أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعه (27 محرم 1436) بعد تلاوة آية “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم”، على ضرورة العمل على السنن النبوية، معتبرا “الخير والبركة في الحياة” و”القبول عند الله تعالى” من أهم ثمرات العمل بالسنة النبوية.
وأضاف فضيلته قائلا: الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم الخبراء المتخصصون في المجالات الدينية. إنهم كانوا على علاقة بالوحي وصلة مباشرة مع الرب تبارك وتعالى. إنهم كانوا يشاهدون ويرون ويعقلون ما لا يراه غيرهم ويعجز عن فهمه. فعلينا أن نؤمن بما جاء به الأنبياء من غير التردد والتساءل، ونتبعهم. فما وصلنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، علينا أن نقبله سواء عرفنا فلسفته وحكمته أم لا، ونعمل عليه.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم على نوعين: 1- السنن العبادية، وهي سنن تتعلق بالدين وأكد رسولنا الكريم على العمل بها وبين أجورها. مراعاة هذه السنن ضرورية ولازمة. 2- السنن العادية، وهي سنن تتعلق بعادات رسولنا الكريم. فعل هذه السنن من المستحبات ولها فضائل وأجور.
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد عادات رسولنا الكريم من “الفطرة”، قائلا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيامن في بدء كل عمل، والانتهاء باليسار في نهاية كل عمل. فكان يحب التيامن في ارتداء الملابس والأحذية، ويخلعها من ناحية اليسار. يدخل المسجد بالرجل اليمنى ويخرج منها باليسرى. يأكل باليمين. وعند الاستراحة ينام على الجانب الأيمن مستقبلا القبلة. هذه من السنن العادية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيها أجر وثواب عظيم لمن يفعلها، وفيها نور كبير لكل شخص.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أعمال مثل الصلاة مع الجماعة، والتزام الصلوات المسنونة في الأوقات الخمسة، والسواك عند كل وضوء، وغيرها من الأعمال التي أكد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوصى بها، فهي من السنن العبادية لرسول الله صلى الله عليه وسلم. يوجد الخير والبركة في كل سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم. السنن تجلب الخير والبركة في حياتنا وتقوّم وتثمّن حياتنا. ورد في الحديث “فَضْلُ الصَّلَاةِ بِالسِّوَاكِ، عَلَى الصَّلَاةِ بِغَيْرِ سِوَاكٍ، سَبْعِينَ ضِعْفًا”.
وأعرب فضيلته عن أسفه بسبب عدم اهتمام بعض الناس إلى الصلوات المسنونة قائلا: من المؤسف جدا أن الكثيرين من المسلمين لا يهتمون إلى السنن، ويؤدون الصلوات المفروضة ويتركون السنن. يجب أن نهتم بالسنن ونلتزم بها. يجب أن نعرف السنة سنة ونعمل بها ولا نجعله واجبا.
وأكد فضيلته: السنة هي الاعتدال والوسطية. السنن وعادات الرسول الكريم هي أفضل وأقصر طريقة للوصول إلى الله تعالى. فلو أن الصحابة وصلوا إلى تلك الدرجات والمكانات العالية وأصبحوا مقبولين عند الله تعالى وأعلن الله مرضاته منهم، كل ذلك كان فقط لأجل الشريعة الدينية واتباع السنن الأخرى. إنهم دائما كانوا يسعون أن يعيشوا مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم. حياة الصحابة كانت نماذج وصور من حياة الرسول الكريم، وحياة الرسول الكريم كانت نموذجا حيا من القرآن الكريم وتعاليم الدين الإسلامي وأحكام الله تعالى. القرآن كان في حياته بطريقة صار العمل على القرآن أخلاقه وسيرته.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: سيرة الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنه، نموذج من سيرة الرسول الكريم. الذي لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرف مكانته وشخصيته من خلال رؤية ومشاهدة الصحابة رضي الله عنهم في القرن الأول.
وأنهى خطيب أهل السنة خطبته بتوجيهات على العمل بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قائلا: علينا جميعا أن نسعى لنعمل على سنن الرسول الكريم. العمل بالسنة النبوية تأتي بالخير والبركة في حياتنا، وتجعل حياتنا مثل حياة الرسول الكريم وتقربنا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. يقول الله تعالى: “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله”. فأكبر أثر وفائدة العمل بالسنة أن الإنسان يكون محبوبا عند الله تعالى.