أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، إلى حادثة عاشوراء كحادثة مؤلمة في التاريخ الإسلامي، قائلا: سيدنا الحسين رضي الله عنه كان حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسوة لجميع المسلمين. المسلمون جميعا يحبون الحسين رضي الله عنه ويعتبرون محبته جزءا من معتقداتهم.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان إلى عوامل أدت إلى قيام الحسين، قائلا: في عهد سيدنا الحسين رضي الله عنه تولى يزيد حكومة المسلمين ولم يكن أهلا لها. لم تتوفر في يزيد صلاحيات الحكومة والإمارة على المسلمين. لأجل هذا شعر سيدنا الحسين رضي الله عنه بالخطر للقرآن والسنة والإسلام والمسلمين؛ وأحس بالخطر من أن يكون الحكم بين المسليمن حكما موروثا يتبادل بين أشخاص الأسرة الواحدة، ومن هذا المنطلق يتولاه أشخاص غير أكفاء. فقام الحسين رضي الله عنه لما شعر بأن العدل أهمل وأن بيت المال يستخدم للمنافع الشخصية.
واستطرد فضيلته قائلا: إن أهل البيت رضي الله عنهم أثبتوا في عهد الحسين أنهم ليسوا متعطشين للحكومة والمنصب، بل يريدون مراعاة العدل وتنفيذ تعاليم الرسول في المجتمع. إن سيدنا الحسين رضي الله عنه قيامه كان لأجل الإسلام وتنفيذ العدل.
وتابع فضيلته قائلا: حادثة كربلاء كانت حادثة مؤسفة. لو بحثنا جميع أبعاد هذه الحادثة نرى أن هذه الحادثة المؤلمة يقل مثلها قبل وبعد الإسلام. مع الأسف ارتكب عدد من الذين كانوا يدعون الإسلام لحفظ القدرة والتمتع القليل من الدنيا جريمة كانت سببا لتجريح قلوب المسلمين عبر التاريخ الإسلامي.
ثم أشار فضيلته إلى بعض دروس قيام الحسين رضي الله عنه قائلا: درس قيام الحسين للعالمين درس القيام ضد الظلم والاستبداد. قام الحسين رضي الله عنه لأجل العدل ضد جهال العالم الذين كانوا لا يريدون أن يسمعوا كلام الحق. كان الهدف من قيام الحسين مراعاة حقوق الناس وحقوق الله تعالى. إن الحسين رضي الله عنه أعطى درس الشجاعة والحرية للعالم. لقد ورث الحسين رضي الله عنه هذا الدرس من أشجع الناس سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسد الله الغالب سيدنا علي رضي الله عنه. لذلك فضل الشهادة في سبيل الله على الأسر وحياة الذل.
وتابع عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قائلا: المسلمون جميعا، وحتى الأحرار في العالم، متأثرون من حادثة كربلاء واستشهاد الحسين رضي الله عنه، وكل يعلن عن تأثره وحزنه بأسلوبه وطريقته.
وأكد فضيلته على اتباع سيرة الحسين رضي الله عنه موصيا: المهم في هذه القضية هو اتباع سيرة الحسين وأخلاقه الكريمة. محبة الحسين رضي الله عنه ليست في أن نذكره في أيام محرم وننساه طوال السنة، بل تذكرة الحسين وسائر الأكابر أن تكون خلال السنة، ونتبع أعمالهم، ونقتدي بهم في إيمانهم وتقواهم وتوكلم وشجاعتهم. فالحسين رضي الله عنه أسوة لنا في جميع هذه الصفات.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: أهل السنة أيضا حزينون على مقتل الحسين رضي الله عنه. نحن إن كنا لا نرتدي الأسود ولا نقيم مجالس العزاء، هذه مسئلة فقهية وتعود إلى فقه نتمذهب به. نحن لا نرتدي السواد على وفاة أقرب أعزائنا وأقاربنا. التعزية في فقه اهل السنة ثلاثة أيام بعد الوفاة فقط.
وأضاف فضيلته قائلا: نحن أيضا حزينون على استشهاد الحسين رضي الله عنه. إن كنا حاضرين في حادثة كربلاء وكنا جديرين للدفاع عن الحسين رضي الله عنه، لكنا نضحي بأرواحنا للدفاع عن الحسين والدفاع عن الحق، كما أن الحسين ضحى بروحه وروح أصحابه دفاعا عن الحق. نحن نعتبر من وقف ضد الحسين على باطل. إن الله تعالى ابتلى جميع من وقفوا ضد الحسين بأنواع من المصائب والبلايا والذل، وأصبح يزيد أيضا منفورا لدى المسلمين إلى يوم القيامة. عاش ذليلا وخجلا إلى مدة قصيرة ثم مات.
وأكد فضيلته على ضرورة الاحترام إلى مقدسات المذاهب في جلسات عاشوراء: مع الأسف تحدث أحيانا مشكلات في جلسات عاشوراء بسبب جهل البعض ومؤامرات الأعداء الذين يريدون بث الطائفية بين المسملين. على المسلمين جميعا أن يراعوا أحوال أتباع سائر المذاهب الإسلامية. الوحدة تقتضي أن نتمسك بالمشتركات ونفوض المسائل الخلافية بين المذاهب إلى أتباع ذلك المذهب. النزاع والخلاف سبب للعار وعلامة على ضعف الثقافة.
