header

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، على ضرورة تصدي السلطات لفرض السلائق والتصرفات الشخصية على الشؤون الدينية والمذهبية لأهل السنة، موضحا لو كان لأهل السنة مسجد في طهران لكان أثره عالميا ويكون لصالح النظام.
أشار فضيلة الشيخ في قسم من خطبته يوم الجمعة (8 جمادى الأولى 1436) إلى رحلة “قافلة الأمة الواحدة” إلى محافظة سيستان وبلوشستان، قائلا: في الأسبوع الماضي قدمت قافلة تسمى بـ”قافلة الأمة الواحدة” إلى هذه المحافظة، وكنت في السفر. كل خطوة هدفها الوحدة والأخوة نستقبلها ونرحب بها.
وتابع فضيلته قائلا: تأثرت أيضا بمواقف والانجازات الإيجابية لهذه القافلة. الحمد لله يوجد في مجتمعنا بين الشيعة والسنة أشخاص يحملون سعة الأفق ولا يعتقدون الوحدة سياسة بل يعتقدونها وحدة. الاعتقاد بالوحدة والأخوة هامة وضرورية. يجب أن نطالب الوحدة والأخوة قلبا ولسانا. عزة المسلمين وعظمتهم تكمنان في الوحدة والأخوة. ونرجو من الله تعالى أن يقوي كل يد تنشط في سبيل الوحدة بين المسلمين ويقطع كل يد تسعى في سبيل التفرقة والاختلاف بين المسلمين.
وأضاف خطيب أهل السنة: في الظروف الراهنة التي تعيش الأمة المسلمة في اضطراب وتفرقة وطائفية، يجب أن يرحب بكل مسلم يقوم بالنشاط في مجال الوحدة أيا كانت طائفته.
أنا أرحب بقافلة الوحدة وأرجو أن نطلق مثل هذه القوافل في المستقبل. نحن دائما رحبنا بالوحدة ونرجو أن تكون كافة الخطوات التي ترفع لأجل الله تعالى وأن تكون عن صدق وإخلاص لتصل إلى الهدف والغاية.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد منهج أهل السنة منهج الاعتدال قائلا: نحن نعتقد أن أهل السنة في إيران يريدون الأخوة والاعتدال. ل اننكر وجود أشخاص متطرفين في الطرفين الشيعي والسني. في بعض الأحيان ينتقدنا بعض المتطرفين ونحن نسعى من خلال المراسلات إقناعهم.
رغم المشكلات العديدة التي لدى أهل السنة في إيران لكنهم يعتبرون الحوار والطرق القانونية أفضل الطرق لحل المشكلات والوصول إلى مطالبهم المشروعة.
وأضاف فضيلته قائلا: أعتقد أن أهل السنة في إيران خير فرصة للأخوة بين الشيعة والسنة والنظام. بيننا أخوة إسلامية ووطنية. نحن شيعة وسنة في امتحان من عند الله في التعامل بيننا.
إن كانت الفوارق بين الطائفتين كثيرة لكن توجد اشتراكات عديدة. على الجميع أن يتمسكوا بالمشتركات وليدعوا المسائل الخلافية لكل مذهب لأصحابه. علينا أن نفكر جيدا كيف يتحمل بعضنا الآخر بالتدبر وسعة الأفق.
واستطرد مدير جامعة دار العلوم زاهدان: تمر أكثر من 36 سنة من عمر الثورة. لو استفدنا في هذه السنوات من فرصة أهل السنة بتوظيف مؤهليهم في المناصب الإدارية وسعينا في التقريب بين الشيعة والسنة، لعلت مكانة إيران في قلوب المسلمين في العالم، وصرنا أسوة لسائر الحركات الإسلامية.

 

المراكز الدينية لأهل السنة ليست تهديدا للشيعة والنظام:
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: أعلن بصراحة أن المجتمع السني في إيران ليس تهديدا للشيعة. نحن نمد يد الأخوة والوحدة نحو الشيعة. مدارسنا ومصلياتنا ومساجدنا وتربيتنا الدينية ليست تهديدا للشيعة. لسنا أعداء وخصوما بل إخوة وأصدقاء. أهل السنة في إيران رغم مشكلاتهم العديدة كانت مشاركتهم ملموسة في كافة المجالات.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: نطالب مسئولي النظام خاصة زعيم الثورة أن لا يسمحوا لبعض الأشخاص أن يثيروا مشكلات بفرض سلائقهم في الشؤون الدينية والمذهبية ومساجد أهل السنة ومصلياتهم. نرجو أن يهتم المسئولون بمسائل أهل السنة أكثر.

 

أدرك الأعداء أن أهل السنة في إيران ليسوا خونة للدين أو الوطن:
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: أمننا يكمن في ظل الوحدة والتضامن. التطرف ينمو في ظل التعصبات وضيق النظر والحكم بالسلائق الشخصية وتواجه الحريات الدينية والمذهبية للتحديات. الانسجام وسعة الصدر والوحدة وبعد النظر ستضيق المجال على المتطرفين الشيعة والسنة ويقوي الاعتدال الذي هو المنهج الإسلامي القويم.
الحمد لله لقد أدرك الأعداء أن أهل السنة في إيران ليسوا خونة للوطن والدين. نحن مستعدون للموت لكن لن نبيع ديننا ووطننا لأحد ولن نضع يدنا في يد العدو.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: نحن نطلب الاحترام وحقوقنا المشروعة.
لقد رفعت دولة التدبير والأمل بعض الخطى، وازداد الأقوام والمذاهب أملا ورجاء. ونأمل أن ترفع دولة التدبير والأمل خطوات هامة في توظيف أهل السنة في المناصب العالية وفي الدولة.
نحن ندافع عن الإسلام وإيران أينما كنا:
وأشار خطيب أهل السنة في نهاية خطبته إلى منعه من السفر للمشاركة في مؤتمر “الإسلام ومكافحة الإرهاب” الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي بكة المكرمة، قائلا: نحن نريد الخير والصلاح للوطن. إن إردنا سفرا يعلم الله أننا لا نقصد غير النصح وإرادة الخير. نحن ندافع عن الإسلام وإيران أينما كنا.
نفكر دائما في عزة الإسلام وإيران الإسلامية. العمران وعزة إيران، هي عزتنا. نعتبر عزة كافة المسلمين عزتنا. نطلب الهداية والرحمة للبشرية جميعا.
وأكد فضيلته على ضرورة “التدبر وسعة الأفق” قائلا: بالقدر الذي نكون واسعي الأفق وبعيدي النظر، بذلك القدر سنكون وغيرنا في راحة. لكن تصرفاتنا الناشئة عن ضيق النظر تلقينا وغيرنا في المصيبة والمعاناة.

2602 مشاهدات

تم النشر في: 12 مارس, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©