header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (12 شوال 1438) إلى نهاية أعمال الدولة الحادية عشرة، معربا عن أمله في أن تحل المشكلات والنقائص الموجودة في هذه الدورة ببدء أعمال الدولة الثانية عشرة.
وأضاف قائلا: بقي شهر واحد لنهاية الدولة الحادية عشرة. بذل المسئولون في هذه الدولة والحمد لله جهودا ومساعي كثيرة. تم حل الكثير من المشكلات في الدولة الحادية عشرة، لكن توجد مشكلات وشكاوي.
واستطرد فضيلته قائلا: توجد في الدولة الحالية نقاط ضعف وقوة، نرجو أن تزال كل نقاط الضعف في الدولة الجديدة. كما أن الرئيس قال في خطابه في وزراة الداخلية: الدولة الثانية عشرة لا تكون مثل الدولة الحادية عشر، بل سيكون العزم أقوى، والتطورات أسرع. نرجو أن تحقق الدولة الثانية عشرة توقعات الشعب بتوظيف المؤهلين وتجبر نقائصها.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى توقعات أهل السنة من الدولة الثانية عشر قائلا: مشاركة أهل السنة في الانتخابات الرئاسية كانت حماسية وواسعة، ويرجى أن يتحقق أحد التوقعات القديمة بعد 38 سنة لأهل السنة، وهو توظيف مؤهليهم في المناصب الرفيعة في الدولة الجديدة، بأن يتمّ استخدام شخص أو أشخاص منهم كالوزراء.
وأضاف فضيلته قائلا: أهل السنة يتوقعون أن يؤظف مؤهلوهم في المناصب العامة بشكل متوازن. نرجو أن تحقق هذا المطلب القديم لأهل السنة.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: من الواضح أن حضور أهل السنة في الدولة، واستخدام كفاءاتهم في المناصب العامة، مؤثر بشكل كبير في المناسبات الإقليمية والدولية، وكذلك في توفير السلام في المنطقة، ويسبب التضامن والوحدة والتقريب بين الحكومات الإسلامية في المنطقة. واستطرد مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: أهل السنة متحمسون للدفاع عن سيادة الأراضي، وإعمار البلد وتطويره بجانب الشيعة، ويسعون في هذا المجال. يريد أهل السنة في إيران أن يكون بلدهم آمنا، ويقفوا في وجه الأزمات الأمنية.

على المصارف مراعاة قوانين البنوك الإسلامية
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته التي حضرها المدير العام لبنك “مهر إيران”، على لزوم مراعاة القوانين الشرعية من جانب البنوك قائلا: استطاع مصرف “مهر إيران”، أن يدفع قروضا خالية عن الربا.
وتابع فضيلته قائلا: وصيتنا لجميع المصارف والبنوك أن تراعي قوانين البنوك الإسلامية وتجربها. لا شك أن نصر الله ودعم الناس يكون شاملا لهم. أثبتت التجربة أن البنوك التي تسعى في مراعاة القوانين الإسلامية، تقدمت وتطورت أكثر من غيرها.

بالمجاهدة نصل إلى منازل المقربين والأطهار
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الأول من خطبته بعد تلاوة آية “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين”: إن الله تعالى أعطى الإنسان نعمتين عظيمتين؛ الاختيار والمجاهدة. الاختيار بمعنى أنّ الله تعالى خلق الإنسان وجعل أمامه الشر والخير، ووضح الحسنات والسيئات ببعثة الأنبياء والكتب السماوية، وأعطى الإنسان الاختيار في انتخاب أحد هذين الطريقين.
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: الإنسان يختار طريقة بالإرادة والاختيار، وبناء على هذا الانتخاب يجازيه الله تعالى بالثواب أو العقاب.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان مشيرا إلى نظريتي “الجبرية” و”القدرية” عبر القرون الماضية، قائلا: الجبرية كانت تؤمن بأن الإنسان مجبور لا اختيار له على أفعاله، مع أن الله تعالى لم يأمر أحدا أن يختار الكفر أو الشرك، فإن كان الإنسان مجبورا خالصا، يكون الجزاء والعقاب عبثا.
وأضاف قائلا: النظرية الأخرى التي كانت تنكر القدر، والإنسان مختار في أفعاله، مع أن القرآن الكريم صرح بوجود القدر، لكن التقدير ليس بمعنى الإجبار، بل القدر معناها أن الله تعالى يعلم أن الإسلام يتبع الخير بإرادته أو يتبع الشر.
وأشار خطيب أهل السنة إلى شرح نعمة “المجاهدة” قائلا: الموضوع الثاني هو المجاهدة؛ أن يكتسب الإنسان بسعيه واجتهاده وفعله الخيرات مرضاة الرب تبارك وتعالى. الحسنات كلها تغاير شهوات النفس، والمجاهدة أن يجاهد الإنسان في طاعة الله تبارك وتعالى النفس الأمارة. إذا صلحت النفس، تأمر الإنسان بالخير والمعروف، وهذه النفس هي النفس المطمئنة.
وتابع فضيلته قائلا: هذه سنة الله تعالى ووعده أنه ينصر من يجاهد في خدمة دينه ويهديهم سبله.
والذين يعصون الله تعالى حفظا للمناصب، يليق بهم أن يخافوا الله ويتقوه؛ “والله أحق أن تخشوه”.
وأكد فضيلته قائلا: الطريق المستقيم هو طريق الإسلام والقرآن الكريم. يجب أن نسلك هذا الطريق من غير خوف. كما أنه يجب أن نجاهد في سبيل الاجتناب من الذنوب والمعاصي. يجب أن نجتهد في إطاعة الله وفعل الخيرات والحسنات.
وأردف: العالم ساحة المجاهدة والسعي. حينما لا يمكن إعمار الدنيا بغير السعي والجهد، فإعمار الآخرة يحتاج إلى السعي والجد بطريق أولى، ويجب أن نسعى لإعمار الدنيا والآخرة.

2089 مشاهدات

تم النشر في: 23 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©