انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة، في خطبة هذه الجمعة (24 جمادى الثانية 1435) شيوع الكذب والافتراء في المجتمع قائلا: الدين الإسلامي حرّم الكذب والافتراء والاتهام.
وأضاف فضيلته بعد تلاوة آية “يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ”: المسئلة الهامة أن الكثيرين يزعمون أن الله تعالى خلق هذ العالم عبثا لا ينظر إليه، مع أن القرآن الكريم يقول “وما ربك بغافل عما تعملون”. إن الله تعالى أقرب إلينا منا. يرى ويراقب جميع أعمالنا وحركاتنا، وهو يعلم أفكارنا. يحسب الكثير من الناس أنهم لا يؤاخذون على الأعمال التي يفعلونها، لكن الله تعالى يقول: “فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره”.
وأضاف فضيلته مؤكدا: سبب المعاصي والذنوب أن الإنسان يظنّ أنه مصون عن بطش الله تعالى. في بعض الأحيان يقوي الشيطان جرأة المعصية والذنب في وجود الإنسان بهذه الخدعة والمكر بأن الله تعالى هو الغفور الرحيم.
ثم استطرد خطيب أهل السنة مشيرا إلى أن التهمة والكذب والافتراء من المعاصي الرائجة في المجتمع: مع الأسف انتشرالكذب والفرية والافتراء في المجتمع. الناس يتهم بعضهم بعضا. الأحزاب السياسية التي تختلف معا، تتهم بعضها بعضا وتفتري على الأخرى. الكذب والغيبة من أسوء الذنوب التي انتشرت في المجتمع.
وأشار مدير جامعة دار العلوم زاهدان إلى الافتراءات والكذب في وسائل الإعلام قائلا: في وسائل الإعلام والصحافة والقنوات الفضائية وشبكة الإنترنت، تنتشر التهم والافتراءات وبيان المطالب المغايرة للواقع بشكل واسع. الكثير يتجاهلون الحقائق وينكرونها، أو يتهمون مخالفيهم ويفترون عليهم. والكثير من الناس يكذبون أو يخفون الخيانة ضد عباد الله في قلوبهم، ويزعمون أن الله تعالى لا يراهم. هؤلاء غافلون عن الله تعالى ولا يعلمون أن الله تعالى محيط بكل شيء، ويعلم كل خيانة. إن الله تعالى سيحاسب يوم القيامة الإنسان الكاذب والحسود والمهين والمفتري.
وتابع خطيب أهل السنة مؤكدا: يقول الله تعالى: “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا”. الإسلام علّمنا أن نصلح أقوالنا ولا نتكلم إلا بالعدل، وإن كان ذلك الكلام لم يكن لصالحنا. من التعليم الإسلامي أن يجتنب الإنسان من الكلام الذي يثير الطائفية والنزاع. يقول القرآن الكريم أن القول السديد يصلح الأعمال ويكون سببا لمغفرة الذنوب.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الإسلام يؤكد ويوصي المسلمين بأن لا يكذبوا على الكفار ومن لا يؤمنون بالله تعالى ولا يفتروا عليهم، بل يجب عليهم أن يجروا القول السديد العادل على لسانهم، لأن الله تعالى يكلم يوم القيامة جميع أعضاء الإنسان بالأعمال التي عملها في الدنيا. إن الله تعالى يعلم أعمال جميع العباد، وملائكة يكتبون جميع أقوالهم. “ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد””.
وأكد خطيب أهل السنة قائلا: الإسلام أدان بشدة الكذب والتهمة والافتراء. مع الأسف لا تراعى الأخلاق الإسلامية في كثر من البلاد الإسلامية. يجب أن نعلم أن التنمية الراقية والسامية والتقدم الحقيقي في المسائل الأخلاقية.
