تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة هذه الجمعة (17 جمادى الثانية 1435) بعد تلاوة آية “إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”، إلى بيان مناقب أبي بكر الصديق وسائر الصحابة رضي الله تعالى عنهم كأناس لهم منة وإحسان على الجميع.
وأضاف فضيلته قائلا: ورد في صحيح البخاري “إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا غَيْرَ رَبِّي لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلاَمِ وَمَوَدَّتُهُ، لاَ يَبْقَيَنَّ فِي المَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ”. ثم أشار خطيب أهل السنة إلى الفضائل الكثيرة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه كمصاحبته للرسول صلى الله عليه وسلم في واقعة الهجرة، قائلا: كان أبوبكر رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في واحد من أصعب الظروف وأشدها، يعني واقعة الهجرة، وخدم الرسول الكريم عبر سفر الهجرة، وخلف الرسول سيدنا علي رضي الله عنه في مكة المكرمة لينام في فراشه ويرد أماناته إلى أهله. إن سيدنا على رضي الله تعالى عنه نام ليلة الهجرة في فراش كان متعرضا للهجوم والاغتيال، واختار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبابكر لصحبته في هذه الرحلة الهامة لثقته به ولمودته معه. وقال صلى الله عليه وسلم: “وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا غَيْرَ رَبِّي لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلاَمِ وَمَوَدَّتُهُ”.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان بعد بيان تفاصيل واقعة الهجرة وحراسة الصديق في هذه الهجرة قائلا: هؤلاء الخادمون المخلصون في تلك اللحظات لم يكونوا يعرفون أن غدا سيؤسس الرسول الكريم حكومة وإنهم سيكونون خلفاء. إنهم بذلوا هذه الجهود لا للحكومة، بل لمرضاة الله تعالى والخدمة الصادقة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. الذين ضحوا بأرواحهم في أحد، والذين أصيبوا بجروح، والذين دافعوا عن الرسول بأموالهم وأنفسهم، لم تكن لهم نيات وأغراض سوى اكتساب مرضاة الله تعالى.
وتابع خطيب أهل السنة: لجميع الصحابة علينا منة وإحسان، لأنهم خدموا شخصية وضحّوا لأجل شخصة هو أعز وأغلى عندنا من أولادنا وأهلينا.
السيدة فاطمة والأزواج المطهرات أسوة لمجتمعاتنا
تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخرمن الخطبة بمناسبة يوم المرأة إلى بيان مطالب حول فاطمة رضي الله عنها قائلا: فاطمة الزهراء رضي الله عنها سيدة عظيمة المنزلة والشأن، وقد أمضت حياتها فقيرة.
وتابع فضيلته: السيدة فاطمة الزهراء والأزواج المطهرات أسوة لمجتمعاتنا. إنهن عبدن الله تعالى وأحببنه وتركن الدنيا. على النسوة في مجتمعاتنا أن يجعلنهن أسوة لهن في حياتهن، لا النسوة اللأروبيات اللاتي يسعى العالم في جعلهن أسوة لغيرهن.
وأضاف قائلا: للمرأة مكانة عالية ورفيعة. الرجال الكبار في التاريخ تربوا في حجور هذه النسوة العظيمات. للنساء دور كبير في رقي الإسلام.
رحلة الرئيس إلى المحافظة، رحلة ممتازة
أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبة الجمعة إلى الرحلة الأخيرة لرئيس الجمهورية إلى محافظة سيستان وبلوشستان قائلا: أرى أن رحلة الرئاسة الجمهورية إلى محافظة سيستان وبلوشستان كانت مختلفة بالنسبة إلى رحلات رؤساء الجماهير منذ بدء الثورة إلى هذه المحافظة.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان: الرئيس روحاني شخصية معتدلة واختار في السياسة وكافة الشؤون السياسية طريق الاعتدال. والاعتدال هو الطريق الأفضل والأثبت.
