تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (4 شوال 1435) بعد تلاوة آية “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا*وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا”، على ضرورة الذكر الإلهي والصلة مع الله تعالى قائلا: ذكر الله تعالى ضروري وهام جدا. خاطب الله تعالى في هذه الآية جميعا مطالبا إياهم بالإكثار من ذكر الله تعالى. لم يقل الله تعالى حول أي عبادة أخرى أن نكثر في فعلها سوى الذكر. يقول في موضع آخر “والذاكرين الله كثيرا والذاكرات”.
وتابع مدير جامعة دارالعلوم زاهدان قائلا: العبادات الأخرى أيضا داخلة في ذكر الله تعالى. عندما يوصي الله تعالى موسى بإقامة الصلاة، يقول له: “أقم الصلاة لذكري”. الإنسان عندما يبدأ الصلاة يقيم صلته مع الله تعالى.عندما يعطي الصدقات أو يعين أحدا، فهذا نوع من ذكر الله تعالى. الذكر لا ينحصر في ذكر الله تعالى، بل يمكن الذكر بالقلب، بأن نتفكر في نعم الله وقدرته.
وقال فضيلته حول أهمية وفضائل ذكر الله تعالى: عندما نذكر الله يذكرنا الله أيضا. يقول الله تعالى: “فاذكروني أذكركم”. عندما نذكر الله دائما، نبقى محفوظين من شر الشيطان والمعاصي والذنوب، لأن المعصية سببها غفلة الإنسان من الله تعالى.
وقال خطيب أهل السنة قائلا: لقد ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة تربية جعلتهم يذكرون الله دائما. الأمن والراحة التي كان سائدا على المدينة المنورة لم يكن له مثيل في العالم، لأن الصحابة كانوا يراعون جميع قوانين الإسلام دون أن يكون شرطي أو رجل أمن. إن كنا نشاهد في عصرنا أزمات في المجتمعات، سببها الابتعاد عن الإسلام والتعاليم الإلهية.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد “الغفلة وضعف الاعتقاد” سبب شيوع المعاصي في المجتمع قائلا: انتشار الكثير من المعاصي في المجتمعات سببه الغفلة وضعف معتقد المسلمين. مع الأسف ضعف الاعتقاد بالنسبة إلى لقاء الله ويوم القيامة والحساب والكتاب.
واستطرد فضيلته قائلا: إن الله تعالى غني عن ذكرنا، بل نحن نحتاج إلى ذكر الله تعالى ومرضاته، لأن مرضاة الله سبب لسعادتنا وفلاحنا. التعلق مع الله تعالى سبب للحياة، والتعلق مع الرسول الكريم سبب للرحمة. فلنحافظ على سنن الرسول الكريم ونصلي عليه دائما.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: لو أقمنا صلتنا مع الله تعالى ونكثر من ذكر الله عز وجل، نكون محفوظين تجاه جميع التحديات. فنشتغل صباحا ومساء بذكر الله تعالى، ونشتغل بعبادة الله في الليل والنهار. كل قوم اشتغل بذكر الله تعالى كثيرا لا يبتلون بعذاب الله تعالى.