تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة (1 جمادى الثانية 1434) بعد تلاوة آية “كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة”، إلى بيان مواجهة الناس لسكرات الموت، مؤكدا أن الأعمال الصالحة والابتعاد عن الكفر والشرك والمعصية، هو الطريق الوحيد للنجاة من العذاب الإلهي.
وأضاف فضيلته مذكرا الموت وعواقبه: إن الله تعالى ذكر الموت وزوال الدنيا في آيات كثيرة، وهذه الآية واحدة من تلك الآيات التي يحذر الله تعالى فيها البشر بأن هذا حكم الله المحتوم أن يذوق كل نفس بشري طعم الموت ويترك هذه الدنيا.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: المسئلة الأصلية والهامة التي وردت في الآية أن من نجا من النار ودخل الجنة فقد وصل إلى الفلاح والنجاح. وحذر الله تعالى أيضا فيها أن الدنيا متاع الغرور وهي من أسباب الغرور، ولا ينبغي للإنسان أن يغتر بها.
وتابع فضيلته قائلا: دائما نحن نشهد وفاة أصدقائنا وأقاربنا وجيراننا، ونشارك صلاة الجنازة عليهم، ونسمع أن فلانا توفي في حادثة أو زلزال، لكننا نظن أن هذه الأسباب الظاهرة للموت لا تأتينا، ولم نصل إلى هذا اليقين أن الموت سيدركنا. من العجب أننا نوقن بالموت ولقاء الرب تبارك وتعالى، لكننا لا نستعد لهذا اللقاء استعداد جيدا. عندما نوقن بالجنة والنار وحقيتهما، لماذا لا نسعى للدخول في الجنة؟ عندما نعلم أن الموت قادم، وأننا نؤاخذ على كافة النعم، من نعمة الشباب والمال والعمر، فلماذا لا نفكر في الموت، ولا نتأهب لأسئلة يسئل عنها كل إنسان يوم القيامة؟
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى آية “وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد”، مبينا سكرات الموت قائلا: ورد في الروايات لو أن الحيوانات أدركت صعوبات الموت لما كنا نجد حيوانا سمينا لأنها تتصبح هزيلة ضعيفة بسبب الغم والهم. لكن الإنسان مع علمه بسكرات الموت نسيها وغفل عنها. الأنبياء الذين كانوا من المقربين عند الله تعالى لم يستثنوا من سكرات الموت. سيد المرسلين وإمام النبيين صلى الله عليه وسلم عانى الصعوبات والمشكلات عند الموت بحيث ارتفعت حرارة جسمه وأصبح وجهه المبارك محموما، وكان يبرد وجهه بالماء. إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بسبب قربه لله تعالى تحمل صعوبات أكثر في الدنيا وعند المرض والوفاة. لما نزل برسول الله الموت، قالت فاطمة: واكرباه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا بنية، لا كرب على أبيك بعد اليوم”.
وأكد خطيب أهل السنة على ضرورة الاستعداد لسفر الآخرة قائلا: الموت حق ومحتوم للجميع، كلنا نعلم أن ما يرافقنا في سفر الآخرة هو زادنا في العمل. لنفكر هل أخذنا زادا للآخرة؟ مع الأسف عشقنا حياة الدنيا وانفقنا حياتنا لأجل الدنيا، ولسنا نفكر في الآخرة التي يصفها الله تعالى بقوله “يوما يجعل الولدان شيبا”، و”يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت”، واليوم الذي يصفه الله تعالى قائلا ” الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين”. والجنة أعدت بنعمه الكثيرة ذلك اليوم، وهي تنتظر مجيئ الصالحين. وجهنم مع عذابها تنتظر العصاة المجرمين. لكننا نسينا الجنة والنار، ولم يبق خوف من الله في القلوب بسبب القسوة والغفلة، وطوي ذكر الآخرة من القلوب، وغلبت على الإنسان همّ المعاش، ولا يفكّر في معاده؛ مع أن الصالحين طلبوا الدنيا بقدر الضرورة، وقضوا عمرهم في العبادة والبكاء والتضرع.
