header

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، على ضرورة “المنافسة السليمة” في المجالات المختلفة، معتبرا “العداوة مع الدين والإسلام” المشكلة الأساسية في العصر الراهن.

 وأضاف فضيلته قائلا: العالم الذي نعيش فيه عالم المنافسات؛ علينا أن ننافس كافة الناس في العالم في المجالات العلمية والصناعية والفنية وفي المجالات المادية الأخرى منافسة سليمة. كذلك المنافسة بين المسلمين في الأمور الدينية والمادية أيضا أمر مطلوب.
وأضاف فضيلته قائلا: دعا القرآن الكريم إلى هذه الفضيلة قائلا: “فاستبقوا الخيرات” لكن يجب أن يكون الاستتباق سالما ولا يتبدل إلى العداوة والحقد، لأنها محرمة. الاستباق بين المسلمين وغيرهم في المجالات  المادية والعلوم والصناعة والفنون أيضا مطلوب.
وأضاف فضيلته قائلا: المشكلة تعود في أن بعض الدول وشعوب العالم يعادوننا في ديننا ويعادون الإسلام. إنهم يريدون مكافحة الإسلام ولا يتحملون ديننا. الكثير منهم في حالة حرب مع الإسلام، ويحولون بين الإسلام وتقدمه. العدد الكبير من الحروب التي تجري الآن، تعود جذوره إلى العداوة الدينية. الحرب بين فلسطين والكيان الصهيوني، والقتل والقصف وبناء المستوطنات اليهودية، نموذج من العدواة الدينية في فلسطين. فلو كان الفلسطينيون يهود أو مسيحيين لما احتلت الصهاينة أرضهم وما شهدنا أيضا أعمال القتل اليومية من جانب الصهاينة.
وتابع فضيلته قائلا: إسرائيل تعادي الإسلام؛ والذين يدعمون إسرائيل، يدعمونها لعداوتها مع الإسلام. لذلك يتحملون هذه المشاهد المؤلمة من همجيتها وحشيتها، لكنهم مع ذلك يواصلون دعمهم الظالم لإسرائيل. جذور الكثير من مشكلات العالم والنزاعات الدينية تعود إلى العداوة الدينية والمذهبية، لكن في الظاهر يذكرون لها عللا وأسباب سياسية، ويخفون الحقيقة. لكن إذا دققنا النظر تتضح جذور العداوات. هذه المسئلة قد تتضح من أفواههم، لكنهم لا يعلنونها في المحافل الرسمية.
وأشار خطيب أهل السنة إلى مساعي الغرب لنشر الفساد والفحشاء في المجتمعات الإسلامية قائلا: القوى الغربية قلقة من نشر الإسلام والصحوة الإسلامية. في أوربا والولايات المتحدة يعود المسلمون إلى دينهم. المساجد ممتلئة وقت الصلاة، والنسوة المسلمات يلتزمن الحجاب، ويبتعدن عن المفاسد والذنوب. إنهم أدركوا أن النجاة في الدين والتوبة إلى الله. أعداء الإسلام وخاصة الغربيين لا يرضون بعودة المسلمين إلى دينهم.
 وأضاف فضيلته قائلا: قبل مدة شهدنا إحراق المصحف وإهانات إلى الرسول الكريم. كل هذه الأمور بسبب أنهم لا يتحملون تقدم الإسلام. مع أن هذه الأشخاص بإهاناتهم إلى المقدسات أصبحوا سببا للصحوة الإسلامية وإثارة الغيرة الدينية عند المسلمين.

الحروب المعاصرة لنشر المفاسد والمعاصي بين المسلمين:
وأكد مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: المعركة في العالم هي معركة الحق والباطل. الباطل لا يتحمل الحق. هذه معركة المنكرات مع المعروفات. أهل الباطل يريدون نشر الفساد والفحشاء في البلاد الإسلامية. لا يتحمل أهل الباطل تجنب المسلمين من الفساد والمعاصي والخمور. في الكثير من المناطق في عالمنا المعاصر يريدون النزاع مع أهل الحق. أهل الباطل عبر التاريخ كانوا ضد الحق.

أغلبية المسلمين معتدلون:
وتابع فضيلته قائلا: الأمة المسلمة أمة صابرة تمتلك الصبر والأناة. عندما يصبح المسلمون معتدلين، يتحملون المخالفين. نحن نخالف الإفراط والتفريط، وأعتقد أنه يجب على المسلمين التجنب من الإفراط والتفريط ويكونوا معتدلين.
 الحمد لله أغلبية المسلمين على الاعتدال، وإن كان يوجد الإفراط والتفريط المرفوضين بينهم.
 وأضاف فضيلته مؤكدا على ضرورة اجتناب الإفراط والتفريط قائلا: يفرط بعض المسلمين بقدر لا يتحملون المسلمين الآخرين. وصيتي للمتطرفين أن يتحملوا المسلمين ويوسعوا نظراتهم. كل الفرق والجماعات التي تنطق بـ “لا إله إلا الله محمد رسول الله” وهم أهل القبلة وأهل القرآن يجب تحملهم. والذين يفرّطون، عليهم أن لا يميلوا إلى الأعداء ميلا كاملا ويغتروا، ولا ينفذوا أهدافهم وغاياتهم، ولا ينشروا الفساد والفحشاء في بلادهم.
 
