أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في زاهدان، في خطبة عيد الفطر، إلى لزوم توسيع النظر والأفق، قائلا: الإسلام دين واسع، وفي “الجمهورية الإسلامية” تقتضي “الإسلامية” وكذلك “الجمهورية” أن تكون الظروف واسعة، والأفق واسعا، كما أن النظام الإسلامي والديني ينتسبان إلى الإسلام، ويجب أن يكون المسؤولون، والعلماء من الشيعة والسنة، لاسيما مؤيدي النظام، أصحاب الأفق والنظر الواسعين.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: لا توجد في الإسلام نظرة قومية ولا مذهبية، ولا ينبغي أن تكون النظرة في الجمهورية الإسلامية مذهبية، ولا ينبغي التركيز على مذهب الأفراد وقومياتهم، بل لا بد من التركيز على الإسلامية التي تضم القوميات والمذاهب، وتكون النظرة إلى الجميع متساوية، ويكون تركيز عادل متساو على المذاهب والقوميات، وتراعى حقوق المذاهب كلها.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إذا كانت النظرة مذهبية أو قومية، لا تستطيع أن تمثل هذه النظرة الإسلام. يجب أن ننظر إلى الأقوام والمذاهب كلها في إيران بشكل متساو، لأن هذا مؤثر في الأمن الوطني.
وقال مدير جامعة دار العلوم زاهدان: النظرات القومية والمذهبية الضيقة مضرة للنظام، ولها تبعات على وحدتنا الوطنية والأمن الوطني، وسبب للطائفية والتفرقة بين الشعب الواحد. يجب أن تكون نظرة المسؤولين أوسع من القوميات والمذهبيات والحزبيات، وينظروا إلى الشعب ومطالبهم.
وتابع فضيلته قائلا: نرجو من مسؤولي النظام وعلماء الشيعة والسنة والمراجع، أن تكون نظرتهم إلى القوميات والمذاهب نظرة متساوية، كما أنهم يرجون أن يكون للعشب حضور في الميادين والمجالات المختلفة، ونحن شهدنا دائما وخاصة في الأشهر الأخيرة في الانتخابات وفي يوم القدس الحضور الشعبي للقوميات والمذاهب والاتجاهات المختلفة.
وأشار رئيس المجمع الفقهي لأهل السنة في إيران، إلى أن القوميات والمذاهب فرصة لإيران، قائلا: أهل السنة فرصة للشيعة، ولا بد من مشاركة الجميع في التوظيفات والاستخدامات وتولية المناصب. بالنظرة الواحدة المتساوية يمكن الحفاظ على الاتحاد والوحدة، وحل التحديات التي تواجهها البلاد.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد أيضا إلى المضايقات التي يتعرض لها علماء أهل السنة أثناء سفرهم إلى بعض مدن إيران، قائلا: أكثر علماء الشيعة والسنة من مؤيدي النظام، وحينما يسافر عالم إلى منطقة، لا ينبغي أن يتعرض لسوء الظن والمسائلة.
وأضاف قائلا: نحن نشكو من مسؤولي مدينة مشهد، حيث يمارسون تضيقا أكثر بالنسبة إلى حضور علماء أهل السنة في هذه المدينة. نظرا إلى أن مشهد من المراكز العلمية المهمة، ومدينة علمية وجامعية ومدينة سياحية وتجارية، ويضطر الكثيرون للسفر إلى هذه المدينة، يرجى من المسؤولين أن يدركوا مدينة مشهد.
وأضاف: علماء أهل السنة إيرانيون، ومن حق كل مواطن إيراني أن يسافر إلى مدن إيران، وأن يكون هذا الاطمئنان والراحة أنه لا تحدث أي مشكلة للعلماء الذين يسافرون إلى سائر مناطق البلاد. نحن نطمئن المسؤولين بأن لا يخافوا، فإن وحدتنا قوية متينة لا تنهار بكلمة أو بذريعة شخص واحد.
