استضافت جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان من صباح الثلاثاء، غرة شهر ربيع االثاني، إلى يوم الخميس، الثالث من ربيع الثاني 1434، الدورة الثانية عشرة لمسابقات الحفظ وقراءة القرآن الكريم بين المتنافسين من مختلف المناطق التي يقطنها أهل السنة في إيران.
قدّم فضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله توجيهاته للمشاركين في الحفل الختامي للمسابقة. وفيما يلي، كلمة الشيخ في هذه الحفلة:
بدأ فضيلة الشيخ كلمته بتقديم الشكر لمقيمي الدورة الثانية عشرة لمسابقات الحفظ والقراءة بين أبناء أهل السنة على مستوى البلاد، مرحبا بكافة الضيوف والمشاركين الذين تحملوا عناء السفر، قائلا: مع أن في هذه المسابقة ليست للفائزين جوائز قيمة، مع ذلك المشاركة القوية للحفاظ والقراء من مختلف المناطق، دلت على محبة هؤلاء الشباب للقرآن الكريم وسعيهم لنشر الثقافة القرآنية في المجتمع.
ثم تلا فضيلة الشيخ آية “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ”، قائلا: لا ندري كيف نؤدي شكر هذه النعمة، حيث جعلنا الله تعالى وارثين للدين الإسلامي والقرآن العظيم وتعاليم وسنن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. نحن نفتخر بنسبتنا إلى هذا الكتاب العظيم، ولا نرضى به بديلا لكافة ما في الدنيا.
وتابع رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، قائلا: لو أعطِينا كافة أموال وأمتعة الدنيا، نعتقد أنها لا تساوي شيئا مقابل نعمة القرآن الكريم. فلو جاء الناس وأهل الدنيا بمفاخرهم ومفاخر آبائهم إلى الميدان، نجيئ نحن بالقرآن الكريم والتعاليم الرائعة لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
ولو جاء فصحاء العالم وبلغائهم بأشعارهم ومتونهم الأدبية، عارضناهم بالقرآن البليغ الفصيح.
ولو جاء أهل الدنيا بأغانيهم الرائعة، سنجيء نحن بصوت القرآن الكريم وتغني قرائه الرائع والخلاب، ونعارضهم ونستعد لمنافستهم ليقضي أهل العالم بيننا وبينهم.
واستطرد مدير جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان: القرآن كتاب عظيم خالد لا تنسخ تعاليمه أبدا، بل هو ناسخ لكافة الكتب السماوية. إن الله تعالى يشير في الآية التي تليت إلى هذ الموضوع، بأن على المؤمنين أن يفرحوا بهذه النعمة.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على ضرورة المداومة على تلاوة القرآن الكريم، قائلا: على الحفاظ والقراء وعامة الناس أن يكثروا من تلاوة القرآن الكريم. على الحفاظ أن يقرأوا الآيات القرآنية في النوافل والصلوات. والقراء لا يحصروا تلاوتهم الرائعة والجميلة على المحافل والجلسات الرسمية، بل عليهم أن يتلوا في الخلوة، ويبلغوا آيات الله إلى أسماع الناس أيضا. إن الله تعالى والملائكة يحبون التلاوة الخاشعة الجميلة التي تكون لله تعالى. القرآن كتاب الله تعالى، ويجب أن تكون تلاوته وتعليمه وتعلمه لأجل الله عز وجل.
ثم أشار خطيب أهل السنة إلى التطورات في مجالي حفظ وقراءة القرآن الكريم، قائلا: لقد حدثت بحمد لله تعالى تقدمات مرموقة في مجال العلوم القرآنية خاصة في مجالي قراءة القرآن الكريم وتجويدها في بلادنا، بحيث أن الجنود في ثكناتهم لهم دورات التلاوة، وقرائنا ينافسون قراء مصر، وهم في المرتبة الثانية في العالم بعد القراء المصريين.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد القرآن الكريم سببا لعزة المسلمين، قائلا: كما ورد في الحديث الشريف، القرآن الكريم شرف للأمة الإسلامية. فالطريق الوحيد للوصول إلى العزة والنجاة من مؤامرات الأعداء ومكايدهم، هو العودة إلى القرآن والسنة، والعمل على أحكام القرآن الكريم. الأوضاع الراهنة تختلف عن ماضيها، ففي عصرنا من خلال القنوات والإنترنت تبذل جهود ومساعي ضد الدين الإسلامي، وتبذل نشاطات واسعة في نشرالعقائد الباطلة والمفاسد والدعوة إلى الفحشاء والمنكرات والآراء الملحدة الخاطئة. والطريق الوحيد لمواجهتها هو نشر القرآن والسنة وتعاليم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وأكد رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، على ضرورة إقامة مثل هذه الدورات للمسابقة في الحفظ وقراءة القرآن الكريم، قائلا: أعتقد أن الواجب أن تكثر إقامة هذه الدورات القرآنية. وإن كانت هناك حساسية بالنسبة إلى المسابقات العامة في بعض المناطق من بلادنا، تعقد مسابقات على مستوى المدينة والمنطقة.
ترحيب لفضيلة الشيخ عبد الحميد في حفل افتتاح المسابقة:
وفي افتتاحية المسابقة، رحب فضيلة الشيخ عبد الحميد في كلمات وجيزة، بكافة الضيوف والمشاركين في هذه الدورة من المسابقات الذين قدموا من محافظات مختلفة.
واعتبر فضيلته أن مثل هذه الجلسات تكون سببا لجلب الرحمات الإلهية وهي من مصاديق آية “فاستبقوا الخيرات”، قائلا : القرآن الكريم الذي هو أكبر إنجازات الرسول الكريم ومعجزته الخالدة ووثيقة حقانية الدين الإسلامي إلى القيامة، هو الشيء الوحيد الذي ينقذ الإنسان من الظلمات والضلالات، ويهديه إلى النور والصراط المستقيم. يقول الله تعالى: “الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ”.
وتابع فضيلته: الجاهلية قبل البعثة وكذلك الجاهية الراهنة، لا يمكن إزالتها إلا بالقرآن الكريم. ولا يمكن أن يبقى الإسلام بغير القرآن الكريم، لأنه لا يوجد نور ولا هدى غير القرآن الكريم. فالأمة المسلمة إذا أرادت أن تتغلب على كافة المشكلات والأفكار الباطلة في عصرنا، لا يمكن ذلك إلا في ضوء تعاليم القرآن الكريم.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الظروف الراهنة تختلف عن الماضي، والمستقبل أيضا بالتطورات الحادثة سيكون مختلفا عن اليوم. لقد هجم الأعداء من خلال القنوات الفضائية والإنترنت إلى بيوت المسلمين، ويريدون أن يستأصلوا الإسلام؛ لذلك يجب على كافة المراكز العلمية والعلماء والمثقفين أن يسعوا في نجاة المسلمين والإسلام وصيانته من الدعايات الواسعة للغرب ضده. وهذا لا يتحقق إلا أن يتعلم كافة طبقات المجتمع القرآن الكريم، ويتلى القرآن في البيوت، وتحتل أنوار تلاوة القرآن موضع الدعايات المضللة والماجنة للغرب في البيوت.