أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة، بعد تلاوة آية “واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون”، على ضرورة الاستفادة من فرص الحياة للعبادة، مشيرا إلى أن العاقل من يهتم لحياته بعد الموت ويستعد لها.
وأشار فضيلته إلى شهر شعبان المعظم، قائلا: نحن في شهر شعبان، وشهر رمضان أمامنا. هذان الشهران من أشهر السعي والعمل. السعداء من الناس عبر التاريخ سعيا في هذين الشهرين لتزكية نفوسهم وإصلاح أنفسهم ليدخروا زادا لآخرتهم. هذه الأيام أهم فرصة للحياة. الذين ينتهزون الفرص والذين هم تجار الآخرة ويتفكرون لحياتهم بعد الموت ولقاء رب العالمين، ينتفعون بهذه الفرص غاية الانتفاع. لكن الذين لا ينتفعون بالفرص ويمرون بهذه الفرص الذهبية مثل رمضان وليلة القدر وغيرهما، هم أناس أشقياء. فمن يؤمن بالبعث بعد الموت ويعلم أنه لا ينفعه في الآخرة إلا العمل الصالح، ينتفع بهذه الفرص غاية الاستفادة.
وأضاف فضيلته قائلا: لقد حذر الله تعالى في مواضع عديدة من القرآن الكريم أن الموت وانقضاء الأجل أمام كل إنسان. والإنسان العاقل السعيد يستعد دائما للموت ولقاء رب العالمين. ولقد حذر نا الله تعالى من اليوم الذي نرجع فيه إلى الله. هذا اليوم يوم هام في تاريخ الإنسان. يوم لقاء الله تعالى ويوم الحساب والكتاب. لكن مع الأسف نحن غافلون عن هذا اليوم، مع أن الواجب على جميعنا أن نستعد لهذا اليوم بكامل قوانا وقدراتنا.
العقلاء ينتفعون بقدراتهم واستعداداتهم المالية لأجل الرب تبارك وتعالى في سبيل مواساة المساكين والأيتام وأسر المساجين. يقول الله تعالى: “ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا”.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: من أهم مصارف نفقاتكم، المراكز والمعاهد الشرعية والطلبة الشرعيين، والذين يشتغلون بدارسة العلوم الشرعية والعصرية، وليست لديهم أعمال ومشاغل يحترفون بها. هذه الطبقة من المجتمع أيضا من مصارف زكواتكم ونفقاتكم. وكذلك إنشاء المشاريع الخيرية كالمستشفيات وغيرها من مصارف نفقاتكم وخيراتكم، ومن الباقيات الصالحات لكم.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد تربية الأولاد الصالحين من زاد الآخرة قائلا: تربية الأولاد الصالحين من زاد الآخرة. فكم من والدين مؤمنين لم يوفقا لأعمال صالحة، لكنهم يتوجون لأجل أولادهم يوم القيامة بتاج من النور يبلغ ضيائه من المشرق إلى المغرب، وذلك بسبب التربية الصحيحة لأولادهم. فخير زاد لآخرتنا هي تربية الأولاد الصالحين.
وأكد خطيب أهل السنة قائلا: الإنسان العاقل يستعد لآخرته، ويقوم في الأسحار عندما يكون الناس نائمين، ويذكر الله تعالى ويشتغل بالعبادة. علينا أن نستعد لآخرتنا.
وتابع: مع الأسف يزعم الكثير من الناس أن لهم زاد قوي للآخرة، لكن الأعمال التي عملناها نحن لا تعتبر شيئا مقابل حاجة الآخرة. حاجة الآخرة ليس حاجة مائة سنة أو ألف أو مائة ألف، بل هي حاجة حياة خالدة باقية. لا موت في الآخرة ولا نهاية للحياة فيها. مؤسف جدا وعلامة شقاء الإنسان أن يضيع حقوق الله وحقوق الناس لأيام معدودة في الدنيا.