الشعب يجب أن يحفظوا بيئة التضامن والتعاطف الموجودين
وفي قسم آخر من خطبته، تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الإغتيالات الأخيرة في محافظة سيستان وبلوشستان قائلا: في الظروف الراهنة التي كثر فيها تضامن أهل المحافظة وتعاطفهم أكثر من أي وقت مضى، لا ينبغي أن يوجد قلق بشأن الأمن في المحافظة.
وتابع خطيب أهل السنة: محافظة سيستان وبلوشستان تضررت بالعنف في الماضي. التعاطف والتضامن الشعبي لقد تضرر بأعمال العنف. يجب أن نحافظ الآن على هذ التعاطف والتضامن الموجودين، ويجب أن يحفظ الأمن والسلامة في المنطقة.
وأشار فضيلته إلى العثور على جثمان طالب من طلبة جامعة دار العلوم لأهل السنة في زاهدان بعد اختفائه لمدة، قائلا: على السلطات الأمنية والقضائية والشرطة أن تعمل بمهتمها، وعلى الناس والعلماء ورؤساء القبائل أن تكون لهم مشاركة أكثر في الحفاظ على الأمن، ولا يسمحوا بتكرار مثل هذه الجرائم في المحافظة.
وقال خطيب أهل السنة: بعض العناصر المتسللة يريدون بث الكراهية والعداوة في المجتمع، خاصة بعد رحلة الرئيس والوعود التي قطعها لأجل تنمية المحافظة والعدل فيها. مع الأسف يوجد من يريد الاصطياد من الماء العكر وبتعظيم صغار الأمور، يقصدون تقديم صورة متأزمة من المحافظة، رغم أن الكثير من هذه الأحداث تقع في مدن مثل طهران وإصبهان ولا يطلع عليها أحد.
وتابع بالقول: مع الأسف في محافظة سيستان وبلوشستان بسبب التضادات الموجودة في الواقع ووجود طبقة يرتزق من خلال إثارة الأزمات داخل المحافظة تعظم هذه الاحداث الصغار. وإن أطلق رصاص واحد يعظمونه كأن صاروخا أطلق أو قنبلة تفجرت. في مثل هذه الأحوال يجب أن نكون حذرين وواعين بالوقائع ونتصدى للعنف.
أردف مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: رجائنا من الشعب في بلوشستان وسيستان أن ينبذوا النزاعات والاختلافات، لأن جذور الكثير من الأزمات وأعمال العنف تعود إلى هذه المسائل. القتل جريمة كبيرة. والذي يختلف مع أحد في قضية يجب أن يحل قضيته من طرقها الشرعية والقانونية. نحن ندين كل أنواع القتل. وبالنسبة إلى أعمال القتل المشبوه نطالب المسئولين أن يتابعوا مثل هذه الجرائم لتتضح عواملها.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لنا أعداء في الخارج والداخل، لأجل هذا يجب أن نكون يقظين لنتصدى لمؤامرات جميعهم، خاصة الاستكبار العالمي. ونحن نرجو النجاح والتوفيق في هذ االسبيل، ونحافظ على هذه الوحدة الموجود والتعاطف بين القبائل في المحافظة ونحافظ على أمن محافظتنا.
وتابع فضيلته قائلا: وصلتنا تقارير أن مجموعات يقومون بالتصدى للناس حتى النسوة ويطالبون منهن بطاقات الهوية، ويقومون أحيانا بمصادرة بطاقات هوياتهم من غير تبرير.
وأضاف: هذه التصرفات تدل على أن أشخاصا لهم مكانة في بعض الدوائر والمؤسسات يريدون إظهار غضبهم بهذه الطرق. نحن نريد من إدارة المحافظة والسلطات الأمنية أن يتصدوا لتصرفات هؤلاء المتطرفين، ولا يسمحوا لهم بإثارة القلاقل للشعب.
وأنهى فضيلته خطبته بالقول: الحكومة إذا أرادت حل مسئلة الهويات، ينبغي أن يتابعها بالعدل والتعامل الحسن، لئلا يكون سبب قلق واضطراب للناس.