وتابع رئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان قائلا: عندما تنفصل الروح عن الجسم عند الموت، وتبلغ الصدر والحلقوم، وتغمض أعين الدنيا وتفتح أعين الآخرة، أول ما يشاهدها الصالحون هو أجر أعمالهم الصالحة. كذلك العصاة والمذنبون أول ما يرونها هي معاصيهم وذنوبهم، ويتحسرون لو أنهم لم يرتكبوا المعاصي، ولو أنهم عملوا الصالحات. عندما ترفع الحجب ونعاين الجنة والنار، يأتي الملائكة ويبشرون الصالحين الذين قالوا في الدنيا “ربنا الله” وتحملوا المصائب والمشكلات في الدنيا واستقاموا على الإيمان وعملوا الصالحات، ويقولون لهم “وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون”. لكن الإنسان المفلس سيئ الحظ هو الذي يشاهد عند الموت ملائكة العذاب، ويستمع بدل البشارة أن الملائكة يبشرونه بجهنم وعذاب الله، وأنه ضيع حياته في الدنيا، وارتكب المعاصي، ويخرجون روحه بصعوبة من جسمه.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: إن الله تعالى وضع طريق النجاة أمام الإنسان. “فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا”. فعلينا أن نعمل صالحا ولا نرتكب الشرك والكفر والرياء، ونعبد الله مخلصين، ونعلم أنه عندما يأتي الأجل فلا يستأخر ساعة ولا يستقدم.
وأشار فضيلته إلى كيفية وفاة الخلفاء الراشدين قائلا: إن سيدنا أبابكر توفي يوم الإثنين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في أول اليوم، وأبوبكر توفي في آخر اليوم. قالت سيدتنا عائشة الصديقة رضي الله تعالى عنها دخلت على أبي بكر رضي الله عنه فقال في كم كفنتم النبي صلى الله عليه و سلم؟ قالت في ثلاثة أثواب سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة. وقال لها في أي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت يوم الإثنين. قال فأي يوم هذا؟ قالت يوم الإثنين. قال أرجو فيما بيني وبين الليل. فنظر إلى ثوب عليه كان يمرض فيه به ردع من زعفران فقال اغسلوا ثوبي هذا وزيدوا عليه ثوبين فكفنوني فيها. قلت إن هذا خلق؟ قال إن الحي أحق بالجديد من الميت.
إن سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه عندما أصيب أرسل إلى عائشة واستأذنها في أن يدفن بجانب صاحبيه، فقالت عائشة إنها احتفظت بهذا المكان لنفسها لكني اليوم أؤثر عمر على نفسي وسمحت بأن يدفن عمر بجانب صاحبه.
وإن عثمان رضي الله تعالى عنه كان صائما عند ما استشهد، ورأى رسول الله في المنام في ذلك الوقت حيث قال له تفطر عندنا، وهكذا صار، حيث استشهد سيدنا عثمان وهو صائم وأفطر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وسيدنا علي رضي الله تعالى عنه بعد ما ضربه ابن ملجم، جرح بشدة، فلما أتوا بإبن ملجم إليه، أوصى أن لا يؤذى ما دمت حيا، وإن توفيت لورثتي حق القصاص أو الدية.
وأردف خطيب أهل السنة قائلا: أسلافنا وكبارنا تركوا الدنيا دون أن يكون لديهم أدنى رغبة إليها. حياة الدنيا وأموالها فرصة قيمة لنا، يجب أن نغتنمها ونستغلها لآخرتنا، ولا نضيع أوقاتنا في اللغو والعبث، بل نعمل صالحا ونحافظ على الصلوات خاشعين، ونصرف كافة أعضائنا إلى فعل الخيرات، ونتجنب المعاصي والمنكرات.
أي ضرر يتوجه نحو أمن البلد من مسجد أهل السنة أو مصلاهم؟
وفي قسم آخر من خطبته، انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد بشدة، جعل مطالبات أهل السنة في إيران، أمنية، واصفا المسؤولين الذين ينظرون إلى المسائل التي تتعلق بأهل السنة في إيران ومطالباتهم المشروعة، على أنها قضايا أمنية، أنهم لا يملكون رحابة الصدر وسعة الأفق.
وأشار فضيلته إلى قضية “مصلى أهل السنة في زاهدان”، شاكيا من بعض الجهات الحكومية داخل محافظة سيستان وبلوشستان بعرقلة الأمور تجاه قضية مصلى أهل السنة.
وأضاف فضيلته قائلا: منذ عشر سنوات ومصلى العيد الحالي لم يعد يستوعب المصلين، طرحت قضية مكان أوسع لمصلى أهل السنة في هامش مدينة زاهدان في آخر عهد رئاسة الإصلاحيين، وجرت تحقيقات وبحوث في ذلك الوقت من قبل المحافظ والمسئولين الذين كانوا يشاركون الجمعة والعيدين لأهل السنة أحيانا. لكن انتقادنا موجّه نحو الأصوليين من المسؤولين الذين لم يشاركوا في الجمعة والعيدين لأهل السنة.
