header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة، إلى شيوع المعاصي والذنوب في المجتمع، مؤكدا على ضرورة القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

بدأ فضيلة الشيخ خطبته بتلاوة آية “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون”، ثم أضاف قائلا: إن الله تعالى جعل هذا الدنيا دارا للإمتحان، ونحن في اختبار وامتحان من عند الله تعالى. الملائكة يسجلون جميع أعمالنا وأقوالنا. إن الله ابتلانا بجميع أنواع الحسنات والسيئات، وشهوات النفس، لينظر هل نميل إلى الذنوب والمعاصي أم نبتعد عنها.
وتابع فضيلته قائلا:إن الله تعالى بعث الأنبياء والكتب لينقذ البشر من المعاصي ويهديهم إلى الصراط المستقيم. لقد بيّن الله تعالى لنا في هذه الكتب وعلى ألسنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الأعمال التي يجب أن نفعلها في هذه الدنيا وكذلك الأعمال التي يجب أن نتركها. جعل الله تعالى الأعمال الهامة والضرورية واجبة علينا، وحذرنا من المهلكات والمفسدات بواسطة الأنبياء.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: بيان الأحكام الإلهية للعباد كانت من رسالة الأنبياء في الأمم السابقة، وبرسالة الرسول الكريم ختمت النبوة وفوضت هذه الرسالة إلى الأمة. فعلى كل شخص من الأمة أن يصلح نفسه ويتحرك في اتجاه الشريعة، ويفكر في إصلاح المجتمع، ويقبل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ العمل الذي كان يفعله الأنبياء.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قائلا: هذا قانون الدنيا حيث تؤدي معصية إلى ارتكاب المزيد من المعاصي. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا”. معنى الآية أن شخصا لو ارتكب قتلا يمهد المزيد من المجال للقتل في المجتمع. قتل واحد يؤدي إلى قتل آخر. أكل الربا يؤدي إلى شيوع الربا في المجتمع. فلو انتشرت المعاصي والمفاسد في المجتمع، وجلس أشخاص المجتمع غير مبالين تجاه المعاصي، فهؤلاء الأشخاص في خطأ. وصية الدين الإسلامي أن كل شخص مسئول تجاه الأشخاص الآخرين في المجتمع. مخطئ في فهم الدين الإسلامي من يقول إني أصوم  وأصلي وأدفع زكاتي وأعمل سائر الأحكام الشرعية ولا يهمّني شأن المجتمع.
وتابع فضيلته قائلا: في الإسلام تعهد ومسئولية، ولا ينبغي للمسلمين السكوت تجاه رؤية المعاصي في المجتمع، بل يجب القيام ضد المعاصي والمفاسد ويجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله تعالى عنهم لا يسكتون على المعاصي ولا يمرون بها، بل كانوا يقومون بالدعوة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى مراحل النهي عن المنكر قائلا: للنهي عن المنكر مراحل. المرحلة الأولى النهي عن المعاصي بالقوة. فأصحاب القوة إذا رأوا منكرا أو معصية وسكتوا عليها, يكونون مسئولين عند الله تعالى. فعلى أصحاب القوة والقدرة أن ينهوا عن المعاصي بقوتهم وقدرتهم. المرحلة الثانية هي المنع باللسان. باللسان نأمر الآخرين إلى المعروف. فإذا كان جارنا أو عشيرتنا وأهل الحي يتكاسلون في تأدية الأعمال الشرعية، يجب أن ندلّهم على الخير ونمنعهم من المعاصي. نتيجة القصور في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي شيوع المعصية في المجتمع. المرحلة الثالثة والأخيرة أن يكره المعصية في قلبه ويتغير وجهه إن كان لا يقدر على منعه باليد واللسان.
 واستطرد فضيلته مشيرا إلى عواقب المعصية: عندما تعم المعاصي في المجتمع، تنزل عقوبة الله تعالى، ولا يستجاب دعاء الصالحين. الناس يشكون في عصرنا أن أدعيتهم لا تستجاب؛ والسبب في أن أدعيتنا لا تستجاب هي شيوع المعاصي والذنوب في المجتمع وعدم اهتمام الناس لها.
وتابع فضيلته قائلا: كما أن بعض الأمراض والأوبئة متعدية، ويتحرك لها المسئولون في وزارة الصحة  ويتصدون من انتشارها، كذلك الكثير من الذنوب والمعاصي متعدية وهي مضرة للعافية الروحية في المجتمع. هناك مفاسد ومعاصي مثل ترك الصلاة، والسفور، والمفاسد، وأنواع من المعاصي والذنوب التي إن لم نتصدّ لها بالحكمة ولا نشعر بالمسئولية تجاهها، تعمّ هذه المعاصي والمفاسد كل المجتمع.
مع الأسف يتكاسل الكثيرون في تأدية صلاة الفجر بالجماعة. يعتبر الكثير من العلماء إقامة الصلاة في البيت تضييعها. ترك الصلاة والجماعة والغفلة عن تلاوة القرآن الكريم يؤثر على بيئة الأسرة والمجتمع. يجب أن تحفظ بيئة بيوتنا ومجتمعاتنا من الذنوب والمعاصي. المعاصي والذنوب مثل الأمراض المتعدية والخطيرة التي تهلك مجتمعاتنا.
 واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد مسئولية إصلاح المجتمع مسئولية عامة شاملة، وأضاف قائلا: مسئولية إصلاح المجتمع والتصدي للذنوب ليست على كواهل العلماء وجماعات التبليغ، بل على كافة أشخاص المجتمع أن يكافحوا المعاصي والذنوب ويفكروا في إصلاح المجتمع بقدر استطاعتهم وأهليتهم.

2084 مشاهدات

تم النشر في: 8 ديسمبر, 2013


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©