header
فضیلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في زاهدان:

أهل السنة يرفضون العنف والتطرّف من أي جهة كان

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (21 رمضان 1438) إلى بعض الحوادث الأمنية في البلاد والمحافظة، واصفا التطرف والعنف بالمرفوضين من وجهة نظر أهل السنة، كما أكد فضيلته على أهمية حل المشكلات من طرقها القانونية السلمية.
وأضاف قائلا: الشعب الإيراني شيعة وسنة لا يريدون الحرب والعنف فقط، بل يكرهون العنف والتطرف، لأنهم يشاهدون التبعات المخرّبة للحروب في سوريا والعراق. فالشعب الإيراني وخاصة أهل السنة يرفضون العنف والتطرف؛ لأن العنف يحمل العداوة والمشكلات، ويصدّ علينا جميع أبواب التقدم والرقي والتطورات، ويشوّه سمعتنا.
وأكّد فضيلة الشيخ عبد الحميد، قائلا: أهل السنة في إيران يرون العنف والتطرف مرفوضين من أي جهة كانت. لقد صبرنا 38 سنة لنيل حقوقنا القانونية التي هي الرؤية المتساوية إلى القوميات والحريات المذهبية، وتوظيف الكفاءات، ونتابع مطالبة حقوقنا من طرقها القانونية.
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد الطرق الدبلوماسية أفضل طريق للحصول على المطالب قائلا: نعتقد أن أفضل طريق للوصول إلى الحقوق القانونية، هي الطرق السياسية والدبلوماسية. نقترح على العراق وسوريا وسائر البلاد الإسلامية المتأزمة أن يحافظوا عل الوحدة، ويحلوا مشكلاتهم من طرقها السياسية، والجلوس على طاولات الحوار.
وصرح فضيلته قائلا: نوصي قادة البلاد الإسلامية بالاجتناب من اللهجة العنيفة ضد بعضهم البعض. فالنزاعات كثيرة في البلاد الإسلامية. كلما كانت اللهجة شديدة، تزداد النزاعات والاختلافات، وربما قد تؤدي إلى الحرب.
وقال خطيب أهل السنة في مدينة زاهدان: لا بد من لهجة تقرب البلاد الإسلامية بعضها مع بعض. لما بركت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل»، ثم قال: «والذي نفسي بيده، لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها». هذه الجملات كانت سببا في أن يقبل العدو الذي كان غاضبا الصلح، فعلينا أن نحيي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد، قائلا: لا ينبغي للسعودية ولا لإيران وغيرهما من قادة البلاد الإسلامية أن يخاطب بعضهم بعضا باللهجة العنيفة. يريد الاستكبار العالمي أن يثير الفتنة بين البلاد الإسلامية، لذلك يجب على المسلمين أن يتكلم بعضهم مع بعض باللهجة المناسبة.
وأردف فضيلته قائلا: على المملكة العربية السعودية، وإيران، وقطر وقادة سائر البلاد الإسلامية، أن يحلوا مشكلاتهم بالطرق الدبلوماسية المعقولة والجلوس على طاولات الحوار. إيران والسعودية وقطر وغيرها من البلاد الإسلامية تتعلق بالإسلام وليست بأمريكا والقوى الاستكبارية، فلا ينبغي القيام بأمور تجعل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وروسيا تستغل اختلافات المسلمين لمصالحها سوء الاستغلال.
وأكد فضيلته قائلا: ينبغي أن تحل أزمة سوريا في سوريا، وأزمة العراق في العراق، ولا ينبغي نقل الأزمة من هذه البلاد إلى البلاد الأخرى، ولا نسمح لأحد أن يحدث فتنة وأزمات داخل إيران.
وخاطب فضيلة الشيخ عبد الحميد الذين يقومون بهجمات انتحارية، قائلا: سؤالي من الذين يربطون أحزمة ناسفة ويفجرون أنفسهم، من الذي تريدون قتله؟ ما دليلكم العقلي والشرعي على قتل الأبرياء في المساجد والأسواق والأماكن العامة؟ من أفتاكم بالتفجيرات الانتحارية في الأماكن العامة والمساجد وصلاة الجنازة، ليقتل الأبرياء؟ الذين يفتون بهذا، ماذا يكون جوابهم عند الله لهذه الدماء البريئة؟
وخاطب فضيلة الشيخ الذين يقومون بأعمال مغايرة للأمن، قائلا: أناشد كل من يسمع كلمتي ويعتقد أني ناصح ومشفق، أن يتخلوا عن العنف والتطرف. أطالب الشباب الذين غادروا البلاد، أن يجتنبوا من إثارة الأزمات داخل إيران.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: لكن ليس لأحد أن يكمم الأفواه، ولا بد من الانتقاد والكلام المعقول. يجب أن نكون وراء إصلاح المجتمع من طريق الحوار. لأهل السنة مطالبهم، ولما أننا مسلمون إيرانيون مطلبنا من المسؤولين أن لا تكون وجهات النظر مذهبية وطائفية، بل يجب أن تكون وطنية، وتسود الأهلية والكفاءة في التوظيفات.
وأضاف فضيلته قائلا: لا ينبغي أن يعد قوم أو أتباع مذهب أنفسهم في الأولوية في بلد، ويحصر المناصب والوظائف في طائفتها؛ هذا النوع من الرؤية تضر بالوحدة الوطنية. لا بد من سيادة أصل الأهلية في البلاد. لا نسمح لأحد بالعنف والتطرف وإثارة الأزمات الأمنية. سنحقق حقوقنا بإذن الله من طريق الوحدة والأخوة الذي هو أسلم طريق.

