header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في القسم الأخير من خطبة هذه الجمعة، إلى المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في العقود الماضية قائلا: التصويت الأخير لصالح الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة كدولة “مراقب” غير عضو بأكثرية الأصوات لأعضاء هذه المنظمة، خطوة كبيرة للشعب الفلسطيني في تحقيق طموحات هذا الشعب.

وأضاف خطيب أهل السنة: هذا الانتصار نتيجة المقاومة الشعبية الفلسطينية التي رأينا نماذج منها في العدوان الأخير الذي طال سبعة أيام على غزة، كيف استقام المجاهدون ضد المحتل  وأسلحته المتطورة، وأثاروا فيهم الرعب والذعر؟
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: الثورات العربية والربيع العربي، وكذلك ثورتنا في إيران، كلها من نتائج المقاومة الفلسطينية أو متأثرة بالانتفاضات الفلسطينية. نحن نتوقع مستدلين بكلام الله تعالى أن تتحرر فلسطين.
وأضاف رئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان: كان ينبغي للشعب الفلسطيني أن يقعوا ساجدين شكرا لله على هذه النعمة ويتوبوا إلى الله، بدل سائر الأفراح والابتهاجات. في لقاء مع خالد مشعل قبل سنوات في مكة المكرمة، قلت له: لو أن الشعب الفلسطيني قدّموا من أنفسهم التزاما أكثر للصلاة، يتحقق انتصارهم في أسرع وقت ممكن. على الشعب الفسطيني أن يقيموا الصلوات في جميع الأماكن ويتوبوا جميعا إلى الله تعالى، لأن صلاة الشعب الفلسطيني في المساجد والممرات والحدائق العامة تثير الرعب في الكيان الغاصب.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: العامل الأساسي للثورات الأخيرة والنهضات العامة في البلاد المختلفة ضد الأنظمة العميلة، هي إهانة الشعوب. عندما رأى الشعوب هذه الأوضاع، شعروا بالذل؛ لذلك قامت هذه الشعوب لتستقل بإدارتها وتحصل على كرامتها وحريتها. الاستقلال والحرية والعدالة هي المطلب الأساسي لهذه الشعوب.
وأكد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: استقلال فلسطين وحريتها، وتنفيذ العدل وتوفير الحريات المدنية في البلاد الإسلامية، يضمن أمن كافة البلاد وحتى الولايات المتحدة. نحن لا نرضى بالإرهاب، لكننا نعتقد أنه لا يمكن معالجة هذه القضية إلا بالعدل، والجلوس على طاولة الحوار، والاستماع إلى نداء المظلوم وكلمته. لو أن الولايات المتحدة وأوروبا والمنظمة الدولية تعتزم القيام بدور مؤثر في العالم، عليها أن توفر بيئة الحرية والحوار في العالم. فلو وجدت بيئة للحوار، لا يرفع حزب ولا جماعة السلاح للوصول إلى حقوقه. عندما يقول شخص أو شعب بأنه مظلوم وإنه يواجه ظلما، يجب أن تسمع كلمته.
واستطرد فضيلته: الولايات المتحدة الأمريكية والدول المخالفة لعضوية فلسطين كمراقب، عليها أن تعرف جيدا أن استقلال فلسطين خطوة كبيرة نحو إزالة العنف وتوفير الأمن في الشرق الأوسط. وليعلم الجميع أن الطريق المعقول هي الحرية وتنفيذ العدل، وأن تملك جميع الشعوب استقلاليتها، وأن يُنتفع من نخبهم ومثقفيهم وخبرائهم في كافة المجالات.
واعتبر فضيلة الشيخ في نهاية كلمته عضوية فلسطين كمراقب في الأمم المتحدة، “نعمة إلهية”، وقال: نرجو أن يصل كافة الشعوب في العالم إلى حقوقهم المشروعة.

من نتائج الاستقامة على الشريعة، بشارة الملائكة والجنة الأبدية
وفي الخطبة الأولى، بدأ فضيلة الشيخ عبد الحميد كلمته بتلاوة آية 30 و32 من سورة “فصلت ” المباركة، وتطرق إلى موضوع الصبر والاستقامة على الشريعة، معتبرا بشارة الملائكة والجنة الأبدية من نتائجها.
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: إن الله تعالى يحب من الأعمال أدومها. لو أن الإنسان عمل عملا صالحا، لكن لم يكن لهذا العمل دوام عنده، يكون أجره وثوابه قليلا؛ لأن الأعمال الدائمة لها أجر كبير عند الله تعالى. لذلك يجب أن يكون الإنسان ثابت القدم في سبيل الله، ويتقدم إلى الأمام في طريق مرضاة الله تعالى، ولا يرجع إلى الوراء في ميدان العمل. ورد في الحديث الشريف أن شخصا حضر في الصف الأول لكنه ترك ذلك بعد مدة وقام في الصف الثاني أو الثالث، يغلب على الظن أن تفوت الجماعة هذا الشخص.
ووصف فضيلة الشيخ الذين يستقيمون في سبيل الله تعالى “رجال سبيل الله” قائلا: رجال سبيل الله، عباد استقاموا في سبيل الله ويتقدمون إلى الأمام. لذلك يجب أن نداوم على أعمالنا الحسنة، وحينئذ ينصر الله تعالى الإنسان في المراحل المختلفة من الحياة؛ وينصر الإنسان مقابل النفس الأمارة. يقول القرآن الكريم: “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: ربما يطرح البعض هذه الشبهة الشيطانية “أن الله تعالى عندما لم ينصر الحسين حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم، فكيف ينصرنا؟” ولكن الله تعالى نصر الحسين، وأي نصر أعظم من الشهادة التي نالها الحسين في سبيل الله، وبقي خالدا في أذهان الأمة الإسلامية إلى يومنا هذا بفكرته وقيامه ضد الظلم. فالأمة المسلمة يفتخر بأن يقتدي بطريق الحسين. إذا كان العمل وكذلك المقاومة لأجل الله تعالى وفي سبيله، فهذا الإنسان ناجح، والصبر والاستقامة يثمران النصر.
وتابع خطيب أهل السنة في توضيح الآيات المذكورة قائلا: الذين يؤمنون بالله تعالى، ويستقيمون على العمل بأحكام الشريعة، ويقيمون الصلاة، ويؤدون الزكاة، والذين هم في طريق الحق ويدعمونه، يحضرهم الملائكة عند الموت ويبشرونهم بالجنة ونعيمها.
وأضاف: إذا فضّل الإنسان المنافع المادية العاجلة على عبودية الرب وارتكب المعصية، فإنه عمل عملا مخالفا للصبر والاستقامة.

 

2040 مشاهدات

تم النشر في: 1 ديسمبر, 2012


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©