header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة (19 جمادى الأولى 1435) إلى  حادثة وفاة نائبه الشيخ أحمد رحمه الله، المؤلمة، قائلا: لقد فجعنا جميعا بوفاة العالم الصالح والتقي الشيخ أحمد رحمه الله تعالى. لقد تأثر الشخصيات العلمية والرجال السياسيين داخل البلاد، والكثير من المراكز العلمية، والمدارس الدينية، والعلماء والرجال المذهبيين خارج البلاد أيضا بوفاته، وأعلنوا مؤاساتهم وتعزيتهم.

وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: الشيخ أحمد رحمه الله وقف وكرّس حياته كله في خدمة الدين. كان مشفقا للناس والدولة، وكان شخصية معتدلة. الطريق المعتدل والوسط الذي نتبعه هو طريق الشيخ عبد العزيز رحمه الله. نحن مخالفون للإفراط والتفريط. في جامعة دار العلوم زاهدان تتخذ التدابير بالمشورة، والشيخ أحمد رحمه الله تعالى كان أهل المشورة، ولم يكن رحمه الله يصر على رأيه. كان شخصية خبيرا في كافة المجالات، ودقيق النظر في القضايا، وشخصية فذة وموهبة إلهية لشعبنا.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: رغم أن وجه الإنسان يتغير لحظة سكرات الموت وتحمل شدة الموت وألمه، لكن وجه الشيخ أحمد رحمه الله تعالى كان مبستما ونضرا بعد وفاته، وظننا به أن تكون آخرته خيرا من دنياه.
وشكر فضيلة الشيخ عبد الحميد كافة المشاركين في صلاة الجنازة وتشييعها من داخل المحافظة وخارجها، وكذلك من قدّموا رسائل التعزية من خارج البلاد وداخلها. وأضاف قائلا:إن كنا قلقين ومضطربين على أننا فقدنا صديقا حميما وزميلا جليلا، وشخصية فذة ومثقفة، ومستشارا مشفقا، لكننا مطمئنين وعلى يقين بأن الأمور والنشاطات الدينية والاجتماعية لا يحدث فيها أي خلل. لأن عمل الدين لا ينحصر في الشخصيات والأفراد، بل الدين لله تعالى، وإن الله ليؤيد وينصر دينه بمن شاء ويظهر حقه. فنحن نرجو أن تتواصل النشاطات والأعمال الدينية بقوة.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى أن الشيخ أحمد يتعلق بالجميع، داعيا الجميع أن يدعوا لمغفرة هذا العالم الجليل وتربية أولاده وكذلك للتقدم الروحي والمادي لجامعة دار العلوم والجامع المكي.

الزهد في الدنيا صفة المقربين والخواص عند الله تعالى:
وقال خطيب أهل السنة في القسم الأول من خطبة الجمعة بعد تلاوة آية “الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر”: ترك الدنيا والزهد فيه صفة أهل الله المقربين وخواصه. رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون وأكابر الصحابة رضي الله تعالى عنهم لم يهتموا بالدنيا لأنفسهم، وفكروا في إعمار دنيا الناس وحياتهم. هؤلاء الأكابر سعوا في إعمار دنيا الناس. ومن هؤلاء الكبار كان أغنياء مثل عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما الذين كانا من كبار أغنياء المدينة المنورة، لكن أموالهما كانت تنفق في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: ولكن على عامة الناس أن يكتسبوا المال من الطريق المشروع، ويقوموا بعمران الدنيا. عليهم أن يقبلوا على الصناعة ورعي الماشية والزراعة، ولا يكونوا حريصين على الدنيا. ولتكن المحبة خالصة لله عزوجل. لكن يجب أن يكتسبوا المال والرزق من طرقها المشروعة والحلال؛ وينفقوا أيضا في مصارفها السليمة والصحيحة وإعانة الفقراء والمساكين. مثل هذه الأموال والثروات مفيدة ونافعة وتكون سببا للعمران الآخرة. لا ينبغي أن تنفق أموال الدنيا في شرب الخمور والقمار وسائر المنكرات.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إذا دخل حب المال في القلب وعشق الإنسان المال، يتوسل إلى الرشوة والغش واليمين الكاذبة والطرق المحرمة لجمعها. مثل هذا الشخص يترك الصلاة لأجل المال والدنيا، ولا يؤدي الزكاة ولا يساعد الفقراء والمساكين. فاحذروا أن تصيبكم محبة الدنيا، واذكروا الموت والآخرة دائما.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في نهاية الخطبة إلى السيل الأخير في منطقة “طبسين” الواقعة في مدينة “نهبندان”، وطالب من عامة الناس أن يتعجلوا لإعانة ومساعدة المصابين والمتضررين في هذه الحادثة نظرا إلى أن أكثر من 250 عائلة لحقتهم خسائر مالية كبيرة.

2018 مشاهدات

تم النشر في: 22 مارس, 2014


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©