لنستفد من الفرصة الباقية من رمضان لتدارك ما فاتنا
وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الأول من خطبته، العشرة الأخيرة من شهر رمضان بالفرصة الذهبية لتدارك النقائص والفوائت، وأضاف قائلا: شهر رمضان يقضي أيامه الأخيرة. العشرة الأخيرة من شهر رمضان فرصة ذهبية للتطهر من المعاصي والذنوب، وفرصة لتدارك النقائص. يجب أن نسعى لنأخذ من الفرصة الباقية زادا للشهور الباقية من السنة ولجميع عمرنا.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: في هذه الأيام والليالي يكثر نزول الرحمات الإلهية. يجب الإقلاع عن المعاصي كلها خلال هذه المدة، ونشتغل بعبادة الله تبارك وتعالى. إن استطعنا أن نطهر أنفسنا من التكبر والعجب خلال رمضان، فلنعلم أن رمضان أثر فينا، وحصلنا على توفيق كبير.
وأضاف فضيلته قائلا: في العشرة الأخيرة كان يستعجل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، وبالقيام والاعتكاف يشتغل بالعبادة.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: يجب أن نسعى أكثر في العشرة الأخيرة من شهر رمضان. من وفقوا للاعتكاف، يجب أن يقوموا بإصلاحهم وعبادتهم. شهر رمضان لحصول التقوى والورع والتزكية.

تبرعوا على المدارس الدينية وخاصة على دار العلوم زاهدان
وأوصى خطيب أهل السنة المصلين بتأدية الزكاة قائلا: أداء الزكاة يطهر الإنسان من صفة البخل وحب المال. يقول الله تعالى في فلسفة الزكاة قائلا: “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها”.
وتابع: أداء الزكاة لا ينقص من المال شيئا بل يطهر المال ويزكيه ويزيده بركة. لذلك يجب أن نسعى لنعطي زكاة أموالنا في هذا الشهر المبارك.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: من المسائل التي تقلتنا قصور الكثيرين في أداء الزكاة. يهرب الكثيرون من أداء الزكاة، مع أن الذين لا يدفعون زكاة أموالهم يواجهون مشكلات يوم القيامة. يجب على كل من يملك أموالا أو عقارات أو منازل تجارية، أن يحاسبوا مقادير الزكاة ويؤدوها وفقا لثمن اليوم.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على دعم جامعة دارالعلوم والجامع المكي ماليا، وأضاف قائلا: ادفعوا زكاة أموالكم إلى الفقراء والمساكين والأيتام وعوائل السجناء. ولا شك أن المدارس الدينية أفضل مصارف الزكوات والنفقات. نرجو من الجميع أن يدعموا المدارس الدينية وخاصة جامعة دارالعلوم التي أصبحت مركزا علميا كبيرا. هذا الدعم دعم في سبيل الله، ويعد لكم جهادا.
وأضاف فضيلته قائلا: الجامع المكي الذي أسسه فضيلة الشيخ عبد العزيز رحمه الله، ويشتغل في بنائه عدد كبير من العمال، يحتاج أيضا إلى دعمكم المالي.

2033 مشاهدات

تم النشر في: 23 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©