header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، إلى المشكلات العديدة في العالم الإسلامي، منتقدا السياسات والخطط الحربية للغرب، مؤكدا على ضرروة الحوار والمنطق والسلام لحل الكثير من المشكلات.

وقال خطيب أهل السنة في قسم من خطبة هذه الجمعة (16 ذوالقعدة 1435): الطائفية، والتشتت، والنزاعات والأزمات التي توجد في العالم الإسلامي، مؤلمة جدا. الحروب والمجازر والدمار أزمة امتدت في ساحة البلاد الإسلامية واستغل أعداء الإسلام هذه الأوضاع لصالحهم.
قال فضيلة الشيخ عبد الحميد ردا على كلمة للرئيس الأمريكي الذي قال فيه “نحن قادرون على الهجوم في أي نقطة من العالم نشعر فيها بتهديد لمواطنينا الإمريكيين ونستأصل التهديد”، مخاطبا إياه: صحيح أنكم قادرون على الإطاحة بأعدائكم في أي نقطة من العالم وهي قوة أعطاكم الله تعالى، لكنكم بقتلكم الأبرياء والهجوم والمجازر، لا تطيحون بأعدائكم، بل تخلقون أعداء جدد لأنفسكم. فلو قتلتم مائة من أعدائكم، يظهر مائة ألف آخرين، وإذا أردتم حل المشكلات بالقتل، فلافرق بينكم وبين المتطرفين الذين يقتلون الأبرياء. إن كنتم تدعون الحضارة والثقافة والعقل والتدبر، فعليكم بحل المسائل بالتدبير. المشكلات لا تحل بالقتل. الطريق المعقول لمواجهة التهديد وحل المشكلات، هو فتح أبواب الحوار والسعي لتبديل العداوات إلى صداقات.
 وخاطب فضيلة زاعمي مكافحة الإرهاب قائلا: أنتم تدعون مواجهة الإرهاب، فما مدى نجاحكم في هذه الحروب؟ لو قتلتم شخصا، ظهرعشرة آخرون.
نحن أيضا مخالفون للإرهاب في جميع أشكالها، ونعتقد أن الإرهاب خطر يهدد الجميع. يوجد إرهاب حكومي أيضا؛ قتل الشعب الفلسطيني وقتل الحكومات مخالفيهم من أنواع الإرهاب.
 واعتبر خطيب أهل السنة الدعم الأعمى للدول الغربية لإسرائيل، سبب كراهية الشعوب الإسلامية إياهم، قائلا: السبب في كراهية الناس للغرب، هو الدعم الظالم والتعسفي للدول الغربية للكيان الصهيوني؛ إسرائيل دولة محتلة، معتدية المائة في المائة. احتلت وتحتل أراضي الشعب الفلسطيني على أعين الناس جميعا، وتدمر بيوتهم ومنازلهم. فدعم الغرب لإسرائيل دعم غير عادل ويربي ويقوي العنف في العالم.
وأشار عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى نتائج الهجمات الغربية على بعض البلاد الإسلامية، مخاطبا المسئولين: نتيجة لهجماتكم على بعض البلاد الإسلامية، قتل آلاف من الأبرياء. إن هجومكم على العراق أو أفغانستان هل حقق شيئا جديدا لهذه الشعوب سوى الدمار والخراب؟ بل أوقع شعوبهما في المشكلات. الطريق لحل مشكلات العالم الإسلامي ليس الهجوم العسكري والقصف بالقنابل والصواريخ على أهل هذه البلاد.
 وأكد مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: العالم الإسلامي يواجه مشكلات عديدة، وهذه المشكلات لا يمكن معالجتها بالحروب والنزاعات والطرق العسكرية. لو كانت الحروب والنزاعات تحل المشكلات ، لحل الكثير من المشكلات لحد الآن. الطريق الوحيد لحل مشكلات العالم الإسلامي، هو المنطق والتدبير والطرق السياسية، والمتابعة العادلة لحقوق الشعوب، ومراعاة حقوق الأقليات، والحوار الجاد الخالي عن الأهداف الخاصة. أعتقد أن القضايا  والمسائل لن تحل بالحروب بل تتعقد أيضا.
 وأكد فضيلته قائلا: الطريق الذي تنتهجه القوى الغربية طريق خاطئ، وعليها إعادة النظر في سياساتها تجاه العالم الإسلامي. أعتقد أن السياسة المبنية على الحرب والقتل لن تكون مفيدة. السياسة التي تنفع وتفيد، هي سياسة المنطق والحوار والمصالحة العادلة بين الأطراف المتنازعة.

