header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (5 صفر 1436) إلى التمسك بكتاب الله وسنة رسوله عند ظهور الفتن في آخر الزمن، كالوسيلة الوحيدة للنجاة منها.

 وقال فضيلته: إن الله تعالى بعث رسوله للعالمين جميعا إلى يوم القيامة وجعل رسالته لجميع الناس. لما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان صاحب معجزة وقد نبأه الله تعالى على كثير من المغيبات، فكان صلى الله عليه وسلم يحذر هذه الأمة من كثير من التطورات والفتن والأحداث التي ستواجهها إلى يوم القيامة. نظرا إلى أن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كلام الله تعالى في الحقيقة، فجميع تنبؤاته صحيحة، ولم تكن هذه التنبؤات خاطئة أبدا.
واستطرد مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أخبر عن خير القرون والتقدم الديني والأخلاقي، وأخبر أيضا عن الانحطاط والتنزل، وأخبر أيضا – لنكون واعين وحذرين ولا نبتلى بالفتن – عن يوم تنتشر فيه المعاصي والمفاسد وتعم إراقة الدماء ويكثر الهرج والمرج، وأوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتمسك في مثل هذه الظروف بكتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم ونتمسك بالمعروفات ونعود إلى الحسنات ونسعى لإصلاحنا وإصلاح المجتمع.
وأضاف قائلا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث: “سَتَتَّبِعُونَ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بَاعًا بِبَاعٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، وَشِبْرًا بِشِبْرٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ فِيهِ”. هذا هو زمان انحطاط الأمة وتنزله. يعني أنتم تنظرون أعمال اليهود والنصارى وتتبعون تلك الأعمال. إنهم إن كانوا يخالفون الحجاب وأصبحت نسوتهم سافرات، أنتم أيضا تجعلونهم أسوة لكم وتفعلون مثلهم. إنهم إن ارتكبوا المعاصي والذنوب وفعلوا المنكرات، أنتم أيضا تتوجهون في تلك الاتجاهات، وهذا هو عصر انحطاط الأمة.
 وأضاف فضيلته قائلا: يجب على سائر الأمم والشعوب أن يتبعوا المسلمين ويتبعوا الشريعة الإسلامية، لأن الدين الإسلامي هو آخر الأديان السماوية، والمسلمون هم ورثة هذا الدين. هذا الدين هو الدين الخالد والمرضي عند الله تعالى. أنتم المسلمون ورثة لكتاب لا مثل له. هذا الكتاب يعطي للإنسان الإنسانية. فعلى الأمم الأخرى أن تتبعكم، لكن مع الأسف كما ورد في الحديث الشريف يبلغ الانحطاط إلى حد يسعى المسلمون اتباع من لا يملكون أدنى قيمة ومكانة في الحياة.
وتابع فضيلته قائلا: أخبر صاحب الوحي أيضا عن زوال القيم الجيدة مثل الشجاعة والأمانة والجود والرجولة، وتأخذ مكانها القيم الباطلة مثل الكذب والدجل من الكذابين والدجالين والذين يضعون أحاديث وينسبونها إلى الرسول الكريم. لقد حثّ رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يحفظوا دينهم وإيمانهم في مثل هذه الأحوال ويقووها ليأمنوا من مكرهم ومؤامراتهم.

 التبيين والرد على التكفير من واجبات العلماء:
وأشار خطيب أهل السنة في قسم من خطبة هذه الجمعة إلى “المؤتمر العالمي لبيان مخاطر التطرف والتكفير من وجهة نظر علماء الإسلام”، قائلا: في الأسبوع الماضي أقيم في مدينة “قم” مؤتمر لمكافحة مخاطر التكفير، وشارك عدد كبير من علماء المسلمين في هذا المؤتمر ليتخذوا تدابير لحل مشكلات الأمة المسلمة. مع الأسف تتقلب الأمة المسلمة في هذه الأمة في دمائها، وقد دمرت الحياة في كثير من المدن، ولقد عمت النزاعات والطائفية والتطرف والتكفير في الأمة. ظهرت فرق وجماعات كثيرة بعضها تكفر المسلمين، وابتلي الكثير من المسلمين بالإفراط والتفريط.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: الاهتمام بأوضاع المسلمين من رسالة العلماء الهامة. مواجهة التكفير والتطرف خارجة عن استطاعة الحكومات والدول. هذه رسالة العلماء أن يقوموا بالتبيين ويردوا تكفير المسلمين بالدلائل العلمية. نهى  الإسلام عن تكفير من يقول “لا إله إلا الله ومحمد رسول الله”  ويصلي ويدفع زكاة أمواله، إلى أي فرقة وطائفة كان ينتمي.
يقول الله تعالى: ” فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون”. الإسلام دين واسع.
وأضاف فضيلته قائلا: نرجو أن يحمل المؤتمر المذكور ثمرات مفيدة للأمة المسلمة. هذا الحوار والتنسيق الفكري والمشورة ودراسة جذور الإفراط والتكفير للخروج من هذا المأزق أيضا عمل عظيم. نرجو أن نشهد يوما اتجاه الأمة في مسير الاعتدال، وأن يعود المتطرفون جميعا إلى الاعتدال، لأن الطريق الوحيد للنجاة هو الاعتدال.
وأدان فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته مقتل عدد من عناصر الشرطة في الأسبوع المنصرم في منطقة “سيستان” قائلا: نحن ندين هذه الحادثة بشدة، وعلى المسئولين متابعة هذه القضية، ونرجو أن لا نشهد مثل هذه الحوادث في القادم.

افتتاح مسجد لأهل السنة في طهران شائعة غير صحيحة:
وأشار خطيب أهل السنة أيضا إلى إشاعة “افتتاح مسجد لأهل السنة في طهران”، قائلا: شاعت في هذه الأيام، أني افتتحت مسجدا لأهل السنة في طهران. أنا ذهبت في طهران إلى مصلى وأديت الصلاة وقمت بموعظة ونصيحة بعض أخوتنا في طهران. هذه الشائعة غير صحيحة وهي كذب. لكننا نرجو أن يتحقق حلم الناس في المستقبل وتتحقق هذه الشائعة، ويملك أهل السنة في طهران مسجدا خاصا بهم.

1993 مشاهدات

تم النشر في: 30 نوفمبر, 2014


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©