قال فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة، في حوار مع موقع “سني أون لاين” إن حرية الجنود الرهائن خطوة باعثة للفرح. أنا أهنئ الشعب الإيراني وخاصة أسرهم بإطلاق سراحهم.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد لمراسل الموقع: المسئولية الشرعية والوطنية دفعتنا إلى متابعة قضية الرهائن. إن كانت متابعة قضية الرهائن صعبة، لكن حريتهم أزالت التعب كلها. الحمد لله لقد دخل الجنود مدينة زاهدان. هذه الخطوة باعثة للفرح والسرور للشعب الإيراني.
وتابع فضيلته قائلا: لقد تأسفنا بسبب الجندي الخامس الذي قتل، وجثمانه لم يسلّم بعد، ونرجو أن يتم تسليمه في المستقبل.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في الرد على سؤال مراسلنا حول “الهيئة المفاوضة”: بدعم المحافظ وخاصة نائبه في القضايا الأمنية والمؤسسات الأخرى، شكلنا وفدا من الشخصيات المحلية ذوي النفوذ في المنطقة، وقد أرسلت مصحفا ورسالة طلبت فيها إطلاق سراح هؤلاء الرهائن.
وأشار فضيلته إلى بعض تفاصيل مفاوضة أعضاء الوفد من جماعة “جيش العدل”: المختطفون كانوا يطلبون حرية سجنائهم، وكانت لديهم مطالب أخرى، لكنهم قبلوا في النهاية أن يطلقوا سراح الرهائن احتراما للقرآن الكريم وحرمة العلماء والشعب.
وأضاف فضيلته: تم تسليم الرهائن إلى الوفد في أفغانستان وفي مناطق جبلية وعرة، لا سيطرة لأحد عليها.
وقال فضيلة الشيخ: الوفد الشعبي نصحوا الخاطفين أن يتابعوا مشكلاتههم بالحوار والمفاوضات. وكما سمعنا فإنهم أعلنوا استعدادهم للمفاوضة.
سأل مراسل “سني أون لاين” عن سبب تأخر إطلاق سراح الرهائن، فأجاب فضيلته: سبب التأخر في ذلك هي عرقلة الأمور من قبل بعض الأشخاص. لكن في النهاية أطلق سراح الرهائن دون أي تنازل.
وتابع مدير جامعة دار العلوم قائلا: نحن ندعو لهداية الخاطفين، ونعتقد أن هذه الجماعة والمخالفين الآخرين الذين لهم مشكلة يجب أن يقبلوا على الحوار الذي هو خير طريق. نصيحتنا لكافة الجهات المتنازعة أن يتابعوا مطلبهم من الطرق المشروعة. والمسئولون أيضا يجب أن يتجهوا نحو حل المشكلات من هذا المنطلق. فبدل العنف والتطرف وقتل الأبرياء، إذا تمت متابعة المطالب بالحوار، سيكون الطريق الأفضل للوصول إلى الهدف.
وتابع فضيلته قائلا: إن طريق حرية الرهائن يدل على أن بإمكاننا حل الكثير من المسائل بالتوكل على الله والثقة على الشعب الذين هم أكبر قوتنا. كذلك الأمن الذي هو أكبر همنا نستطيع توفيره من طريق الشعب.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى رسائل الشكر والتقدير من قبل الشعب الإيراني، شيعة وسنة وغيرهم، على دوره في إطلاق الرهائن، قائلا: أنا وأحبتي ليس لدينا رجاء من أحد، وهذه الخطوة قمنا بها دون النظر في منافعنا الذاتية، استجابة للشعور الإنساني وإرادة الخير وفي سبيل الأخوة الإسلامية والوطنية.
أزمة شحّ المياه في سيستان حلت بمبادرة شعبية:
وأشار خطيب أهل السنة إلى الدور المؤثر للمبادرات الشعبية في حل مشكلة المياه في سيستان قائلا: في سبيل حل مشكلة شح المياه في سيستان، بالتوكل على الله والتضامن مع محافظ سيستان وبلوشستان، وبناء على العلاقة بين الشعبين الإيراني والأفغاني، بعثنا أشخاصا للمفاوضة حول المسئلة. من حسن الحظ فإن هذه الخطوة كانت نافعة، ومجاري المياه في منطقة سيستان ممتلئة بالمياه، ونتوقع أن تعود الحياة إلى الزراعة إلى منقطة سيستان في القادم، وتملأ بحيرة هامون بالمياه بعد سنوات من الجفاف مرة أخرى. يجب أن أشكر مساعدة الإخوة الأفغان الكرام في هذا المجال.
وتابع مدير جامعة دارالعلوم: أرى أن حل أزمة شح المياه والقحط في سيستان، التي كانت قضية وطنية، يعتبر عملا كبيرا تحقق بفضل الله تعالى و خطوة شعبية.
وأكد فضيلته على ضرورة الثقة بالشعب في حل المشكلات قائلا: الدولة الجديدة دولة شعبية، والمحافظ أيضا شخصية شعبية وذكية، ويسعى في النظرة المتساوية لتوحيد الأقوام والشعوب. ودبلوماسية البلاد أيضا كانت ناشطة ونحن أيضا ندعمها، لكن تعاون الشعب أيضا يكون مفيدا ومؤثرا. حل أزمة الرهائن وأزمة فقدان المياه في سيستان بخطوات شعبية، جائزة نالتها دولة التدبير والأمل من ثقتها على الشعب. من اعتمد على الشعب و احترمهم، تجد ردا مقنعا وإيجابيا.
الحوار هو الطريق الوحيد لحل المشكلات:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من حواره مع “سني أون لاين” إلى المسائل الأمنية في البلاد وأزمة تهريب المخدرات وطرق مكافحة هاتين القضيتين، قائلا: المسائل الأمنية ومسئلة تهريب المخدرات من القضايا المقلقة في المنطقة. لا أعتقد أن العنف والإعدام وإصدار الأحكام الشاقّة طرقا ناجحة لمكافحة تهريب المخدرات والمسائل الأمنية. الخبراء أيضا أدركوا هذه الحقيقة أن الإعدام ليس الطريق المناسب لمكافحة تهريب المخدرات.
أثبتت تجربة السنوات الـ 35 الماضية أن هذه الطرق للمكافحة لم تستأصل المخدرات ولم تحل المسائل الأخرى فحسب، بل عمل تهريب هذه المواد إلى البلاد مستمرة أيضا، كما أن التبعات الناشئة من الإعدامات أيضا لم تتدارك بعد.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد معتبرا “الحوار والاهتمام إلى المشكلات المالية للشعب” أفضل طريق لمكافحة تهريب المخدرات قائلا: على المسئولين أن يرفعوا نظرا إلى وجهات الخبراء وأصحاب الوعي، خطوات جادة لرفع المشكلات المالية في المنطقة.
الطريق الأفضل لحل هذه الأزمة والأزمات الأمنية، هو التدبير والحوار وتقديم الطرق الصحيحة والسالمة والتعاون الشعبي.