header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة، بعد تلاوة آية “ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”، إلى بيان ثمرات الصوم الكثيرة، معتبرا إياها من العبادات المؤثرة في التزكية والإصلاح.
وأضاف قائلا: بعض العبادات لها دور رئيسي وأساسي في تزكية وإصلاح الناس، ومثل هذه العبادات توجد في كافة الأديان السماوية. والهدف من هذه العبادات أن يصل الإنسان من طريقها إلى الكمالات البشرية وإلى ربه. ولكن علينا أن ننتبه أن الوصول إلى الله تعالى، يمكن فقط من الصراط المستقيم والطريق السوي؛ فمن لم يكن على الصراط المستقيم والطريق القويم، لا يصل إلى الله تعالى، وإن كان طالبا لله والجنة. وبعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم الطريق الوحيد للوصول إلى الله هو الإسلام والقرآن والسنة.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: بعض العبادات الهامة والأساسية مثل الصلاة والزكاة والصوم كانت موجودة في الأديان السماوية الأخرى، وإن كانت تختلف هذه العبادات في الكيفية والكمية. يصل الناس من خلال هذه العبادات إلى التقوى. والصوم من هذه العبادات الهامة والأساسية التي يصل الإنسان من خلال هذه العبادة إلى الإصلاح والتقوى. والمتقون هم خاصة عباد الله وورثة الجنة.
وتابع رئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان: الصوم يحفظ النفس من ارتكاب المحرمات والأعمال المغايرة للشريعة ويصلحها ويزكيها. وبفضل عبادة الصوم تحفظ كافة الأعضاء والجوارح من المحرمات. أهم أثرات الصوم أنه يحفظ النفس من التمرد والطغيان ويمكن الإنسان من التغلب على نفسه.
واستطرد فضيلة الشيخ مشيرا إلى أن رمضان شهر القرآن الكريم: بين شهر رمضان وبين القرآن الكريم صلة خاصة؛ رمضان شهر القرآن والقرآن أيضا أنزل في هذا الشهر المبارك. “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه”. فينبغي أن نكثر من تلاوة القرآن الكريم في هذا الشهر، ونسمعه في صلاة التراويح، لأن القرآن الكريم يملأ قلوبنا نورا وهداية. ومحبة لله ويزيل الرذائل كلها من وجود الإنسان.
وتابع فضيلته: هذا الشهر شهر المؤاساة والتضامن. الإنسان يجوع ويعطش في هذا الشهر ليدرك أحوال الجياع والعطشى، وليطلع على أحوال الفقراء والمحتاجين. فشهر رمضان شهر الأعمال الصالحة والعبودية والعبادة. ورد في الحديث الشريف “مُنَادٍ يُنَادِى كل ليلة يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِىَ الشَّرِّ أَقْصِرْ”.
وأضاف: الشر والمعاصي تزيل بركات الصوم وتفسد ثمراته. الكذب والغيبة، والبهتان والشتم، وكافة المعاصي تبطل أجر الصوم وثوابه، فلنعطل المعصية في هذا الشهر ونشتغل بعبادة الله تعالى.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على الاستفادة من الحلال والتجنب من كثرة الأكل والنوم في شهر رمضان، قائلا: إسعوا أن تنتفعوا من الحلال في هذا الشهر، وأفطروا بالحلال، لأن الحلال مؤثر في تربية الإنسان، وفي سلامة وطهارة الباطن وقبول الطاعات؛ كذلك نجتنب في هذا الشهر من كثرة الأكل والنوم، ونقضي الأوقات في العبادات والطاعات.
وتابع فضيلته قائلا: هذا الشهر شهر الدعاء، فكما ندعو لهدايتنا وإصلاحنا وحفظنا من الفتن، علينا أن ندعو  أيضا لنجاة المظلومين والشعوب المضطهدة التي تقام فيهم المجازر.

على ممثل مرشد الثورة أن يهتم أكثر لمشكلات الناس

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في القسم الأخير من خطبة هذه الجمعة إلى حكم إبقاء الشيخ سليماني على منصب ممثل الولي الفقيه في محافظة سيستان وبلوشستان، معتبرا استجلاب مرضاة الشعب من أهم عوامل تثبيت الوحدة، وطلب من سماحته أن يهتم أكثر لمشكلات الناس في دائرة خياراته وقدراته.
وتابع فضيلته قائلا: في الأسبوع الماضي تمت الموافقة على نقل آية الله سليماني ممثل الولي الفقيه في محافظة سيستان وبلوشستان إلى محافظة أخرى، لكن نتيجة طلب عدد من أهل  المحافظة أبقي سماحته على منصبه السابق في المحافظة.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: نظرا إلى أن آية الله سليماني رأى نفسه مدينا للناس في المحافظة، أذكره إلى هذه النقظة بأن أهل المحافظة شيعة وسنة لديهم مشكلات تتطلب الحلول.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد: مشكلات أهل السنة في المحافظة أكثر من مشكلات الشيعة، وإن وجود المشكلات لأهل السنة في المجالات المختلفة الدينية والمذهبية وكذلك القومية والوطنية أثار قلق أهل هذه المحافظة. ورجاءنا من “آية الله سليماني” أن يهتم لحل مشكلات الناس حسب دائرة اختياره ويسعى في اكتساب رضى الناس، لأن رضى الله تعالى ورضى الناس من أهم عوامل تثبيت الوحدة.
وأكد خطيب أهل السنة أن هذه المشكلات ليست لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان فحسب، بل أهل السنة في جميع المناطق من البلاد يواجهون مشكلات أثارت قلقهم واضطرابهم. وأضاف: نظرا إلى الأوضاع التي حدثت في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، نرجو أن يسمع المسؤولون مطالب وتوقعات أهل السنة والشعب، ويحلوا قضاياهم ومسائلهم. الاهتمام لمطالب الشعب يصب في صالح الحكومات. ربما الحكومات والأنظمة التي رفضت مطالب شعوبها ثم سقطت تتحسر يا ليتها استجابت لمطالب شعبها قبل فوات الأوان. فنصيحتي الخالصة إلى كافة رؤساء الأنظمة في العالم أن يسمعوا إلى مطالب شعوبهم ويحلوا مشكلاتهم.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في نهاية خطبته إلى الشكاوي العديدة عن أعمال الشرطة في مبادرتها إلى عمليات تطهير في بعض المناطق من مدينة زاهدان مخاطبا الشرطة: إذا كانت قوات الشرطة مكلفون بعملية عليهم أن يسعوا في تحقيق هذه العملية بشكل لا يثير سخط الله وسخط الشعب، لأن سخط الشعب له تبعات وعواقب سيئة.

1964 مشاهدات

تم النشر في: 21 يوليو, 2012


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©