وتابع: أكد في ذلك الوقت الشيخ سليماني، ممثل ولي الفقيه في شؤون أهل السنة في المحافظة أيضا ضيق المكان لمصلي العيد لأهل السنة في زاهدان، ووافق بتخصيص ثلاثين هكتارا لأجل هذا. لكن بعد تخصيص الأرض خالف أحد الشخصيات في المحافظة الذي لا أرى من المناسب ذكر إسمه، إعطاء هذه الأرض. ثم أعطيت هذه الأرض لحرس سلمان (أحد فروع قوات الحرس الثوري).
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد، قائلا: قضية مصلى أهل السنة نتابعها منذ زمن بجدّ. راجع رؤساء القبائل، والنخب، والعلماء، وسائر طبقات المجتمع مرات مكتب ممثل الولي الفقيه في المحافظة، وإدارة المحافظة، وراجعوا أيضا الحرس الثوري وبعض المؤسسات الأخرى. مرة طلب منا توقيع أهل المحافظة. لقد وقّع ثلاثون ألفا من الرجال وما يماثل هذا العدد من النساء على ورقة. أرسلت رسائل مختلفة أيضا إلى مرشد الثورة وأنا متأكد أن مرشد الثورة أيضا أصدر الأوامر اللازمة بإعطاء الأرض. في سفر الرئيس أحمدي نجاد إلى المحافظة أعطيت رسالة في هذا الموضوع إلى سماحته، وإنه أصدر أمره في هذا الخصوص، ووافق وزير الإسكان أيضا على ذلك. لكن مع الأسف مع كافة هذه الموافقات، لما تحل هذه المشكلة، وأعتقد أن المشكلات موجودة داخل المحافظة.
واستطرد رئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، قائلا: يواجه أهل السنة في زاهدان مشكلة في قضية مصلاهم، مع أن مصلى الشيعة في هذه المدينة زيدت مساحتها من 27 هكتار إلى 60 هكتار، مع أن عدد المصلين السنة أكثر من الشيعة، وأهل السنة هم السكان الأصليون في هذه المنطقة. عاش أهل السنة في هذه المنطقة في زمن لم يكن للسيستانيين ولا للبيرجنديين ولا للشيعة وجود في هذه المنطقة، وسيعيشون فيها، وحاربوا المستعمر البريطاني عند غزوه لهذه المنطقة، واستشهد منهم الكثير، والمقابرالموجودة في المنطقة خير شاهد على هذا. هذه البلاد تتعلق بهذا الشعب، وهم شعب يرون الأخوة والمساواة، فليس من الإنصاف والأخوة أن يملك الشيعة ستين هكتارا لمصلاهم، بينما أهل السنة يواجهون المشكلات في إقامة العيدين والجمعة في أرضهم. لقد كثر الحديث عن الأخوة والمساواة، لكن المهم هو العمل.
مع الأسف استولت بعض المؤسسات على أراضي واسعة هي من الثروات الشعبية:
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: قد أتأسف كثيرا عندما أرى مؤسسة حكومية استولت على أراضي واسعة ممتدة من جبل إلى جبل، وهي ليست بحاجة إليها. رغم أن هذه الأراضي من الأملاك العامة والثروات الشعبية التي يجب أن تنفق في إعمار البلد وتباع لأجل هذا الهدف وتفوض إلى أهل المحافظة، لكن بعض المؤسسات تتملك هذه الأراضي بأسماء مختلفة، وقد أعطي قسم كبير من هذه الأراضي إلى القوات المسلحة التي لديها قوة أكثر. القوات المسلحة لها أن تملك من الأراضي ما تحتاج إليها، لكن لا يجوز لهذه القوات من الشرطة والجيش والحرس التي هي تقوم بالدفاع عن سيادة البلاد التجارة بهذه الأراضي.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: خصصت أراضي واسعة للقوات المسلحة وسائر الشركات، لكن عندما يأتي الحديث عن تخصيص أرض لصلاة أهل السنة، تأتي ضغوط على المسئولين في إعطاء هذه الأرض، وتكون القضية أمنية.
