اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة، “الإيمان”، و”العمل الصالح” خير زاد لسفر الآخرة، الذي هو رحلة طويلة ودائمة، بخلاف رحلات الدنيا التي هي قصيرة ومؤجلة.
بدأ خطيب أهل السنة خطبة هذه الجمعة بتلاوة آية “واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون”، مشيرا إلى رحلات الناس في بداية الربيع في عطلة النيروز في إيران: القرآن الكريم أنذرنا من سفر طويل وهامّ. الرحلات والأسفار في الدنيا لها مواعيد وآجال محددة، والمسافر يعود في يوم من الأيام إلى وطنه وبلده. لكن أمامنا سفر طويل، لن تكون من بعده عودة، وذلك هو سفر الآخرة. كل منا في هذه الدنيا مسافر. نحن مقيمون في هذه الدنيا، ولا يوجد مقيم يسكن هذه الدنيا للأبد. يقول الله تعالى مخاطبا رسوله “وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون”.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان: الرحلة إلى الآخرة، هي رحلتنا جميعا لا مفر منها.
كل زعماء العالم، والأغنياء ومن يتمتع بمكانة سياسية واجتماعية و… في الدنيا، مقبلون على هذا السفر من دون أن يرافقهم مال أو منصب أو مكانة اجتماعية، والإنسان يواجه في هذا السفر صعوبات وموانع. كما أن في أسفار الدنيا توجد نقاط التفتيش والإيقاف، وفي بعض هذه النقاط يقومون بتفتيش جسدية للناس، علينا أن ننتبه أن لسفر الآخرة أيضا ممرات صعبة مثل القبر، والبرزخ، والحشر والصراط. ومن نوقش وتعرض للحساب في القبر يواجه صعوبات في ميدان الحشر. المحشر مكان السؤال والجواب والحساب، ويسأل فيه الإنسان عن جميع لحظات حياته وعمره ومن كافة الفرص والإمكانات المادية والمعنوية.
وتابع فضيلته قائلا: مسافر الآخرة بعد الحساب يواجه أحد المصيرين المحتومين؛ إما يذهب إلى النار ويصلى العذاب المؤلم للنار، أو يدخل الجنة وينعم بنعيمه الدائم الخالد. فهذا السفر سفر دائم وسفر طويل. هذا السفر أمام كل واحد منا، وقد أكد القرآن الكريم أيضا على هذا محذرا بالنسبة له.
وأكد خطيب أهل السنة على لزوم الاستعداد لسفر الآخرة قائلا: في سفر الآخرة لن يكون شيء مفيدا للإنسان دون الأعمال الصالحة المقبولة عند الله تعالى. في سفر الآخرة ينفع الإيمان والإخلاص والتقوى والورع والأخلاق والأعمال الصالحة. الأعمال الصالحة هي التي تنفع الإنسان في هذا السفر. خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل بيته مرة وقال لهم “اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني مناف لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا”.
وأضاف فضيلته قائلا: لا ينبغي للإنسان أن يغفل عن ربه في الحضر والسفر. وعندما يرى الإنسان المناظر الخضراء في الطبيعة، عليه أن لا ينس ربه، لأنه لا ينبغي لمسلم أن يغفل ربه وينسى تعاليمه عند رؤية نعمة أو مواجهة مصيبة، بل يجب أن يراعي حكم الشريعة في كل لحظة ووقت ويعمل عليه. لا ينبغي أن تغفلنا منفعة من منافع الدنيا عن ذكر الرب الذي هو ولي نعمتنا وخالقنا ومالكنا. لأن كل ما عندنا فهو من فضل الله تعالى وكرمه. فلا ينبغي أن ننس ربنا في حال من الأحوال. من الجهالة أن ينسى الإنسان ربه ويقصر في العمل على وظائفه، بل على الإنسان أن يعمل في كل حال على أحكام الشريعة ويعبد ربه.
وخاطب فضيلة الشيخ المسافرين في عطلة بداية السنة الإيرانية، قائلا: الذين يسافرون في هذه العطلة، عليهم بالمحافظة على صلواتهم وغض أبصارهم ومراعاة الأحكام الشرعية. والنسوة عليهن بمراعاة الحجاب الإسلامي، وعلينا أن لا نخاف في العمل على الشريعة الإسلامية لومة لائم، ولا نبالي بكلام أحد ولا بسخريته. ونعتبر العمل على الشريعة الإسلامية من مفاخرنا.
وأضاف فضيلته قائلا: كل مسافر يحمل لسفره زادا، لكن خير الزاد وأهمه لسفر الآخرة هو الإيمان والتقوى والعمل الصالح.