الرئيس القادم يجب أن يحل المشكلات الداخلية والخارجية:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الانتخابات الرئاسية في يوم الجمعة “24 خرداد” قائلا: اليوم يوم هام للشعب الإيراني الذي ينتخبون الرئيس وكذلك أعضاء المجالس المحلية.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: نعلم أن بلادنا يواجه أزمات داخلية وخارجية. مع الأسف فقدت عملة بلادنا قيمتها واعتبارها، وقد أضرت كبيرا بالشعب. العملة التي كانت تنافس جيراننا الغربية والجنوبية، أصبحت الآن أقل أهمية واعتبارا من جيراننا الشرقية، حيث لا ترغب جيراننا الشرقية للبيع والشراء بعملتنا.
وأشار خطيب أهل السنة إلى الثروة الموجودة في البلاد قائلا: عملتنا فقدت قيمتها، وبلادنا فوق ذخائر عظيمة من الثروة، وبجانب الذخائر والثروات الأخرى، نتمتع بثروة النفط، وبلادنا من الدول التي تملك احتياطات عظمية من النفط والغاز.
وأردف مدير جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، قائلا: في الماضي كان المواطن الإيراني مرغوبا فيه وكان يرحب به في كل بلد، وكان يفتخر الناس بالمصافحة معنا، لكن مع الأسف اليوم يخجل المواطن الإيراني من إظهار هويته في كثير من البلاد حيث فقد تلك المكانة والعزة الماضية.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى خصائص الرئيس المنتخب القادم قائلا: نحن بحاجة إلى رئيس قوي يقدر على حل الأزمات الداخلية والخارجية وتحسين أوضاع الشعب. الرئيس يجب أن يكون سياسيا ومديرا جديرا ليحل مشكلات الناس الاقتصادية أو يقلل خسائر الشعب المالية وأضراره.
وأضاف عضو الاتحاد العالمي بعلماء المسلمين، قائلا: مع الأسف في السنوات الأخيرة فشلنا في سياسياتنا الخارجية، وفي السياسة الداخلية أيضا النجاح لم يكن مطلوبا. كلام الحق مر، لكن الذي يريد أن يعالج نفسه عليه أن يستمع الكلام المر ليعالج نفسه.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى المعايير لانتخاب الشخص الأصلح في الانتخابات قائلا: مسئوليتنا أن نختار من بين المرشحين الأصلح، ويجب أن يكون منتخبنا رجلا قويا مجربا، ويملك أهلية لتقليل المشكلات وحل الأزمات الداخلية والخارجية للشعب، ويتخذ سياسة مناسبة في الكثير من الأزمات التي أصبحت تأخذ طابعا طائفيا، وبعض الحروب التي تذهب لتكون حروبا طائفية توقع أكبر خسائر للمجتمع الإسلامي.
وأضاف فضيلته قائلا: نحن نحتاج إلى رئيس وطني تكون دائرة نشاطه خارج نطاق الحزب والطبقة والطائفة، ولا يعالج القضايا برؤية حزبية وطائفية، بل يملك رؤية وطنية ويوحد كافة الأقوام الإيرانية ومذاهبها جنبا إلى جنب، ويجعل الجميع مواطنين درجة واحدة. والرئيس المنتخب يجب أن يفكر في إنقاذ الإسلام والشعب الإيراني. نرجو أن تتحسن أوضاع بلادنا بعد هذه الانتخابات.
أعدل صورة لانتخاب أعضاء المجلس المحلي في زاهدان أن يكون الشيعة والسنة جنبا إلى جنب:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى انتخابات أعضاء المجالس البلدية قائلا: بإمكان كل مواطن زاهداني أن يختار 15 شخصا كأعضاء للمجالس البلدية. وأعدل صورة وأقربها إلى العدل أن يكون الشيعة والسنة جنبا إلى جنب في المجالس البلدية. وكل سياسي يقدر على توحيد الشيعة والسنة والأقوام والمذاهب، هو سياسي ناجح وسياسيته ناجحة ومرضية للرب تبارك وتعالى وسياسة توحد الجميع.
إذا أراد أهل السنة أن يكون جميع الأعضاء منهم، أو أراد الشيعة أن يكون جميع الأعضاء منهم، هذا من علائم التطرف، ولا يمكن الوصول إلى الوحدة من خلال هذا. علينا أن نسعى أن نكون جنبا إلى جنب في جميع الإدارات والقوات المسلحة ونخدم الوطن.
ودعا فضيلته الجميع إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية وانتخابات المجالس البلدية، مؤكدا على أهمية صوت الفرد الواحد.