 ليتجنب المسئولون عن  التصرفات القومية والمذهبية:
وانتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد التصرفات القومية والمذهبية لبعض المسئولين قائلا: نصيحتي لجميع المسئولين المشتغلين داخل المحافظة، أن يجتنبوا عن التصرفات القومية والطائفية. تصرفاتنا جميعا يجب أن تكون وطنية. لا ينبغي التمييز بين الشيعة والسنة. الذي يعتقد بالفرق والتمييز بين المذاهب، ارتكب عملا مغايرا للدستور. النظر يجب أن يكون واسعا. الشعب الإيراني كلهم مواطنون ويجب مراعاة حقوق الإيرانيين جميعا. عندما تفوض مسئولية لأحد سواء كان سنيا أو شيعيا، يجب عليه أن تكون رؤيته متساوية إلى جميع الشعب. لا ينبغي رؤية قومية وطائفية.
وتابع بالقول: من أهم أسباب وقوع بعض البلاد في مستنقع الأزمات التي تهدد كيانها وتعرضها على التقسيم، أن بعض الأشخاص خططوا لبلادهم وفقا لرؤيتهم الخاصة ومصالحهم، وأهملوا حقوق الآخرين.
وأكد فضيلته قائلا: إيران بلد الجميع. المسئولين يجب أن تكون سياساتهم حسب سياسات الدولة. لا ينبغي أن يقوم كل شخص بتنفيذ سياسته الخاصة التي نظمها حسب قومية ومذهب ولغة خاصة. الأنظار والرؤى تجب أن تكون وطنية. لا ينبغي الفرق والتمييز بين البلوش والسيستاني والشيعة والسنة والفارس والكرد والتركمان والأقوام الأخرى. سياسة الدولة الحادية عشر أيضا مبنية على هذا الأساس.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد: يجب أن يسمع المسئولون مطالب الشعب، ويجب أن يكون المدراء الذين يختارهم الوزراء وطنيون ويعملوا برؤية وطنية، ويراعوا الاعتدال في الاستفادة من جميع أفراد الشعب. التعادل والتعامل ضررويان معا، ولا يتحقق التعامل إلا بالتعادل. نحن جميعا مستعدون للدفاع عن الحدود تجاه الأعداء وسيادة الأراضي، لكن لابد من انصاف الجميع برؤية متساوية.

حادثة إطلاق النيران في طريق خاش ـ زاهدان مؤلمة ومثيرة للقلق:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى حادثة إطلاق النار من قبل قوات الشرطة على السائقين في طريق خاش ـ زاهدان، قائلا: جرت حادثتان لإطلاق النار في طريق مدينتي خاش ـ زاهدان، ما أدت إلى وفاة أشخاص. هذه الحادثة كانت مؤلمة ومثيرة للقلق. الشرطة الذين عليهم مسئولية توفير أمن المواطنين، عليهم أن يعلموا بطريقة إذا رآهم الناس فرحوا وسرّوا برؤيتهم ويشعروا بالأمن، لكن لا سمح الله إذا صدرت أخطاء من الشرطة ويقتل أبرياء، فهذا مؤلم جدا.
وتابع فضيلته قائلا: يوجد في الشرطة أيضا عناصر مخطئون يجب التصدي لهم، وحساب هؤلاء الخاطئين الذين لا يرحمون أنفسهم والناس يختلف نظام الشرطة. مثل هذه الحوادث تتطلب أن تتحد الجهات الإدارية للشرطة والجهة القضائية ومن بيدهم الأمن ويكونوا حذرين بالنسبة إلى العناصر المتغلغلة في صفوفهم. يمكن في بعض الأحيان نفوذ الأشخاص المتغلغلين بين الطبقات المختلفة من طبقات المجتمع من العلماء والطلبة والجامعيين والدوائر الحكومية والأمنية وهم مخالفون للنظام ويقوموا بتصرفات تسيء إلى سمعة النظام. على جميع هذه الجهات وخاصة من بيدهم الأمن والنظم أن يكونوا حذرين وواعين.

لا مبرر لإقامة الحواجز في أطراف مدينة زاهدان:
وأشار خطيب أهل السنة مرة أخرى إلى قضية نقاط التفتيش في مداخل مدينة زاهدان وبعض التصرفات السيئة مع الأشخاص الذين يراعون السنة في ظاهرهم، قائلا: مدينة زاهدان مركز محافظة سيستان وبلوشستان، وأحد المدن الكبيرة المهمة، التي ينبغي أن تكون نقاط التفتيش فيها بطريقة لا تكون سببا للخجل والحياء لأهلها الكرام. إن الله يعلم أن تصرفات جرت مع بعض الأشخاص في نقاط التفتيش في مداخل مدينة زاهدان نحن شعرنا بالخجل. على المسئولين أن يهتموا لهذه القضية التي هي من آلام المجتمع ومشكلات مدينتنا.
 وتابع فضيلته قائلا: مدينة زاهدان ليست مدينة فاقدة للأمن. هذه المدينة تتمتع بالأمن ولا تحتاج إلى حواجز ونقاط تفتيش في مداخلها. في الماضي كانت حوادث أمنية، لكن الآن بفضل لله تعالى لقد أصبحت هذه المدينة وكذلك المحافظة أكثر أمنا. لذلك لا نرى مبررا لإغلاق مداخلها.  
وأردف قائلا: على المسئولين حل هذه المشكلة لئلا يشعر القادم أن هذه التصرفات لأجل مسائل مذهبية وغيرها، فهذه المسائل وإن كانت تؤلم الأصدقاء وصارت سببا لمشكلاتهم وتحملوها أيضا، لكنها تعطي الفرصة للأعداء والاستغلال السيء منها لأهدافهم.

2018 مشاهدات

تم النشر في: 13 سبتمبر, 2014


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©