header

ندد فضیلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة بالفيلم المسيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، كما حمّل فضيلته القادة والمسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية هذه الجريمة التي جرحت قلوب الأمة المسلمة والأحرار في العالم.

وقال فضيلته: الفيلم الذي تم إنتاجه من قبل اليهود والأقباط المتطرفين أسيء فيه إلى أفضل خلق الله تعالى وإلى رحمة العالمين وسيد ولد آدم. واحتج المسلمون منددين بهذا الفيلم في كافة أنحاء العالم، وقتل البعض في سبيل ذلك، ومن حق الأمة الإسلامية أن تحتج على الإساءة إلى مقدساتها.
وتابع فضيلته قائلا: من تعاليم الإسلام للأمة المسلمة تحريم الإساءة إلى مقدسات الغير والتزام الحرمة بالنسبة إلى مقدسات الغير. قال الله تعالى: “وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ”، لأجل هذا لا يسيء المسلمون إلى مقدسات أتباع الأديان الأخرى.
وأضاف قائلا: منع الإسلام المسلمين من الإساءة إلى الأصنام والألهة الباطلة، فضلا عن الأنبياء والرسل كسيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهما السلام الذين كانوا من كبار الأنبياء؛ فنحن لا نسيء إلى مقدسات أحد، بل المسلم لا ينبغي له أن يشتم أحدا أو يفتري عليه؛ الاتهام والافتراء والكذب محرم في الشريعة الإسلامية.
واستطرد رئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان: نظرا إلى هذه التعاليم الإسلامية أصبحت شعوب العالم لا يشعرون بخطر من جانب الأمة المسلمة على معتقداتهم ومقدساتهم. فإننا وإن كنا نرفض الكثير من معتقدات اليهود والنصاري ولا نقبل ببعض مقدساتهم، إلا أننا نحرم الإساءة والإهانة لها، فمقدساتهم مصونة من جانب المسلمين. وإن كان هناك انتقاد، فالانتقاد يأتي في إطارالعقل والمنطق، لأن ديننا دين العقل والمنطق والاحترام، ونعتقد الحرمة ولا توجد في ديننا إساءة.
وأضاف خطيب أهل السنة في زاهدان: لا محل للإساءة في الحضارة الإسلامية، بل المسلمون هم الذين يُهان ويُساء إلى مقدساتهم. في السنة الماضية في مثل هذه الأيام أسيء إلى القرآن الكريم من جانب قسس متطرف، وفي هذه السنة أسيء إلى من أرسل رحمة للعالمين ومن بعث برسالة السلام إلى العالمين. وقد جرحوا بذلك قلوب كافة المسلمين، بل قلوب أحرار العالم.  مع الأسف إنهم أساءوا إلى إنسان حمل معه رسالة الصدق والأمانة والرحمة والنزاهة إلى العالم.
وأشار عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى إدانة هذه الجريمة من قبل المسؤولين في الولايات المتحدة، قائلا: كبار المسؤولين والقادة في الولايات المتحدة الأمريكية أدانوا هذه الإساءة، لكنهم مسؤولون تجاه هذه الجريمة، لأن وقوعها في بلادهم تدل على أنهم إما يريدون مثل هذه القضايا، أو أنهم ضعفاء غير قادرين على التعامل مع عواملها.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد المسيئين إلى الرسول الكريم “أشباه الإنسان”، قائلا: الإساءة والإهانة لا تجوز في أي حضارة ودين، خاصة إذا كانت الإساءة إلى الرسول الكريم التي ليست فوقها إهانة ولا إساءة. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الله تعالى أعظم شخصية عند المسلمين. لذا نرى كل مسلم يريد لو يفدي بنفسه وأهله في سبيل الدفاع عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والمسلمون لا يبالون بأن يستهدفوا ولو بالأسلحة المخربة والمتطورة في سبيل ذلك، لكنهم لا يتحملون الإساءة إلى سيد المرسلين وسيد ولد آدم.
الذين يسيئون إلى الرسول والقرآن، ليسوا ببشر، بل هم أشباه بشر، وهم في الحقيقة مثلهم كالكلاب التي تنبح بالقمر ليلة البدر.
وتابع فضيلته منددا بهذا الفيلم ومنتقدا لدولة الولايات المتحدة الإمريكية: على الدولة الأمريكية وكافة الدول التي ترتكب فيها مثل هذه الإساءات، أن تمنع المسيئين من هذه الأعمال. هذه البلاد تدعي حقوق الإنسان، لكن أي حقوق للإنسان هذه أن يساء إلى مقدسات ثلث سكان العالم وتجرح قلوبهم. لذلك نطالب منظمة حقوق الإنسان والمنظمات الدولية أن تصدر بيانات في إدانة مثل هذه التصرفات المسيئة وعواملها.
وأنهى فضيلة الشيخ عبد الحميد خطبته بدعوة كافة المصلين إلى مسيرة عقب صلاة الجمعة، منزامنين مع كافة أبناء الأمة الإسلامية في سائر البلدان الإسلامية احتجاجا على هذا الفيلم المسيء.

 

2014 مشاهدات

تم النشر في: 14 سبتمبر, 2012


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©