وأضاف رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، قائلا: انتقادي اليوم موجّه إلى المحافظ، وكذلك إلى ممثل الولي الفقيه في المحافظة. ففي قضية مصلى أهل السنة أمر الرئيس ووزير الإسكان وأعتقد أن المرشد أيضا أمر بذلك، لأنه يفكر لصالح شعبه؛ لكن المسؤولين داخل المحافظة يقومون بعرقلة الأمور.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد: في المصلى الذي نطالب بتخصيص أرض له، سيصلي هؤلاء الناس من سكان المحافظة الذين تتوقعون منهم أن يضحوا بأرواحهم مقابل أعدائكم، وقد سلحتم الكثير منهم ليقاتلوا أعدائكم ويحافظوا الحدود. نحن ننتمي إلى هذه الأرض ونريد أن نعيش إخوة وإلى جانبكم. نرجوا أن تحل مشكلاتنا.
شكوى أخرى لفضيلة الشيخ حول مساكن أساتذة جامعة دار العلوم زاهدان:
كذلك أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى قضية سكن أساتذة جامعة دار العلوم زاهدان، قائلا: الأساتذة في جامعة دار العلوم بزاهدان يواجهون مشكلة في السكن، وقدمنا طلبا في هذا الخصوص؛ لكن طلبوا منا أن نؤسس تعاونية، فتأسست التعاونية. جميع الدوائر أسسوا تعاونيات وأعطيت الأراضي لهم، لكن لم تعط الأراضي لمدرسي جامعة دار العلوم لأهل السنة، حيث خافت البلدية في ذلك الوقت وغيرها من الدوائر من إعطاء هذه الأرض لجامعة دار العلوم. قام المدرسون للجامعة بشراء أرض من السوق الحرة وبأسعار حرة وبمشكلات كثيرة، لكنهم مع ذلك واجهوا مشكلات وعرقلة في الأمور. لكننا لم نزاحم لهذه القضية ولم نشكو، لكننا الأن نطالب أرضا لإقامة العيدين، وهذه القضية لقد احتبست بها في نفسي في هذه السنوات. رجائنا أن يحل المسئولون هذه القضية. هذه مطالبة هذا الشعب من رؤساء القبائل والنخب، وكلهم قلقون بشأن هذه القضية، مع أن إقامة الصلاة وتخصيص أماكن لها من واجبات النظام الإسلامي.
الذين ينظرون إلى المسائل التي تتعلق بأهل السنة في إيران، على أنها قضايا أمنية، إنهم لا يملكون رحابة الصدر وسعة الأفق:
وانتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد جعل المسائل كلها أمنية، قائلا: مع الأسف القضايا التي ترجع إلى أهل السنة تنظر إليها برؤية أمنية. عندما تطرح قضية المسجد لأهل السنة في طهران، تكون القضية أمنية. لماذا تكون صلاتنا ومساجدنا أمنية؟! قضية مصلى أهل السنة كما يتبين من كلام المسئولين واجهت مشكلة بسبب “المسائل الأمنية”. أي تهديد للأمن في المسجد ومصلى أهل السنة؟! صلاتنا ومسجدنا سبب لعزة الشعب والوطن. مساجدنا ومصلياتنا لا حديث فيها إلا عن الوحدة والأخوة.
وتابع فضيلته مؤكدا: وصيتنا للمسئولين أن لا يجعلوا المسائل كلها أمنية. الذين يجعلون المسائل كلها أمنية، ليسوا بأشخاص منفتحين وإنهم لا يمكلون سعة الأفق. مع الأسف محافظتنا، وجامعاتنا، ومساجدنا، كلها أصبحت أمنية، مع أن النظام جمهوري. في النظام الإستبدادي يشعرون بالخطر ويقومون بجعل الأمور كلها أمنية.
وخاطب فضيلة الشيخ عبد الحميد المسؤولين، قائلا: أنظروا إلى المصير الذي أبتليت به الأنظمة التي جعلت الأمور كلها أمنية، ورسمت حولها خطوطا أمنية كثيرة. الأنظمة الشعبية لا تخاف شعبها لا من الشيعة ولا من السنة.
وقدم فضيلته في نهاية خطبته أيضا تعزيته إلى أهالي الضحايا والمصابين في زلزال بوشهر، مطالبا الشعب إلى مساعدة المصابين والمتضررين في هذا الزلزال. كما أشار إلى يوم الجيش والقوات البرية، مهنئا هذا اليوم للقوات المسلحة، خاصة قوات الجيش، وتنمى لهم النجاح.