header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (23 رجب 1435) إلى تأكيد الشريعة الإسلامية على ترك المعاصي في كافة المجالات، معتبرا ترك المعاصي من أول درجات الإيمان وأعلاها.

 وأضاف فضيلته قائلا: يزعم الكثير من المسلمين أن العبادة هي الحج والصوم والصلاة. لا شك أن هذه الأعمال من العبادات، لكن للعبادات معنى أوسع وأجمع، وهي تضمّ جميع التعاليم الشرعية والأحكام الإلهية. ورد في الحديث: “الإيمانُ بِضعٌ وسُتونَ أَوْ بِضعٌ وسَبعونَ شُعبة أَفضلُها لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وأَدنَاهَا إِماطَةُ الأذَى عَن الطريقِ والحَياءُ شُعبةٌ مِن الإيمَان”. الإيمان كشجرة قوية متينة لها شعب مختلفة، ومراعاة الحياء أيضا من أعلى درجات وشعب الإيمان.
وأكد فضيلته على لزوم الإخلاص في قبول الأعمال قائلا:هناك شرط أساسي يجب مراعاته في العبادات وهو أن تؤدى العبادات لأجل مرضاة الله تعالى، وليس إرضاء للناس. الذي يفعل العبادة لأجل مدح الناس، هذا الشخص في الحقيقة لم يعبد الله تعالى بل عبد نفسه. فشرط قبول العبادة هو الإخلاص ومرضاة الله تعالى. يقول القرآن الكريم “وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين”.
واعتبر خطيب أهل السنة “ترك المعاصي” من أول درجات الإيمان قائلا: أول درجات الإيمان أن يترك المرء المعصية. اجتناب المعاصي والمنهيات الشرعية ومراعاة التقوى من أعلى درجات الإيمان.
 وتابع: لو عمل إنسان الصوم والصلاة والتلاوة وسائر الأعمال الصالحة، لكنه لم يترك المعاصي ولم يجتنبها، فهذا الانسان لم يعمل أعلى العبادات. ربما الكثير من المعاصي تحبط جميع العبادات.
واعتبر مدير جامعة دار العلوم زاهدان “إساءة الأدب من عوامل بطلان أعمال الإنسان” قائلا: ورد في سورة حجرات المباركة “يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون”. إن الله تعالى جعل إساء الأدب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم سببا لإحباط الأعمال. إساء الأدب إلى الأنبياء والمقدسات والشعائر الدينية سبب لإحباط الأعمال والحسنات. وصيتي لكم إن كنتم لا تمجّدون الصحابة وأهل البيت، أن لاتسيئوا إليهم واحترموهم.
ثم استطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى بيان العبادة قائلا: العبادة لا تنحصر في الصلاة فقط، وإن كانت الصلاة عبادة عظيمة. وعندما عرف الصحابة قال عنهم “تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود”. مع الأسف لا يوجد عباد صادقون في مجتمعاتنا، مع أن الصحابة والتابعين وكذلك أتباع التابعين كانوا عبادا يقومون الليل.
وأشار فضيلته إلى أهمية العبادة في شهري رجب وشعبان، قائلا: أكثروا من العبادة والصوم في رجب وشعبان. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الصوم في شعبان. ورد في الحديث “وَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ فِي شَهْرٍ مَا يَصُومُ فِي شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ إِلَّا قَلِيلًا، بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ”.
علينا أن نعبد الله تعالى بالصلاة والذكر والتلاوة وأنواع العبادات، لأن لكل عبادة أثرها الخاص، ونحن نحتاج إلى جميع العبادات.
 وتابع خطيب أهل السنة قائلا: علينا أن نعبد الله تعالى بالتدبر والتفكر، ونفكر لماذا خلق الله تعالى الإنسان. إن الله تعالى خلق كل شيء بالحكمة والعلم، وخلق الإنسان للامتحان والبلاء، وإن إمام كل إنسان الجنة والقيامة والبرزخ. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”. علينا أن نستعد لرحيل الآخرة بزاد العبادة والعبودية المخلصة والخدمة إلى الخلق.
وأعرب رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في سيستان وبلوشستان، عن أسفه من عدم قبول الناس النصح، معتبرا ذلك علامة شقائهم. وأضاف قائلا: مع الأسف الكثير من الناس هاربون من النصيحة والمجالس الدينية، مع أن النصيحة والموعظة مفيدة وضرورية لإصلاح الفرد، ووصف القرآن الكريم الذين لا يقبلون النصح والموعظة أناسا أشقياء. “فذكّر إن نفعت الذكرى. سيذّكّر من يخشى ويتجنبها الأشقى الذي يصلى النار الكبرى”.
 يجب أن يكون الإنسان هاربا من المعصية والذنوب ومقبلا إلى العبادة والعبودية.
 وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على ضرورة العبادات الظاهرية والباطنية قائلا: ينبغي أن ننوّر القلب والقالب بعبادة الله تعالى، ونعبد الله تعالى بكل الوجود. يجب أن تكون ظواهرنا وبواطننا وفقا للشريعة الإسلامية.
وأكد خطيب أهل السنة في نهاية خطبته على مراعاة حقوق الناس قائلا: الكثير من الناس يضيعون حقوق الناس ويهملونها، مع أن مراعاة حقوق الناس أيضا شعبة هامة من شعب الإيمان والدين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”.

1878 مشاهدات

تم النشر في: 2 يونيو, 2014


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©