header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة (9ربيع الثاني 1436) بعد تلاوة آية “يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره لو كره الكافرون”، إلى جهود الأعداء ومؤامراتهم لإطفاء نور الله تعالى قائلا: سعى الأعداء عبر التاريخ ليطفئوا نورالله تعالى، لكنهم لم يستطيعوا أبدا إخماد هذا النور كاملا. إنهم إن تقدموا قليلا، لكن الله تعالى أظهر هذا النور وأكمله بعد مدة.
ثم أشار فضيلته إلى عهد انحطاط المسلمين بعد خير القرون قائلا: مع الأسف بعد خير القرون، اعترت الغفلة على المسلمين، واتبع الكثير من أبناء العالم الإسلامي أهوائهم، وابتلوا بالقصور في الأعمال والأخلاق، وهذه الغفلة كانت مجالا لنشاطات الأعداء ضد الدين الإسلامي.
وأشار خطيب أهل السنة إلى بعض مخططات الأعداء ضد الدين الإسلامي: لم يغز الأعداء الأمة المسلمة عسكريا بل غزوا البلاد الإسلامية فكريا وثقافيا واقتصاديا. سعى الأعداء أن يحصروا الإسلام في المساجد ويجعلوه من القضايا الشخصية، كما حصروا المسيحية في الكنائس، ليقللوا من هذا المنطلق من أثر الدين في الحياة الاجتماعية والمجتمع.
وأضاف: قام الأعداء بدعايات واسعة لإبعاد الدين عن الدوائر والأسواق والمجتمعات والسياسة، وأن الدين والسياسة لا يجتمعان معا.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: هذا الغزو الفكري والثقافي ليس من جانب القوى الغربية فحسب، بل كافة القوى الاستعمارية من الشرق والغرب متحدة معا في هذا المجال. روسيا التي احتلت بلادا واسعة من العالم الإسلامي لقرون عسكريا، كانت تنكر في دعاياتها ذات الرب تبارك وتعالى.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: مع الأسف اغتر بعض أبناء الأمة الإسلامة بهذه الدعايات الفاسدة الملحدة التي تقول بالفصل بين الدين والسياسة. هؤلاء فسروا السياسة بـ “الكذب”، ونشروا أن السياسيين لا يستطيعون أن يكونوا صادقين متدينين، ولا يمكن إدارة بلد من غير كذب. رغم أنه توجد السياسة الصادقة والصحيحة في الدين. عبر التاريخ حكم سياسيون بالصداقة والتدين. الكثير من الأنبياء كسيدنا سليمان وسيدنا داوود عليهما الصلاة والسلام حكما، لكن لم تصدر منهما زلة واحدة.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الخلفاء الراشدون حكموا من دون أن يرتكبوا معصية الكذب، بل كانت حكومتهم رشيدة وأفضل أنواع الحكم. إنهم كانوا متدينين وكانت لهم مشاركة في كافة أبعاد الحياة، وقد حكموا العالم حكما عجز البشر من أن يأتي مثله، وتبنوا سياسة لم يكن فيها كذب واحد.
ووصف خطيب أهل السنة سياسة أوربا بـ”سياسة الكذب والنفاق” قائلا: السياسة الكاذبة هي سياسة أوربا والأنظمة الفاسدة المعاصرة. السياسة الإسلامية هي سياسة الصداقة والتدين. الأمانة والصداقة هي أعظم سياسات الإسلام، والحضارة الإسلامية حضارة عظيمة نزيهة عارية من النقاط السوداء.
واستطرد فضيلته قائلا: فرض الأعداء حضارتهم الفاسدة وسياسة النفاق والكذب على المسلمين، وسعوا في جعلها بديلا عن الحضارة الإسلامية النزيهة. لأجل هذا سلطوا على البلاد الإسلامية عملاء مغسولة الأدمغة، من الذين يستحيون عن استعمال الكلمات الإسلامية. إنهم أهملوا السنن الإلهية والشعوب الإسلامية والحقائق الموجودة في المجتمع، وحكموالبلاد الإسلامية بقمع الشعوب والحركات الإسلامية القائمة بمهمة الدعوة.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى ثورات الشعوب الإسلامية ضد الاستبداد قائلا: نهض المسلمون في العالم بعدما تعرضوا للاضطهاد والإهانة. نحن اليوم بحمد الله تعالى نشهد صحوة إسلامية في كافة البلاد الإسلامية، ويطالب المسلمون جميعا تثبيت الشريعة الإسلامية وتنفيذ الشريعة. والمتوقع أن تتحقق مطالب الشعوب الإسلامية المحقة وينتصروا بإذن الله تعالى.

الإساءة إلى مقدسات المسلمين، ردود غربية ضد موجات الصحوة الإسلامية:
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: الصحوة الإسلامية تواجه مشكلات وتحديات عديدة. دفع أعداء الإسلام هذه الصحوة نحو النزاعات والخلافات الداخلية والتطرف، لكننا متفائلون جدا أن تعود هذه الصحوة إلى رشدها وصراطها المستقيم نظرا إلى وعي الأمة المسلمة وعودة المسلمين إلى الأعمال الإسلامية.
واعتبر فضيلته الإساءة إلى المقدسات الإسلامية في الغرب “ردودا على الصحوة الإسلامية” قائلا: الإهانات في الغرب ضد المقدسات الإسلامية كالإساءة إلى القرآن الكريم والرسول الأمين، هي في الحقيقة ردود ضد موجات الصحوة الإسلامية. إنهم لا يعرفون أن هذه الإهانات تزيد في صحوة المسلمين والأمة المسلمة أكثر من ذي قبل.
وأضاف فضيلته قائلا: أعظم طريقة لتصدي الأعداء هي التوبة الخالصة والعودة إلى القرآن الكريم. من كانت لديه ذرة غيرة يتوب في مثل هذه الظروف والأحوال ويلتزم بتعاليم الشريعة الإسلامية والسنن النبوية الكريمة في حياته.

الاستبداد أعظم آفة لكل ثورة:
وأشار خطيب أهل السنة بمناسبة ذكرى انتصار الثورة في إيران، إلى الاستبداد كأعظم آفة تبلتى بها الثورات، وأضاف قائلا: أكبر خطر يهدد الثورات أن تخرج هذه الثورات من يد الشعوب، وتكون محصورة لحزب أو تيار أو مذهب خاص وتثير مشكلات للآخرين. فأعظم آفات الثورة، الاستبداد.
وتابع بالقول: الثورة كافحت الاستبداد والقمع والظلم والتحزب، فإذا كانت مكافحة الاستبداد من أصول الثورة الإسلامية، يجب أن نكون حذرين أن لا نبتلى بالاستبداد والتكبر. فكما أن الجميع حضروا الساحة لانتصار الثورة، كذلك يجب أن يكون الجميع حاضرين لتحقيق المطالب الشرعية والقانونية. يجب المساواة بين المواطنين جميعا. مراعاة اصول الثورة ضرورية لبقاء النظام.

2133 مشاهدات

تم النشر في: 12 مارس, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©