header

انعقدت حفلة ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح في مدينتي “هيرمند” و”زابل” في منطقة “سيستان” في ليلتي 24 و25 من شهر رمضان المبارك، بحضور فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة وحشد كبير من الشعب المؤمن والمتدين في سجستان.
وإليكم تقرير موجز عن هاتين الحفلتين:

ختم القرآن الكريم في مدينة “هيرمند”:
في حفلة هذه المدينة التي انعقدت ليلة 24 من رمضان المبارك، قدم فضيلة الشيخ عبد الحميد بعد تلاوة القرآن الكريم وخطابة أحد الضيوف، نصائح قيمة للحاضرين في الحفلة، اعتبر فيها أولا الحضور في هذه الجلسة توفيقا من جانب الرب تبارك وتعالى، شاكرا العلماء ورؤساء القبائل والمثقفين في مدينة “هيرمند” على إعداد هذه الجلسة، ثم تطرق فضيلته إلى بيان مكانة القرآن الكريم قائلا: القرآن الكريم أكمل كتاب بين الكتب السماوية، والدين الإسلامي هو الدين الجامع والشامل من بين الأديان، وهو الصراط المستقيم والطريق الوحيد الأقرب للوصول إلى الله تعالى.
وأضاف فضيلته قائلا: القرآن شفاء وعلاج لكافة الأمراض الروحية والجسمية. ويزيل عن الإنسان الاضطراب والكآبة. يقول القرآن الكريم مخاطبا المؤمنين “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”. فالقرآن الكريم والإسلام ضامنان حقيقيان للإنسان مقابل البلايا والعذاب والمشكلات في الدنيا والآخرة، والطريق الوحيد لنجاة البشرية في القرآن الكريم والإسلام وترك المعصية والتجنب من الغفلة. القرآن الكريم هو القائد الثائر الذي فجر عبر القرون ثورات عديدة.
واستطرد فضيلته إلى اعترافات باحثين أروبيين على حقانية القرآن الكريم قائلا: نرى في عصرنا كيف يعترف العلماء الأوربيون إلى مضار ومفاسد ما حرم الله تعالى في القرآن الكريم واعتبرها فسادا وضررا، كالخمر وغير ها من المحرمات الأخلاقية.
في قسم آخر من خطبته، أوصى فضيلة الشيخ عبد الحميد المسؤلين إلى الالتفات إلى المناطق المحرومة في المحافظة وقال: نرجوا من المسؤلين أن يهتموا إلى المناطق المحرومة التي تعاني من مشكلتين: إحداهما، العقوبات الظالمة، والأخرى القحوط المستمرة، اللتان كبدتا خسائر فادحة وضغوط مالية واقتصادية على الطبقة الضعيفة في المجتمع.

حفلة ختم القرآن الكريم في مدينة “زابل”:
بدأ فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة خطبته في حفلة ختم القرآن الكريم الكريم في مدينة زابل (كبرى مدن سجستان)، بتلاوة آية “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ”. ثم أشار فضيلته إلى بعدي الروحي والمادي في الإنسان، قائلا: يتغلب البعد المادي في حياة البشر في عصرنا وأكثر الناس وراء المادية، ويرون أن الإنسان خلق للحياة المادية وحياة الدنيا، ولا يعتقدون بالآخرة وجزاء الأعمال فيها. ويرون أن الغاية والهدف الأصلي من الحياة هي الخدمة للدنيا والماديات وتوفير الراحة.
هذه النظرية كانت مستمرة عبر التاريخ، وهي اشتدت في العصر الراهن، فإن السلع المتطورة والجذابة والكماليات لقد أعجبت الكثيرمن البشر. وهذه القضية لقد دفعت البشر فقراء وأغنياء أن يقضوا حياتهم في التحسر والطمع في اكتساب السلع الجديدة والمتطورة، بحيث لا يألوا جهدا في الحصول على هذه السلع والأمتعة.
وتابع فضيلته مشيرا إلى البعد الثاني في الإنسان قائلا: دعاة هذه النظرية منذ أن خلق البشر دعوا الناس إلى ترك المادية والاجتناب عن الحرص والطمع في جمع الأموال. ويذكرون للبشر هذه النقطة أن الهدف والرسالة الأصلية ليست التجارة ولا الصناعة ولا الفلاحة، ولم يخلق الإنسان لهذه المشاغل والمهن، بل خلق الإنسان لمعرفة خالقه والإيمان به والإطاعة من أحكامه وعبادة الله الواحد الأحد.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في بيان عقائد هذه الجماعة التي هم أقل عددا بالنسبة إلى الطائفة الأولى: هذه الجماعة التي هي أقل بالنسبة إلى الجماعة الأولى، يعتقدون أن النعم الإلهية في الأرض خلقت للإنسان، لكن الإنسان خلق لهدف سام، وهو استخلاف الله في الأرض، ويرى هذه الجماعة أنهم يجب عليهم أن يعبدوا في الأرض ربهم وخالقهم، ويجتنبوا من عبادات النفس والشهوات.
واعتبر فضيلته في النهاية “الخشية القلبية وذكر الله تعالى” من علائم هذه الجماعة البارزة، قائلا: من علامات هذه الجماعة أنهم كلما ذكر الله تعالى عندهم توجل قلوبهم. هذه الآية القرآنية تشير إلى هذه النقطة. “إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم”.
وأضاف قائلا: البشر في الأرض متعرضون للامتحان من جانب الله تعالى ليمتاز الصالح عن السيئ، وفي الآخرة ينال كل شخص جزائه.
ودعا فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته أهل مدينة “زابل” الشيعة والسنة إلى الاتحاد والتضامن قائلا: أهل هذه المنطقة من البلوش والفرس الشيعة والسنة يعرفون بإسم “السجستاني” ووصيتي لكم أن تعيشوا بالمحبة والوحدة. يريد الأعداء أن يوقعوا بينكم العداوة وهم وراء منافعهم، فالعدو لا يحترق قلبه لا للشيعة ولا للسنة.
وأضاف فضيلته قائلا: رجائنا من المسئولين أن لا يمارسوا التمييز بين السيستانيين ويراعوا حقوق الجميع دون النظر إلى الانتماءات القومية والمذهبية. على المسؤولين أن ينظروا إلى الجميع بنظرة متساوية. هذا هو تعليم الشريعة الإسلامية وما صرح به الدستور. وأن لا يمارس تمييز في التوظيف بين المؤهلين من الشيعة والسنة، كما ينبغي أن لا يوجد تمييز في توفير الخدمات الرفاهية للمواطنين، كذلك لا يكن تمييز في الاستخدام وتولية المناصب للمؤهلين من السنة والشيعة. مراعاة هذه المسائل تقوي التضامن والوحدة.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: نحن أهل الحوار والمفاوضات، ونعتقد أن المشكلات تحل بالحوار، ويجب على العلماء والمثقفين ورؤساء القبائل أن يجلسوا معا لحل المشكلات بالحوار. الانسجام والاتحاد يقود الشعب نحو التطور والتقدم. لذلك علينا جميعا الشيعة والسنة أن نوسع أنظارنا. أقول هذه الكلمات بسبب إرادتي الخير والإصلاح للجميع.

2116 مشاهدات

تم النشر في: 18 أغسطس, 2012


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©