وأردف بالقول: كانت لسماحته إضافة عن اللقاءات مع عامة الناس لقاءات أخرى خاصة مع العلماء والطلبة والنخب ورؤساء الأموال في زاهدان. كذلك رحلته إلى مدينتي زابل وتشابهار وكذلك لقاءاته مع عامة الناس في هاتين المدينتين، وكذلك لقائه مع المجلس الإداري في المحافظة كانت رحلة هامة.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: الدكتور روحاني بنظره الواسع والماهر قام بدراسة مشكلات المحافظة والتعرف عليها، كما خصص نفقات وتكاليف باهظة للمشاريع الرئيسة التي بإمكانها أن تحدث تغييرا وتطورا في المحافظة وتقلل من مشكلات الناس. كذلك خصص تكاليف للمشكلات الزراعية والمالية للناس في سيستان وزاهدان وكافة أرجاء المحافظة، بحيث أن التمويل الذي خصصه الرئيس روحاني للمحافظة لم يكن له نظير في رحلات الرؤساء السابقين.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى كلمتي الرئيس في زاهدان وزابل قائلا: هذه الخطابة كانت باعثة للأمل، وناشئة عن دراسته الدقيقة للأوضاع ومتطلبات المحافظة. كما وضع إصبعه على المسائل والقضايا الحساسة. وشكر فضيلته نيابة عن أهل المحافظة، الرئيس وهيئة الدولة بسبب هذه الرحلة إلى المحافظة، معربا عن أمله في أن تشهد المنطقة ثمرات هذه الرحلة، وتتقدم في المجالات الاقتصادية وتوظيف المؤهلين من السكان المحليين في سائر المجالات.
تنمية المحافظة والازدهار فيها لا يمكن إلا في ظل الأخوة والأمن
وأشار فضيلة الشيخ إلى نقطتين أساسيتين في خطابه لأهل المحافظة: لي رسالتان إلى أهل المحافظة. إحداها أن يكون بين أهل المحافظة أخوة ووحدة جيدة، وأن تفتح أبواب جديدة من الأخوة والتضامن بين الجميع. يجب أن تبلغ الأخوة والتعاطف بين الأقوام والمذاهب من الشيعة والسنة والبلوش وغيرهم إلى حد يبعث اليأس في الأعداء الذين يرون منافعهم ومصالحهم في النزاعات والطائفية؛ ويشجع الأصدقاء والدولة التي تريد أن تخدم الناس بنظرة متساوية.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: رسالتي الأخرى لأهل المحافظة، أن تكون لهم مشاركة واسعة في مجال الأمن وحفظ الحدود، لتكون حدودنا في أمن ولا يتعرض حرس الحدود، ولا نشهد داخل المحافظة أيضا عمليات خطف وسرقة وقطع الطرق.
كل واحد من أهل المحافظة أيضا بإمكانه أن يقوم بمهمته في مجال الأمن، وينصحوا الذين يتبعون العنف والتطرف.
وتابع: تنمية المحافظة لا يمكن إلا في ظل الأمن والأخوة والتعاطف.
وخاطب فضيلته أهل المحافظة مؤكدا: يجب أن يعرف أهل المحافظة أنه لايمكن تنمية المحافظة وازدهارها ما لم تكن بينهم أخوة ولا يسود الأمن في المحافظة. كما أكد رئيس الجمهورية في خطاباته العديدة وطلب من الناس أن يوفروا الأمن وقال إن القوات المسلمة ستدعم الشعب في هذا المجال، لكن أصل إقامة الأمن هي مهمة الناس. هذه قضية هامة أن يعتمد الرئيس بشعبه، لأنه يعرف جيدا أن الناس بإمكانهم القيام بدور هام في الأمن والوحدة. وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: على أعداء إيران وأعداء الشعب الإيراني أن يعرفوا جيدا أنهم لا يستطيعون إثارة الطائفية وتأزيم المنطقة. ونرجو من المسئولين أن يقوموا بتمويل أكثر في هذه المنطقة ويثقوا بالشعب، وكذلك أدعو كافة رؤساء الأموال أن يقوموا بالتمويل في المجالات المختلفة من الصناعة والإنتاج وغيرهما في المحافظة.