أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى ما يتردد على الألسنة حول تقسيم محافظة “سيستان وبلوشستان” في إيران، محذرا من حذف تسمية “بلوشستان” في التقسيمات المرتقبة إذا كانت ضرورة إليها.
وأشار فضيلته في خطبته التي ألقاها يوم الجمعة أمام عشرات الآلاف من المصلين في مدينة زاهدان، إلى تقسيم بعض المحافظات الكبرى في إيران كمحافظة خراسان، قائلا: هذه الأيام تبلغ إلى أسماعنا همسات حول تقسيم المحافظة (سيستان وبلوشستان). خاصة ازدياد المدن لقد طرح قضية تقسيم المحافظة أكثر بالنسبة إلى الماضي. لكن ما يقلق أهل المحافظة أن بعض العناصر يحاولون حذف تسمية “بلوشستان” من المحافظة، ويريدون تقسيم المحافظة إلى حسب أسماء جديدة مثل “سيستان” و”مكران” و”ولايت” وغيرها.
هذه القضية أقلقت كافة الطبقات، لأن بلوشستان في التاريخ جزء من هوية المنطقة والشعب البلوشي. مع الأسف يوجد عناصر يحاولون إضعاف القوميات والثقافات القومية. تسمية “بلوشستان” كانت موجودة في الوثائق التاريخية منذ قرون، ثم أضيفت إليها سيستان. في الماضي هذه المحافظة كانت تعرف بـ”بلوشستان”، وهذا جزء من هويتنا وثقاقتنا، وقد سجل في تاريخ الشعب الإيراني. فلو أراد أشخاص أن يحذفوا تسمية “بلوشستان” من المحافظة، نعتبرهم أعدائنا.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: القائمون وراء خطة حذف تسمية بلوشستان يحاولون إثارة الفتنة القومية والطائفية في المنطقة وكراهية الناس. لتكن وزارة الداخلية والمحافظة وسائر الإدارات المتعلقة أن أهلنا في بلوشستان من العلماء والمثقفين ورؤساء القبائل والرجال والنساء، لن يقبلوا أن تحذف تسمية “بلوشستان” من المحافظة. حينما طرحت قضية تقسيم محافظة “خراسان” لم يرض شعب منطقة من مناطقها بحذف إسم “خراسان”، وجرى التقسيم بتسميات “خراسان الشمالية” و”خراسان الجنوبية” و”خراسان الرضوية” وكان تقسيما معقولا. فإذا اقتضت ضرورة إلى التقسيم، ينبغي أن يكون على هذا الأساس، ولا يحذف إسم “بلوشستان” من النواحي المقسمة. وكذلك لا يرضى شعبنا أن يكون تقسيم المحافظة نظرا إلى مناسبات مذهبية ولصالح جماعة خاصة.
واستطرد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قائلا: لو سكت النواب في المجلس تجاه هذه القضية، أو قصروا في أداء واجبهم، لن يعفوهم الشعب. على النواب أن يتابعوا هذه القضية. إن كنا لا نصر على تقسيم المحافظة، لكن لو كانت ضرورة إلى تقسيم المحافظة، لابد أن تكون هذه القضية باستطلاع أهل هذه المحافظة والنواب في البرلمان. نحن مطمئنون على أن وزارة الداخلية والدولة لا تريدان كراهية الناس، لكننا قلقون جدا على أن يقوم عناصر بتقديم تقارير كاذبة تجلب غضب الناس.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في نهاية خطبته إلى أوضاع باكستان، قائلا: في الأيام الأخيرة تم استهداف جمع من الشيعة في كويتا، كذلك أغتيل عدد من كبار العلماء والشخصيات الدينية من أهل السنة في بعض المدن. هذه الأحداث مؤلمة. وحدثت وقائع في أنحاء هذا البلد أضرت بمكانة هذا البلد. على الشعب الباكستاني وكذلك دولتها أن تفكر بشكل جاد لإخراج بلادهما من هذه الأزمة. هذه الأوضاع مؤلمة لجيران باكستان خاصة لإيران. نرجو أن يفكر المسؤولون في باكستان لحل هذه المشكلات بالدراية وبعد النظر.