على رؤساء البلاد الإسلامية أن لا يكونوا وراء اكتساب مرضاة أعداء الإسلام:
وقال رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في سيستان وبلوشستان، مخاطبا رؤساء وقادة البلاد الإسلامية الذين لديهم علاقات ودية مع الدول الغربية: الغربيون لن يساعدوكم في تقدم وإعمار بلادكم. إنهم يقطعون الوعود والهتافات. منذ مدة والغربيون في أفغانستان. ماذا حققوا للشعب الأفغاني؟ هل قدموا إنجازا لتطوير الصناعة والإنتاج في أفغانستان؟ الشعب الأفغاني لم يزل يواجهون المشكلات.
 وتابع فضيلته قائلا: الدول الغربية عندما يعطون مساعدات قليلة، يعظمونها بالدعايات الواسعة والهتافات الكثيرة. إنهم لن يقوموا بخطوات مفيدة لأجل تطوير ورقي بلادنا. على المسلمين أن يعودوا إلى الله تعالى ولا يكونوا وراء هذه القوى. قال الله تعالى: “ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم”.
وقال خطيب أهل السنة: لا يقدر المسلمون تحمل غير الشريعة. الاستحكام والأمن والقوة في البلاد الإسلامية وعزة الشعوب المسلمة رهينة اتباع الشريعة وسنة الرسول الكريم. المحرمات في الشريعة هي محرمات القرآن الكريم وثبتت حرمتها بالنصوص الصريحة، فلا ينبغي للمسلمين أن ينشروها في بلادهم. على الشعوب المسلمة أن يتبعوا أحكام الله تعالى ولا ينسوا أن تبعية الأجانب والأعداء لا تنفعهم شيئا.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: على قادة البلاد الإسلامية أن يكونوا وراء اكتساب مرضاة الله ويثقوا على أنفسهم وشعوبهم. يقول الله تعالى: “يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين”.
يقول الله تعالى مخاطبا رسوله “حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين”. فعلى الدول والحكومات أن تتبع أولا أحكام الله تعالى، ثم يثقوا بشعوبهم ويكتسبوا مرضاتهم. من المؤسف جدا أن الكثيرين من الحكام ينقضون أحكام الله ويخالفونه لأجل اكتساب مرضاة الكفار.
وأكد فضيلته قائلا: الشعب الذي يؤمن بالله تعالى ويلتزم بالاسلام، عليه أن يسعى في إحياء الدين والثقافة الإسلامية والدينية ونشر المعروفات والحسنات ومحاربة البدع والمنكرات والسيئات. على المسلمين أن يكونوا واعين وحذرين، لأن االأعداء يخالفون صحوتهم  الإسلامية ولا يريدون أن يتبع المسلمون أحكام الله وتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم.

 نتائج انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي تدلّ على فشل سياسات أوباما في العالم الإسلامي:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى نتائج الانتخابات الأخيرة للكونغرس الأمريكي قائلا: أثبتت نتائج هذه الانتخابات أن الشعب الأمريكي لا يرضون سياسات البيت الأبيض في العالم الإسلامي، واتضحت أن سياسات أوباما وأعوانه في الشرق الأوسط فشلت، وبسبب سياساتهم تواجه الشرق الأوسط مشكلات كثيرة. إنهم ارتكبوا المظالم في الشرق الأوسط، ودعموا المحتل الإسرائيلي، وأحدثوا الفتن والأزمات للمجتمعات الإسلامية، وتحدوا الصحوة الإسلامية.
وأكد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: السياسات الخاطئة لرؤساء الأمريكيين جلبت سخط الله تعالى وسخط الشعوب الإسلامية، وكذلك الشعب الأمريكي، لذلك انهزم حزبهم في الانتخابات. هزيمة كل حزب في البلد يعني هزيمة سياساته. السياسات الخاطئة للحزب الحاكم هو السبب ليعرض الشعب عنه. على الأمريكيين إعادة النظر في سياساتهم الإمبريالية، وعليهم أن يعودوا من المؤامرات وإثارة الفتن في البلاد الإسلامية. على الإمريكيين أن ينتبهوا لأخطائهم ويتداركوا أخطائهم السابقة.

يجب أن تراعى قوانين المرور:
وأشار خطيب أهل السنة إلى مناسبة “العقد العالمي لتأمين الطرق والنقل”، داعيا السائقين إلى مراعاة قوانين المرور والسير قائلا: مع الأسف الحوادث في طرق بلادنا أكثر من أي بلد، ويتوفى أشخاص كثيرون نتيجة حوادث السير والاصطدامات. العلة الأساسية لهذه الحوادث، عدم محافظة قوانين السير والحركة والسرعة المفرطة.
وتابع فضيلته قائلا: تكثر في محافظتنا حوادث الطرق مع الأسف، ومعظم من يتوفون نتيجة هذه الحواث شباب في 21 إلى 30 من عمرهم. أوصي الجميع بمراعاة القواعد والقوانين والمحافظة عليها.
وأضاف: يتجنب السائقون عن السرعة المفرطة والسباق في غير محله. الذين يهربون المحروقات لا ينبعي لهم أن يعرضوا حياة غيرهم في خطر بسبب مخالفتهم قوانين السير. السائقون المخالفون لقوانين المرور، يعتبرون قتلة أنفسهم وغيرهم من وجهة نظر الشريعة ويكونون آثمين.
وأشار خطيب أهل السنة في ختام الخطبة إلى وفاة العالم البارز والداعية الباكستاني الكبير، الشيخ “جمشيد علي خان” رحمه الله،  ووصفه فضيلته بشخصية عظيمة أمضى معظم حياته في الدعوة إلى الله تعالى، سائلا المولى الكريم علو الدرجات والمغفرة للفقيد والتوفيق لغيره من  العلماء الدعاة في سبيل الله تعالى.

1971 مشاهدات

تم النشر في: 9 نوفمبر, 2014


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©