header

قال فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة ورئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، في اختتامية المؤتمر العالمي السابع والعشرين للوحدة الإسلامية في طهران، إن الأزمات والمآزق التي يواجهها العالم الإسلامي، لا تحل فقط من خلال عقد المؤتمرات وإصدار الفتاوى، بل يحتاج هذا الأمر إلى خطوات عملية.

بدأ فضيلة الشيخ كلمته بتلاوة آية “وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون” وآية “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”، معتبرا إقامة مثل هذه المؤتمرات والجلسات واجتماع الشخصيات البارزة من البلاد المختلفة للعالم الإسلامي، والمنتمين إلى المذاهب والأفكار والاتجاهات المختلفة، توفيقا إلهيا وإحسانا كبيرا من الله تعالى، وأضاف قائلا: أقيم هذا المؤتمر في ظروف يكره أعداء الأمة وحدتنا وتقاربنا، بل من أمانيهم أن يكون المسلمون دائما في مواجهات ونزاعات بينهم.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: يجدر أن أوجه شكر إلى مرشد الثورة على اهتمامه بهذا الأمر، وإن تأسيس المجمع العالمي للتقريب أيضا كان من ابتكاراته. وكذلك أشكر آية الله أراكي وزملائه في مجمع التقريب على قيامهم بإقامة هذا المؤتمر.
ثمّ استطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى بيان مطالب حول مولد الرسول الكريم قائلا: هذا المولد لقد حمل للعالم سعادة عظيمة. لقد ذكر الله تعالى بعثة رسوله كأكبر منة على البشرية. لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم درس الإنسانية وأرشد البشرية إلى الكمال والتقدم المادي والديني. ما جاء به الرسول الكريم للبشرية هو الإسلام، آخر الأديان السماوية، ويهدي الإنسان إلى الجنة والعزة.
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد القرآن الكريم وشخصية الرسول الكريم أعظم ثروات العالم قائلا: هاتان الثروتان اللتان منحهما الله تعالى للأمة المسلمة، والنسبة القائمة بين المسلمين ورحمة للعالمين والقرآن الكريم لها قيمة وأهمية لو قدمت إلينا كافة ثروات العالم وأمواله وخزائنه لا نستبدلها بهما. القرآن الكريم وثيقة حقانية الإسلام وحقانية الرسالة النبوية الكريمة. القرآن هو قانون ودستور لله تعالى لسعادة الإنسانية.
 واستطرد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مشيرا إلى الوحدة في ظل آية” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”: أمر الله تعالى بصراحة المسلمين جميعا شيعة وسنة  وأصحاب الاتجاهات والأفكار المختلفة إلى الاعتصام بحبل الله تعالى والوحدة. نظرا إلى هذه الآية الكريمة، الطائفية محرمة وممنوعة. ومن فرق بين الأمة المسلمة يبتليه الله بعذابه في هذه الدنيا.
 أكد خطيب أهل السنة على ضرورة الاهتمام بالمشتركات بين الطوائف الإسلامية قائلا: مشتركات كثيرة بين المذاهب والفرق الإسلامية. الكعبة والقبلة، والرسول الكريم وأهل البيت، من المشتركات بين السنة والشيعة. المحبة مع أهل البيت من معتقدات أهل السنة، وأهل السنة دائما يكنون المحبة والاحترام لأهل البيت في صدروهم وقلوبهم، ويعتبرون أعداء أهل البيت أهل البدعة.
وتابع رئيس منظمة اتحاد المعاهد الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان مشيرا إلى مواقف أهل السنة في إيران قائلا: أهل السنة في إيران يحملون فكرة الوحدة والتقارب، وكان لهم حضور نشط بعد الثورة في كافة المجالات. أستطيع أن اقول بكل جرأة أن مستوى مشاركة أهل السنة في الانتخابات لم تكن أقل بالنسبة إلى الشيعة أبدا.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أهل السنة مخالفون للإفراط والتطرف والعنف والطائفية، ويطالبون بالأخوة في المجتمع. أهل السنة ضحّوا للحفاظ على سيادة أراضي البلاد، وإن تعرضت بلادنا لأدنى تعدّ، نظرا إلى أن أهل السنة سكان المناطق الحدودية يكونون طبعا أول المدافعين للبلاد.
وأشار فضيلته إلى أن من مهام هذا المؤتمر العالمي دراسة الطرق التي تحقق الوحدة، قائلا: أهم قلق للأقليات السنية في البلاد الإسلامية “الكرامة والحرمة” و”الحريات المذهبية” و”العدل والمساواة”.
الأقليات الدينية والقومية والمذهبية في قلق دائم من أن تسلب حرياتهم وأن لا يستطيعوا تأدية العبادات بحرية جيدة.
وأكد مدير جامعة دار العلوم على ضرورة دراسة أوضاع الأقليات المذهبية من جانب العلماء والشخصيات البارزة في العالم الإسلامي قائلا: في الدول المتقدمة والراقية توجد عناية خاصة بالنسبة إلى الأقليات. أوصي أنا شخصيا كافة الدول الإسلامية أن تتدراك الأقليات. على الدول الإسلامية الاهتمام بحقوق الأقليات، سواء كانت شيعة أو سنة، ولا يفرقوا بينهم وسائر المواطنين. العدل والمساواة ومراعات حقوق الأقليات تحقق الأخوة وتأليف القلوب في الوطن الواحد.
وأكد فضيلته على ضرورة حفظ حرمة المذاهب الإسلامية قائلا: الشيعة والسنة لديهم مشتركات كثيرة يجب أن يعتصموا ويتمسكوا بهذه المشتركات، ويتركوا الاختلافات في كل مذهب لأتباع تلك المذاهب. وليس المقصود من الوحدة وحدة مساجد الشيعة والسنة ومدارسهم ومراكزهم التعليمية، بل على أتباع كل مذهب التعبد بفقه مذهبه، لكن لا ينبغي الإضرار بالأخوة والوحدة.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد أيضا إلى بعض التطرفات في الشرق الأوسط قائلا: مع الأسف توجد اليوم في الشرق الأوسط تطرفات وتكفيرات ومشكلات وأزمات كثيرة، وأنا أؤكد على التصدي للتطرف والعنف، مع ذلك أؤكد أيضا الحكومات على مراعاة حقوق شعوبهم، وأعتقد أن الطريق الوحيد لجميع البلاد التي تشهد اختلافات ونزاعات هو الحوار. على الحكومة أن توسع صدورها لاستماع كلام مخالفيهم ومعارضيهم، ويشاركوا الجميع بتأسيس دولة وطنية شاملة في الحكومة.
 وخاطب عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مجمع التقريب قائلا: وصيتي لمجمع التقريب بين المذاهب أن تشكل وفدا من العلماء البارزين للشيعة والسنة وترسلهم إلى البلاد المتأزمة وسائر البلاد الإسلامية التي توجد فيها نزاعات واختلافات، لدراسة مسائل وقضايا الجوانب المتنازعة فيها وحل مشكلاتهم. مسائل العالم الإسلامي وقضاياه لا يمكن حلها بالفتاوى واتخاذ مواقف، بل لا بد من خطوات ومبادرات عملية لإنهاء الأزمات الراهنة في البلاد الإسلامية.

2046 مشاهدات

تم النشر في: 24 يناير, 2014


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©