header

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، القرآن الكريم روح الأمة الإسلامية وأعظم ثروة تمتلكها، وأوصى فضيلته القراء وأئمة المساجد أن يجعلوا مرضاة الله تعالى والإخلاص نصب أعينهم.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة ورئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، في اختتامية الدورة الحادية عشرة لمسابقات القرآن الكريم بين مدارس أهل السنة في إيران، التي عقدت في الجامع المكي بمدينة زاهدان، إلى الصعوبات التي يتحملها المقيمون لمثل هذه الجلسات قائلا: تحمل الصعوبات في سبيل الله تعالى فيه لذة روحية. نظرا إلى أن الإخلاص روح جميع الأعمال، لو كانت الأعمال لأجل مرضاة الله تعالى وبالإخلاص، في جميعها منافع ولذات، وإن رافقتها مشكلات وصعوبات. لذلك أوصي القراء الكرام وكذلك أئمة المساجد أن يجعلوا مرضاة الله تعالى والإخلاص نصب أعينهم، دون أن يلتفتوا إلى مكانة من يقتدي بهم في الصلاة، بل يتوجهوا إلى الله تعالى.
واستطرد فضيلته مشيرا إلى مكائد الشيطان لإضلال الإنسان: يظهر الشيطان لصيد كل إنسان في شكله ويخدعه بتلك الوسيلة الخاصة له. يظهر لصيد المشائخ والعلماء والحفاظ والقراء في أشكالهم. يوسوس في قلب العالم بأنك عالم وتتمتع بمكانة عالية وتكرَم بسبب هذا العلم من قِبَل الناس. ويوسوس في قلب حافظ القرآن الكريم أنك تستطيع أن تؤم الناس في شهر رمضان وتكتسب من خلال هذا الطريق المال والسمعة. ويوسوس القارئ بأن لديك صوت جميل ويمدحك الآخرون. لذلك يجب علينا جميعا أن نراقب وساوس الشيطان ومكائده، فإنه يسعى في كل لحظة وبأي طريقة ممكنة أن يخدع الإنسان ويضله، مع أن كل نعمة يملكها يرجع الفضل فيها إلى الله تعالى، لا إلى صلاحيته وجدارته.
واعتبر رئيس جامعة دار العلوم زاهدان، القرآن الكريم “أعظم ثروة” قائلا: القرآن الكريم أعظم ثروة. لو فهم المسلمون القرآن الكريم وعملوا به، سيسخرون العالم وترتفع مكانتهم. ولكن لو كان المسلمون رجالا ونساء، غرباء بالنسبة إلى ألفاظ القرآن الكريم وأحكامه، ولا يعملوا بها، ولا يملكوا إيمانا واعتقادا كافيا بالقرآن، لا يكونون مسلمين حقيقين، بل يكونون أمام الأعداء غثاء كغثاء السيل. فعلى المسلمين أن يلتفتوا إلى ألفاظ ومعاني القرآن الكريم ويعملوا بها، لأن الطريق الوحيد للوصول إلى الله تعالى هو القرآن الكريم والسنة النبوية وسيرته التي تشرح القرآن. فلا يصلح آخر هذه الأمة إلا بالطريقة التي صلحت بها أولها، وكان أول هذه الأمة على القرآن والسنة.
وتابع فضيلته: القرآن الكريم روح الأمة الإسلامية، والأمة الإسلامية بغير القرآن مثل الجسد الذي يبدو حسنا في الظاهر، ولكن لا روح فيه، فلا خير فيه، ولا يستيطع أن يحمل صاحبه نحو السعادة والفلاح. فعلينا أن ننتفع من كافة استعداداتنا وأهلياتنا لنشر القرآن الكريم والسنة النبوية والتعاليم الإسلامية، ونسعى أن تنفخ هذه الروح في الأمة.
وأضاف قائلا: يجب أن ننتبه لهذه الحقيقة أيضا أن روح القرآن الكريم والدين والشريعة، هي الإخلاص، ويجب أن يكون نشر الدين والشريعة بالإخلاص ولأجل مرضاة الله تعالى.
وأوصى فضيلة الشيخ عبد الحميد العلماء والقراء بالعمل على الأحكام الإلهية قائلا: علينا جميعا أن نعمل بالأحكام الإلهية وسنة النبي صلى الله عليه وسلم القيمة. من كان يتمتع بنعمة العلم ومعرفة القرآن الكريم، ولكن ينفق هذا العلم والقرآن في سبيل الدنيا، يضرم النار في حصاد حياته. ومن كان عالما وقارئا للقرآن الكريم، يجب أن ينشط بالإخلاص والربانية في نشر التعاليم الدينية.
ووصف رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان “الأمم اللادينية” أمما ميتة، قائلا: لنعلم أن الأمم الميتة أمم محرومة عن نعمة الدين والعلم. وكذلك الأمة التي تملك العلم والدين ولكنها لا تملك الإبداع، لا يقال لها أمة متقدمة.
وأضاف فضيلته قائلا: العلماء والقراء يجب أن يكونوا في نشاطاتهم ومجالات أعمالهم أصحاب الفكرة الخلاقة المبدعة. أساتذة تحفيظ القرآن الكريم والقراءة يجب أن يكونوا في البحث عن أساليب جديدة للتدريس في العالم، لأنها لا تستطيع أمة أن تتقدم إلا بالاستفادة من تجارب التاريخ وتجارب العصر.
وطلب فضيلة الشيخ عبد الحميد في النهاية من مقيمي هذه الجلسة أن يسعوا بتأسيس مكتب خاص لمسابقات الحفظ والقراءة، لإقامة مثل هذه المسابقات محليا وإقليميا بشكل أفضل.

2334 مشاهدات

تم النشر في: 24 أبريل, 2012


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©