header

أكّد فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (22 ربيع الأول 1435) بعد تلاوة آية “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» [توبه:71[” على لزوم إصلاح الفرد والمجتمع ومكافحة المنكرات، معتبرا إهمال الإصلاح والتوجيه في المجتمع من علائم الموت في المجتمع.

وأضاف فضيلته قائلا: الدين الإسلامي يأمر أفراد المجتمع في المرحلة الأولى إلى الإصلاح وتزكية النفس ويأمرهم بإصلاح سائر أفراد المجتمع في المرحلة الثانية.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الإسلام دين عالمي. هذا الدين لم يبعث لمنطقة ولا لشعب ولا لقوم خاص، بل بعث للناس كافّة. النبي صلى الله عليه وسلّم هو الرسول إلى يوم القيامة، والأنبياء جميعا يعتبرون من أمته.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على “التفكر الشامل لإصلاح المجتمع البشري” قائلا: مع الأسف أصبحت الأفكار والرؤى بالنسبة إلى إصلاح المجتمع ضيقة. المسلمون يسافرون لأجل التجارة والمنافع المادية إلى الصين واليابان والولايات المتحدة وكافة نقاط العالم، لكنهم بالنسبة إلى الدين والآخرة لا يقومون بمثل هذه الأعمال. لأجل هذا عمّت الغفلة والفساد المجتمع كله، واتسعت نطاق المعصية والذنوب في المجتمع وتزداد يوما بعد يوم، مع أن مهمة كل واحد منا كمسلم أن نفكّر في إصلاحنا ونجاتنا ونجاة أهلنا وأقاربنا وكافة الناس. من وظائفنا أننا عندما نرى منكرا ومعصية أو رأينا ظلما أو تعديا في ناحية من العالم، لا نمرّ به غير مبالين، بل نسعى حسب طاقتنا واستطاعتنا في إصلاحه ومعالجته؛ وإن عجزنا عن الخطوة العملية، ندعو لإزالة المعصية ورفع الظلم والتعدي.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان، قائلا: كثرت المعاصي والذنوب كالزنا والسرقة والظلم والقتل في المجتمعات الراهنة. الذين يرتكبون المعاصي لا يضرون بأنفسهم فحسب، بل يلوّثون المجتمع كله. كما أن تلاوة القرآن الكريم وعبادة الله تعالى تكون سببا لنزول الرحمات الإلهية، كذلك المنكرات والمعاصي تسبب غضب الله تعالى وتلوّث المجتمع كله.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد إصلاح المجتمع رسالة الجميع، وأضاف قائلا: مسؤولية إصلاح المجتمع ليست على كواهل العلماء والمبلغين فحسب، بل رؤساء القبائل ووجهاء الناس وكذلك رب الأسرة، كلهم مسئولون حسب طاقتهم تجاه إصلاح المجتمع. إهمال الإصلاح والتوجيه من علائم الموت في المجتمع. التصدي للمنكرات والمعاصي والتفكير لإصلاح المجتمع مهمّ وضروري.
وأشار مدير جامعة دار العلوم إلى نصائح لقمان الحكيم إلى ولده الذي أشير إليها في القرآن الكريم قائلا: كان لقمان ينصح ولده ويقول له “يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم”. أول ما نصح لقمان إبنه أن لا يشرك أحدا مع الله تعالى، لأنه لا توجد معصية أعظم من الشرك، ولا يوجد ظلم أكبر من أن يشرك الإنسان غير الله مع الله تعالى في العبادة.
 وتابع فضيلته قائلا: ثم خاطب لقمان ولده قائلا: “يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ”. ونصح لقمان ابنه بعد التوحيد والصلاة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأكد خطيب أهل السنة في نهاية خطبة هذه الجمعة مستندا بآية”الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” على لزوم الاهتمام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، معتبرا إياه سببا للسعادة والفلاح في الدارين.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى موت “آريل شارون” رئيس الوزراء الأسبق للكيان الصهيوني، واصفا إياه بمجرم العصر، معتبرا طول سكرات موته عبرة للمجرمين والظالمين.
 وأنهى فضيلته خطبته مشيرا إلى اختتام أسبوع الوحدة في إيران، قائلا: في الأيام الماضية انعقدت جلسات وحفلات بمناسبة دراسة سيرة الرسول الكريم، وتمت دراسة سيرة النبي الكريم في المدارس ووسائل الإعلام. علينا أن نعيد دراستنا لسيرة الرسول الكريم إلى يوم القيامة ونعمل عليها. الأمة المسلمة تعانى من الاختلافات والإفراط والتفريط، وسبب كل ذلك هو ابتعاد المجتمع عن القرآن والسنة. إن تمسّك المجتمع الإسلامي بالقرآن والسنة وينفذهما في المجتمع ليصل إلى السعادة والفلاح.

2025 مشاهدات

تم النشر في: 26 يناير, 2014


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©