وخاطب فضيلته كل من يقوم بتحليل حادثة كربلاء قائلا: نصيحتي وخطابي للخطباء ومن يتكلم ويحلل حادثة كربلاء أو يقيمون جلسة التعزية، أن يكونوا حذرين أن لا تصدرمنهم إساءة إلى مقدسات ورموز الفرق الإسلامية الأخرى. التكلم في قيام الحسين من المشتركات بين المسلمين، لكن الإساءة إلى رموز ومقدسات المذاهب الأخرى شيعة أو سنة لا تجوز. علينا أن نراعي الأخوة الإسلامية.
التركيز الزائد على الحوادث الأمنية الجزئية في المحافظة يغاير مصالح البلاد:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، في قسم آخر من خطبته إلى حادثة مقتل معلم في المناطق الجنوبية من محافظة سيستان وبلوشستان، قائلا: هذه الحادثة كانت مؤسفة جدا وقد قمت بإدانة هذه الحادثة في رحلتي الأخيرة إلى داخل المحافظة. لكن مع الأسف قام بعض الأشخاص بالتركيز الزائد على هذه الحادثة، حيث طرحت هذه المسئلة في الإعلام الأجنبي.
وأضاف فضيلته: مثل هذه الأعمال تكون سببا ليشعر الناس أن لدينا أزمة أمنية، مع أن المسؤولين يصرون على أن إيران جزيرة الأمن، ويؤكدون على أن إيران بلد أمن. لأجل هذا أعتقد أن التركيز على هذه الحوادث في وسائل الإعلام يغاير مصالح البلاد والنظام.
وأردف خطيب أهل السنة في زاهدان: الأشخاص بدل أن يكونوا وراء المسائل الشخصية ويكونوا وراء تسوية حسابات شخصية وحزبية، عليهم أن يراعوا مصالح الوطن ومنطقة سيستان وبلوشستان. في الأيام الماضية اغتيل عدد كبير، خاصة مسؤول الشؤون الإجتماعية في مدينة إيرانشهر، السيد “باشنده”. كان “باشنده” من المثقفين والمفيدين في المحافظة، لكننا لم نسمح بالضجيج لئلا نوفر فرصة للأعداء. سيستان وبلوشستان محافظة واسعة. أناس جاهلون من الجانبين يريدون الطائفية. علينا أن نكون وراء أقوالنا وأعمالنا، ولا تصدر منا حركات وأعمال توفر الفرص لأعداء الوطن.
وأكد فضيلته على ضرورة التعامل مع عوامل الأزمة في المحافظة قائلا: نحن نعتقد أن الجهات الأمنية وراء البحث عن عوامل استشهاد المعلم في المحافظة، وكذلك استشهاد “باشنده” في إيرانشهر واعتقال عوامل هذه الجريمة. الشعب أيضا يتعاون مع المسئولين. لكن يجب علينا أن نكون حذرين أن لا نضر بالوطن والمحافظة لأجل منافعنا الشخصية والتسويات الحزبية.
نوّاب المجلس لا يعرقلوا نشاطات الدولة بسبب المسائل الحزبية:
وأشار خطيب أهل السنة في قسم آخر من الخطبة إلى شكوى من تعامل البرلمان، قائلا: انتظار الشعب من المجلس أن يكون لهم تعاون مع الدولة. الدولة ونواب المجلس كلهم منتخبوا الشعب. فالرجاء من النواب أن لا يعرقلوا الإجراءات وأعمال الدولة، لتقدر الدولة أن تقوم بنشاطاتها من خلال انتخاب الوزراء الذين ترضاهم، لكن مع الأسف يقوم بعض النواب بعرقلة الأمور.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: جميع الدول يشرفون على أعمال حكومتنا، فعلينا جميعا وخاصة نواب المجلس، أن يكونوا واعين حذرين. أنا كمواطن من هذا البلد أشتكي من تعامل المجلس، وأعتقد أن من صوت للدكتور روحاني وجمع كبير ممن لم يصوتوا له، يرجون من المجلس أن يكون له تعاون مع الدولة ولا يشتدوا لتستطيع الدولة اكتساب الأصوات الإيجابية لوزرائه وإرسالهم إلى كراسي العمل والنشاط.
إلقاء الحامض على النسوة عمل غير إسلامي فعله المتطرفون:
وأشار خطيب أهل السنة في القسم الأخير من خطبة هذه الجمعة إلى هجمات الحامض على النسوة في مدينة إصفهان قائلا: هجمات برشّ الحامض على بعض النسوة في إصفهان، عمل المتطرفين. يجب التصدي للمتطرفين في أي طبقة كانوا من المجتمع. هذه الخطوة خطوة سيئة وغير إسلامية. هؤلاء الأشخاص بهذا العمل أوقعوا ضربة كبيرة للوطن والثقافة والحضارة الإيرانية.