصلين من أداء الجمعة في المسجد الأقصى، مع أن الأقصى من أهم أماكن عبادة المسلمين.
وصرح فضيلته قائلا: نحن إذ ندين هذه الجريمة الكبيرة بقوة، نحذر الكيان الصهيوني من أن يتلاعب بمشاعر المسلمين الدينية والمذهبية، لأن هذه التصرفات تجلب القهر الإلهي وغضبه، كما أنها تكون لضرر هذه الدولة من الناحية السياسية والدولية.
زيادة أسعار الكهرباء أقلقت المواطنين
وأشار خطيب أهل السنة إلى شكاوي الناس وقلاقلهم خاصة بشأن زيادة أسعار الكهرباء، وأضاف قائلا: هناك شكاوي حول زيادة تعرفة الكهرباء، يعجز المواطنون عن تسويتها بسبب فقدان المشاغل، والموارد المالية، وقد أقلق هذا الموضوع أهل المحافظة.
وخاطب فضيلته المسؤولين المعنيين بالقضية قائلا: وصيتي لكافة الإدارات التي تأخذ الضرائب من المواطنين أن يراعوا أحوال الناس وظروفهم، ويخففوا في مقاديرها ما استطاعوا. ونطالب رئاسة إدارة الكهرباء في زاهدان أن ينبهوا مؤظفيهم على استلامهم المبالغ الإضافية من المواطنين. يجب دعم هؤلاء الناس الصابرين في هذه المناطق الحارة.
وأشار رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في سيستان وبلوشستان في نهاية خطبته، إلى وفاة الشيخ “محمد انور ملازهي”، أستاذ الحديث في معهد “عين العلوم” جشت، والشيخ “عبد الكريم بزركزاده”، من العلماء البارزين في ميناء كنارك، قائلا: الشيخ محمد أنور ملازهي رحمه الله كان عابدا، صالحا، ذاكرا، قائما بالليل، وكان يتمتع بدرجة عالية في العلم. الشيخ عبد الكريم رحمه الله كان شخصا مثقفا صالحا. غفر الله لهذين العالمين الجليلين، ويتغمدهما برحمته ويرفع درجاتهما.