header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة بعد تلاوة آية “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” إلى حلول شهر رمضان، قائلا: أتانا شهر رمضان. ورد في الحديث أن الشياطين تقيد في هذا الشهر، وتفتح أبواب الجنة والرحمة الإلهية وتغلق أبواب النار.

وتابع فضيلته قائلا: شهر رمضان شهر خاص. هذا الشهر شهر نزول القرآن والعبادة. إن الله تعالى جعل هذ الشهر للتوبة والخلاص من الذنوب والمعاصي. الإنسان يتغلب على نفسه من خلال الصوم. إن الله تعالى هو خير مرب ويعلم مصلحة عباده أكثر من غيره فجعل هذا الشهر لتربية روح البشر.
واعتبر مدير جامعة دار العلوم الصيام “تقوية للبعد الروحي في الإنسان”، وأضاف قائلا: للإنسان بعدان؛ ملكي وحيواني. لو تغلب البعد البهيمي على الإنسانية ولا يلتفت إلى المعنوية والتدين، يتبدل هذا الإنسان إلى مجرم ويكون أوحش من كافة الحيوانات. لكن لو أنشأ الإنسان في وجوده توازنا ويقوي البعد الملكي بجانب البعد الحيواني، يبقى محفوظا من الجرائم والطغيان.

مخططات خطيرة للاستكبار العالمي والصهاينة للعالم الإسلامي:
وفي قسم أخر من خطبته، أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على ضرورة وعي المسلمين وحل المشكلات من خلال الحوار في العالم الإسلامي، مشيرا إلى المخططات السيئة للصهاينة والاستكبارالعالمي.
وأضاف فضيلته قائلا: أعداء الإسلام من الاستكبار العالمي والصهاينة لديهم مخططات ومشروعات للبلاد الإسلامية؛ إنهم يريدون الإيقاع والنزاع بين المسلمين وإثارة الأحزاب والأجنحة السياسية الإسلامية بعضعها ضد بعض. لديهم مخططات سيئة وخطيرة للعالم الإسلامي.
وأشار خطيب أهل السنة في زاهدان إلى الأوضاع المتدهورة في الشام والعراق ومصر، قائلا: هدف الاستكبار العالمي من هذه المخططات والمشروعات التي توجد في الشام ومصر والعراق، توفير الأمن لإسرائيل والكيان الصهيوني. الأعداء يريدون بث الطائفية في الحزام المحيط بإسرائيل ليبقى الكيان الصهيوني في أمن وأمان.
وتابع فضيلته قائلا: يحاول الأعداء تضليل الصحوة الإسلامية التي بها تعلقت آمال الكثير من المسلمين. في مصر رأينا الوضع الذي أحدثه العسكريون بانقلابهم العسكري وقمعهم ضد الإسلاميين، والآن يريدون إعدام المعتقلين. مصر بلد عريق مثل إيران له تاريخ وحضارة، وكان يرجى أن تكون الصحوة الإسلامية في هذا البلد عونا لفلسطين لتنال حريتها الكاملة.
وأكد خطيب أهل السنة قائلا: الأعداء سعوا ويسعون لخلق المشكلات في سوريا والعراق وسائر البلاد المجاورة لفلسطين؛ إنهم يستخدمون هتاف “فرق تسد” لتحقيق مصالح إسرائيل وأمنها. على المسلمين أن يتدارك بعضهم البعض ويحافظوا على الوحدة والأخوة الإسلامية، ويكونوا واعين بما يجري حولهم.
وخاطب فضيلة الشيخ عبد الحميد المسئولين في الدول الإسلامية قائلا: على المسئولين في الدول الإسلامية التصدي للطائفية والنزاعات التي يستغلها المتطرفون، بالحوار مع المعارضين، خاصة المعارضة العراقية وتأسيس دولة وحدة وطنية.
وخاطب فضيلته العلماء والمثقفين في العالم الإسلامي قائلا: العلماء والمثقفون شيعة وسنة يجب أن يجتنبوا الفتاوى المحرضة والمثيرة للطائفية، بل يجب دعوة جميع الأطراف بالحفاظ على سيادة أراضي العراق وأمنها. نحن أيضا نؤكد على حفظ سيادة أراضي العراق ونخالف تقسيم هذ البلد والطائفية فيها.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبة الجمعة إلى أسبوع المحكمة القضائية ودور الشعب في الأمن قائلا: الأمن لم يتحقق إلا بتدخل الشعب. إن كان معاقبة المجرمين والذين يرتكبون الجرائم أمر ضروري، لكن الأمن الحقيقي أن يصل الشعب إلى مكانة تدفعهم نحو المشاركة في المسائل الأمنية وإصلاح المجرمين. يجب أن يصل مجتمعنا ببركة القرآن الكريم والشعب الواعي إلى مكان يتوب فيه كل مجرم عن معاصيه وخطاياه. على العلماء والمثقفين ورؤساء القبائل أن يسعوا في إزالة الجرائم من محافظتنا.
ثم أشار فضيلته إلى اختطاف الرهائن كظاهرة سيئة قائلا: الخطف من الظواهر السيئة وهي قبيحة لأي غرض كان، خاصة إذا كان الهدف من الخطف التعوض والفدية المالية. الخطف لأجل مطالبة الديون أيضا مخالف للشريعة والقانون والعرف. يجب على من كان له دين على غيره أن يطالبه من الطرق المشروعة والقانونية. نحن ندين الخطف ونحذر من يرتكب مثل هذه الجريمة أن يتخلوا عنها. أمن المحافظة ضروري وهام لنا، ويجب على الجميع أن يشاركوا في مجال الأمن.

2048 مشاهدات

تم النشر في: 3 يوليو, 2014


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©