أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في خطبة عيد الفطر، بحضور أكثر من مائتي ألف مصل، على ضرورة ترجيح الدولة المصالح الوطنية على وجهات وآراء الأشخاص والجماعات المختلفة، وأضاف قائلا: المصالح الوطنية لا ينبغي أن تتعرض للضغوط والمضايقات من قبل الأشخاص والفئات.
واستطرد فضيلته قائلا: المرجو من دولة التدبير والأمل التي يرأسها الدكتور روحاني أن ترفع خطوات في سبيل تنفيذ الدستور وتوفير الحريات الأساسية، من حرية البيان والمعتقد والحريات السياسية. الدستور هو الميثاق الوطني للبلاد، وليس لأحد أن يقف في وجه القانون. هذا الدستور قد ضمن الحريات الأساسية والمذهبية.
توفير المصالح الوطنية في مشاركة الأقوام والمذاهب في إدارة البلاد:
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان: المصالح الوطنية تحصل بتوفير الحريات للشعب ومشاركة الأقوام والمذاهب في إدارة البلاد. كلما ازدادت مشاركة الأقوام والمذاهب في إدارة البلاد وإعمارها ويؤظف نخبهم ومؤهلوهم في المستويات الإقليمية والوطنية، تزداد الوحدة والأمن الوطني، وتقل فرص ومجالات الاستغلال السيئ عند الأعداء. على الدولة أن ترفع خطوات جادة في سبيل المصالح العامة وتوظيف واستخدام الأقوام والمذاهب.
على الدولة أن تجعل قضية صلاة أهل السنة قانونية:
وتابع خطيب أهل السنة مشيرا إلى بعض المضايقات حول صلاة الجمع وأعياد أهل السنة في بعض المدن: على الدولة أن تحمي قضية صلاة أهل السنة في جميع المدن وتجعلها قانونية لئلا يجد أحد فرصة التعرض والتصدي لصلاة الناس.
الإهانة إلى مقدسات جميع المذاهب والأديان محرمة:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى حرمة المقدسات والأماكن الدينية في جميع المذاهب والأديان، قائلا: حرمة مقدسات جميع المذاهب والفرق ضرورية ولازمة. وليس لطائفة من المسلمين شرعا التعرض لأماكن العبادة لأتباع سائر المسلمين والديانات الأخرى، لأن هذه القضية تجرح مشاعرهم وتثير الفتن، والفتنة وما تفضي إليها محرمة شرعا.
وأضاف فضيلته: على جميع الفرق والجماعات أينما كانوا لا ينبغي أن يتهم بعضهم البعض ويسيئ بعض إلى مقدسات الغير.
وتابع خطيب أهل السنة: الاختلافات تضر مجتمعاتنا، والاختلافات سواء كانت قومية أو حزبية إذا أدت إلى العداوة والتقابل، تعرقل التوسعة والإعمار.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: النزاعات العمياء تزيل إيمان الإنسان ودينه. أكبر تهديد وخطر يحيط في عصرنا بالعالم الإسلامي هي الاختلافات التي تؤدي إلى حروب ومواجهات مسلحة بين المسلمين. القوى العظمى والصهاينة العالمية في سعي مستمر أن تسوق الشرق الأوسط وسائر البلاد الإسلامية نحو الاختلافات والنزاعات الدموية، لأنهم يرون منافعهم في اختلافات المسلمين ونزاعاتهم.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: الأعداء خائفون من الصحوة الإسلامية وقوة الإسلام، لأنهم يعلمون جيدا أثرات الإسلام في حياة الناس.
بالعنف والتطرف لا تحلّ مشكلات المسلمين:
واستطرد رئيس اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في سيستان وبلوشستان: لا ينبغي للمسلمين أن يقتل بعضهم بعضا، ويدمر بعضهم بيوت بعض. العنف والتطرف ليس حل مشكلات المسلمين، بل يمكن حل المشكلات بسعة الأفق والحوار وبعد النظر بين المسلمين.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: إراقة دم المسلم عمل كفري. وقتل الأبرياء يعرض الإنسان على الكفر. ومن استباح دم مسلم لا شك في أنه كافر. على المسلمين أن يلتزموا دينهم، ولا يضروا الدين بأعمالهم المغايرة.
على المسلمين أن لا يسمحوا بتقسيم بلادهم:
وأشار خطيب أهل السنة إلى خطر التقسيم الذي يهدد بعض الدول الإسلامية وتطورات الشرق الأوسط وأزمات المنطقة: لا ينبغي للمسلمين في دول مثل العراق وسوريا و… أن يعرضوا بلادهم للتقسيم. سيادة أراضي البلاد الإسلامية هامّة وضرورية، وتقسيم هذه البلاد هدف الأعداء. لا ينبغي للمسلمين أن يأذنوا بتقسيم بلادهم لصالح الصهاينة.
في الأسابيع الأخيرة شهدنا معاناة أهل غزة ومصائبهم، وشن غارات وقصف وعدوان غاشم من قبل الكيان الصهيوني المحتل. البلاد الغربية ومجلس الأمن ساكتة على هذه المجزرة، وفي النهاية اقترحوا الهدنة بين إسرائيل والشعب الفلسطيني.
هذه القضايا والمسائل تتطلب المزيد من وحدة المسلمين، وعليهم أن يحلوا مشكلاتهم بالحوار والتفاهم.