header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة هذه الجمعة بعد تلاوة آية “يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات”، إلى أهمية العلم وحاجة المجتمع البشري إلى العلوم، معتبرا التقدمات الظاهرية والباطنية رهينة العلوم.

وأشار فضيلته إلى افتتاح المدارس والمعاهد والجامعات، وضرورة التعلم قائلا: لا تخفى مكانة العلم على أحد.  جميع التقدمات والتطورات في المجالات المختلفة التي تشاهد في العالم هي من نتائج وثمرات العلم. فطلب العلم في أي مجال وشعبة، هو من حاجات البشر. إنجازات العلم في المجالات المختلفة من الطب وكذلك في الاختراعات والصناعة وتكنولوجيا مرموقة لا يستطيع أن ينكرها أحد.
واعتبر خطيب أهل السنة “التقدم في العلوم العصرية” من الأمور التي يتباهى بها الغرب على العالم الإسلامي قائلا: من الأمور التي يفتخر بها الغرب علينا، تقدمهم ورقيهم في العلوم العصرية، ولا شك أنهم سبقونا في هذه المجالات، ولكنهم يفتقرون في مجالى “المعرفة الإلهية” و”معرفة الذات”، ولديهم نقص كبير في معرفة الرب كيفية عبادته.
واستطرد: إن كان تقدم الأمة الإسلامية في العلوم العصرية غير مرض وغير كاف، لكنهم بجانب العلوم العصرية يتمتعون بالعلوم الشرعية ويفتخرون بها. الأمة المسلمة إذا حصلت على علوم الشريعة والعصرية، فحينئذ يستطيعون أن يصلوا إلى اختراعات جديدة ويوصلوا البشرية إلى الكرامة والتعالي، لتتقدم البشرية في الأخلاق والعقيدة.
ووصف رئيس جامعة دار العلوم في زاهدان “علم الشريعة” و”العلوم العصرية” جناحي التقدم والرقي قائلا: لا يمكن للبشر أن يستغني من هذين العلمين. لو أراد البشر أن يطير في سماء الرقي ويتقدم، عليه أن يحصل علوم القرآن والسنة النبوية والعلوم العصرية. من المؤسف جدا أن الأمة المسلمة متخلفون في عصرنا في هذين المجالين، ورفعت خطوات قيمة في البلاد الإسلامية لإزالة هذا النقص، فالأمة المسلمة لديهم الاستعداد في المجالين كليهما، وبالسعي والجهود يقدرون أن يتداركوا هذا التخلف.
وتابع خطيب أهل السنة مؤكدا: لم يصل قوم ولا شعب إلى التقدم والرقي، ولم يصر صاحب مجد وعزة وحضارة عبر التاريخ، ولم يكن موضع حسد وغيرة الأمم الأخرى، إلا بالتقدم في العلوم، فلذلك يجب علينا أن ننافس العالم في العلمين الديني والعصري، وننفق لتعليم أولادنا.
وأضاف: علينا جميعا أن لا نترك أولادنا يغادرون التعلم، وبدعمهم نوفر لهم الدراسة في التخصصات العالية في الجامعات.

على وزارة التربية والتعليم أن تؤظف المؤهلين من أهل السنة:

وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد، قائلا: ما يؤسفنا ويبعث الحسرة فينا أن مع رغبة  شعبنا وتلاميذنا في القرى والمناطق المحرومة في مواصلة التعلم في محافظة سيستان وبلوشستان، نرى أن بعض المعلمين والمدرسين في إدارة التربية والتعليم يتكاسلون في تأدية واجبهم، ولا يقومون بواجبهم كما ينبغي أن يقوموا به.
وأوصى فضيلته مسئولي وزارة التربية والتعليم، قائلا: المعلمون والمدرسون يبنيغي أن يكونوا من السكان الأصليين للمنقطة ليقوموا بواجبهم بشفقة ورغبة كاملتين. واعتراضنا على عمل هذه الوزارة أن هناك سياسة في هذه الوزارة تمنع توظيف أهل السنة في المناصب الإدارية لهذه الدائرة في بلوشستان! على دائرة التربية والتعليم أن تعيد النظر في سياستها وتستخدم من المؤهلين السنة في كادرها الرئاسي والإداري في مركز محافظة سيستان وبلوشستان وكذلك سائر مدنها.

على المسؤولين أن يتخذوا تدابير لحل المصيبة الاقتصادية التي حلت بالبلاد:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، في قسم آخر من خطبته أمام عشرات الآلاف من المصلين، إلى الانخفاض الحاد للعملة الوطنية والمشكلات الاقتصادية الموجودة في البلاد، قائلا: التضخم وارتفاع الأسعار الذي لا مثيل له، لقد هز الشعب الإيراني وأقلقهم جدا.
وأضاف قائلا: القوة الاقتصادية لأي بلد تدور حول قيمة عملته الوطنية، وأي بلد فقدت عملته قيمتها وكانتها، يواجه خسارة كبيرة. مع الأسف سقطت قيمة عملتنا الوطنية بشكل حاد وهذ الانخفاض يضرّ بنا في المستوى الدولي، ويحمل تبعات خطرة للشعب. على المسؤولين أن لا يسمحوا بأن ينخفض قيمة عملتنا الوطنية.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: نحن نعيش بجوار بلدين فقيرين هما باكستان وأفغانستان. مع الأسف لقد زادت قيمة العملة الأفغانية والروبية من ريالنا، هذا وأن بلادنا تمتلك ذخائر من الثروات الطبيعية، ومع ذلك أصيبت بأزمة في الاقتصاد والمعيشة والحياة، وواجهت تجارة الناس وأعمالهم مشكلات أساسية.
واستطرد فضيلته قائلا: الطبقة المتوسطة التي تشكل غالبية سكان بلادنا، لا تقدر على مواصلة العيش بالدخل الحالي، وقسم كبير من مجتمعنا وخاصة في محافظة سيستان وبلوشستان هم العاطلون عن العمل، والوظائف ولا رواتب عندهم. سؤالنا عن المسؤولين أن في الظروف الحالية التي لا يقدر أصحاب المشاغل والأعمال مواصلة الحياة بالتكاليف الحالية، فما هو مصير العاطلين ومن لا وظائف لهم في المجتمع؟ إن إغلاق المعامل والمصانع والنشاطات العمرانية بسبب التضخم والغلاء والبطالة، جاءت بعواقب سيئة.
وأضاف فضيلته قائلا: في الظروف الراهنة، الإعانات التي تعطيها الدولة لا فائدة فيها للشعب ولا تحل مشكلاتهم، لأن العملة لا قيمة لها، بل قيمتها تتبدل ساعة فساعة، وضعفت قوة الشراء عند الناس. في مثل هذه الظروف لا ينبغي أن ينام المسؤولون، بل الواجب عليهم أن يتخذوا تدابير لحل المصيبة التي حلت بالناس.

ينبغي لقوات الشرطة أن تحفظ شعبيتها:

وقال خطيب أهل السنة بمناسبة حلول “أسبوع قوات الشرطة”: قوات الشرطة يسعون لتوفير أمن المواطنين وراحتهم، وبذلك يدعو الناس لهم أن ينجحوا في تأدية رسالتهم. نحن كما نوصي شعبنا أن يتعاونوا مع قوات الشرطة، نوصي قوات الشرطة أن يحفظوا شعبيتهم ليشعر الناس برؤية قوات الشرطة بالراحة والأمن.

 

2004 مشاهدات

تم النشر في: 7 أكتوبر, 2012


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©