header

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في الخطبة التي ألقاها أمام عشرات الآلاف من المشاركين في الحفلة السنوية بمناسبة تكريم خريجي جامعة دارالعلوم زاهدان، العدالة فرضا دينيا وسببا لبقاء الحكومات والبشرية قائلا: إن الله تعالى بعث الأنبياء ليقيموا العدل. العدل والحرية من أشد حاجات البشر التي تفوق الحاجة إليها حاجة الإنسان إلى الماء والخبز.
وأضاف فضيلته مشيرا إلى معاناة أهل السنة في إيران: للنظام يد في إعمار البلد رغم بعض القصور، ونعتقد أن النظام في المجال العمراني لم يتوان في حق مواطنيه وليست لأهل السنة شكوى كثيرة في هذه المجالات. لكن ما يعانيه أهل السنة هو انتهاك حرياتهم المذهبية والتمييز في الاعتناء.
وأضاف رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، قائلا: نحن نرجو من مسئولي النظام أن يسمحوا لأهل السنة، نظرا إلى تواجدهم في معظم المناطق، بإقامة صلاتهم بحرية ووفقا لمذهبهم.
وخاطب فضيلته المسئولين قائلا: لا تجبروا أهل السنة على الاقتداء بالإمام الشيعي أو تعطيل الصلاة. الصلاة سبب للخير والبركة للشيعة والسنة. اسمحوا لأهل السنة أن يقيموا صلاتهم في الثكنات والمراكز العلمية بحرية تامة. لا توجد حساسية بالنسبة إلى الصلاة في أي من الدول الإسلامية وغير الإسلامية. في نظام الشاه أيضا لم يكن منع عن صلاة الناس.
وقال عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: مضت 34 سنة من عمر الثورة والناس بتذكرهم لوعود السنوات الماضية يتسائلون عن مصير مسجد لأهل السنة في طهران. نعتقد أن بناء مسجد لأهل السنة في طهران سبب للعزة والفخر وعلو النظام والشيعة، وخطوة موطدة لدعائم الوحدة. نحن نسر عندما نرى أن شيعيا واحدا في قرية من قرى أهل السنة له مسجد يؤدي فيه صلاته. الوحدة والأخوة ليست زمنية. الطائفتان كلتاهما مسلمتان ويجب أن يتحمل بعضهم الآخر.
وأضاف: في رحلاتي إلى البلاد الإ‏سلامية الأخرى خاصة إلى بلد له مشكلات سياسية مع إيران، أكدت على مراعاة حقوق وحرية الشيعة، ونرجو أن يحترم الشيعة أيضا حقوقنا وحريتنا الدينية والمذهبية في إيران.
وتابع فضيلته مشيرا إلى أن إيران لجميع الإيرانيين ولا توجد طائفة أكثر أصالة في الانتماء الوطني من غيرها: جميع الأقوام والطوائف ضحوا بأرواحهم لأجل الوطن، وإن تعرضنا لغزو أجنبي الآن أيضا سيضحي كل الطوائف والأقوام وأتباع الديانات بأرواحهم في سبيل الدفاع عن الوطن. لذلك لا ينبغي  التمييز في الاعتناء إلى المواطنين. مطلبنا من المسئولين رفع التمييزات. كما أن الحاكم والمرشد يرجو منا الإطاعة، كذلك نحن نرجو الاعتناء المتساوي إلى جميعنا كمواطني هذا البلد، لأن التمييز لا يرضاه الرب ولا العرف والدستور.
وتابع خطيب أهل السنة: في أصعب الظروف لم يترك أهل السنة الميدان، وما كانوا أبدا سببا للطائفية والاختلاف والخيانة للوطن. هناك أزمات أمنية أحيانا وهي موجودة في الشيعة أيضا. لكن الأكثرية ظلوا بعيدين عن الطائفية وإثارة الأزمات في الأمن والحركات المتطرفة. لكن رغم هذا، مشكلات أهل السنة قائمة على ساق. يجب أن يكون أفق واضح أمامنا وجيلنا القادم، لئلا نكون نحن قلقين بالنسبة إلى مستقبل أولادنا.
وأكد فضيلته على حضور أهل السنة في الانتخابات الرئاسية المقبلة قائلا: نعتقد المشاركة في الانتخابات، لكن المسئلة الهامة هي التصويت. لمن نصوت؟
وتابع فضيلته قائلا: التصويت يجب أن يلقى لصالح من يتمتع بسعة الأفق، ويقدر على جعل الأقوام والمذاهب والشيعة والسنة مواطنين في درجة واحدة. ولا نكون نحن مواطنين في الدرجة الثانية والثالثة. ولا يرجح طائفة على أخرى، ولا قوما على آخر في تولية المناصب والوظائف. أبنائنا خدموا في الماضي في القوات المسلحة وضحوا في هذه السبيل، ونحن نتحسر أحيانا لماذا لا يؤظف أبنائنا في القوات المسلحة. نحن نريد أيضا أن نشارك في بناء وطننا، ونضحي لأجله. عزة الإسلام وعزة إيران هي عزتنا. نطالب المسئولين  وخاصة المرشد أن يحلوا مشكلاتنا.
وأردف خطيب أهل السنة قائلا: على الناس أن يصوتوا بعد التحقيق للمرشح المطلوب الذي يقدر على حل مشكلاتنا ومعاناتنا. في عهد الإصلاحيين كان يقول البعض أن الشيعة يصوتون لأجل الثواب. قلت ردا عليهم لعل الشيعة لديهم مشكلات أقل مما عندنا، لكننا لا ندلى أصواتنا مرضاة لله ولا لأجل الثواب. نحن نصوت  رجاء حل المشكلات الداخلية والخارجية. ولاجل الثواب نصلي ركعتين. نصوت لتحل المشكلات الداخلية والخارجية.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد مؤكدا على مواطنة أهل السنة في إيران، وأن نشاطهم لصالح البلد: نحن لا نرضى بالسوء للشيعة أو السنة، أو تهراق قطرة دم من أنف مسلم شيعي أو سني. نحن نحافظ على الأخوة والأمن ما استطعنا، ونرجو أن تحل مشكلاتنا. مسئولو النظام كانت لديهم مدة 34 سنة من الفرصة لحل مشكلاتنا، والآن حان وقت أن يعدوا بوعودهم.
وأعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد عن أمله نظرا إلى ضيق المصلى السابق الذي تقام فيه الآن صلاة الجمعة، والذي لا يسع مائتئ ألف إلى ثلاثمائة ألف مصل، أن يصلي الناس بهمة المسئولين وسعة أفقهم العيد القادم في مصلى جديد.
ودعا فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى المشاركة في نشاطات الدعوة والتبليغ قائلا: هذه الحركة من أهم الحركات الدعوية والتبليغية التي تعمل لأجل الله وليست لها أغراض مادية وسياسية.
واعتبر فضيلته الدعوة والتبليغ حركة مؤثرة في إصلاح المجتمع ونشر الدين الإسلامي.
وانتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد بعض العراقيل في إقامة حفلة تكريم خريجي جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: لم يستطع علمائنا أن يشاركوا هذه الجلسة ويشهدوا أخوتنا ووحدتنا. حضور المسلمين من المناطق الأخرى في هذه الجلسة لصالح الإسلام وإيران. وأشكر مسئولي المحافظة على مساعدتهم التي كانت أكثر بالنسبة إلى الماضي.

2009 مشاهدات

تم النشر في: 18 يونيو, 2013


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©