وأشار خطيب أهل السنة إلى محاولة البعض القيام بالتفجير داخل الحرم المكي، قائلا: أخيرا سمعنا أن أناسا قصدوا التفجير داخل الحرم المكي الشريف. الحرم مكان لا يحل فيه قتل حشرة، أو قطع ورقة. أي دين وأي عقيدة يحمل ذلك الذي يريد التفجير في الحرم؟ الحرم سواء كان في مكة المكرمة أو في المدينة المنورة، يعد قتل النفس فيهما جريمة كبيرة. نحن متحيرون إلى أي حد تراق دماء الأبرياء؟ وفي أفغانستان وباكستان وإيران وسائر مناطق العالم كم من الأبرياء يقتلون!
وقال مشيرا إلى أن إصدار فتوى الجهاد من عمل العلماء المتبحرين: البعض من المتشددين يفجرون أنفسهم في المساجد وأثناء صلاة الجنازة. في الكثير من هذه الهجمات تسمع هتاف التكبير، ثم يحدث تفجير. وهذا عنف وتطرف وإفراط، لا يسمح الإسلام بهذه التصرفات. هؤلاء أناس غاضبون، لكننا نقول لهم يجب أن يفكروا لآخرتهم وينتهوا من تصرفاتهم هذه. ولا ندري إلى أين وإلى أي مدى سيستمر هذا التطرف، وهذه التصرفات التي تشوه صورة الإسلام والمسلمين.
يجب أن نحافظ على إنجازات رمضان
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الأول من خطبته إلى انجازات وثمرات شهر رمضان المبارك، مؤكدا على لزوم حفظها عبر السنة.
وأضاف قائلا: من أهم ثمرات رمضان التعلق بالمساجد. يجب أن نحفظ هذا الارتباط في الأشهر الأخرى من السنة، ونؤدي الصلاة بالجماعة كما كنا مرتبطين في شهررمضان. التعلق بالمساجد من علائم الإيمان.
واستطرد فضيلته قائلا: في شهر رمضان وفقنا للتسحر وقيام الليل. لنسعَ أن نحافظ على هذا التسحر وقيام الليل. قيام الليل كما أنه له منافع دينية توجد معها فوائد جسمية.
وأضاف قائلا: الصوم مؤثر في إصلاح الفرد وتزكيته. الصوم يضمن سلامة الإنسان المعنوية والروحية. يجب أن نسعى للالتزام على النوافل من الصوم خاصة في الإثنين والخميس وسائر الأيام التي وردت في السنة.
وعدّ فضيلة الشيخ عبد الحميد “تلاوة القرآن الكريم” من ثمرات رمضان، قائلا: تلاوة القرآن الكريم من الثمرات الأخرى لشهر رمضان. يجب أن نتعلم جميعا القرآن ونتلوه. من لم يقدر تعلم القرآن الكريم، ليتلو يوميا على الأقل سورة الفاتحة والإخلاص والسور القصار الأخرى التي يعرفها.
وأكد فضيلته على الابتعاد من الذنوب قائلا: في رمضان ابتعدنا من المعاصي والذنوب. يجب أن نتنجب المعاصي خلال السنة، ولا نغضب الرب بمعاصينا، لأنه لا أحد يعرف متى يأتي أجله.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: اليوم يوم العيد ويوم الفرح والاحتفال، لكن الفرح والاحتفال في الإسلام يبدأ بالصلاة والتكبير والعبادة والعبودية. الذين أطاعوا الله وعملوا على أحكامه شهرا كاملا، هم اليوم فرحون، لكن الذين اتبعوا شهوات النفس ولم يصوموا، هم نادمون. وأكد فضيلة الشيخ في ختام كلمته على لزوم الاستعداد للآخرة قائلا: حياة الدنيا مختصرة وقصيرة، فلا ننس القبر والقيامة والحساب والكتاب والجنة والنار. يجب أن نكون حذرين حتى لا ننخدع بشياطين الجن والإنس، ولا نبتلى بالمعاصي، ولا نعصي الله أبدا في حياتنا، لأن غضب الله وسخطه له عواقب خطيرة.