header

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (30 ربيع الثاني 1444)، على أنه “لا يوجد مسؤول فوق القانون، ويجب أن يخضع جميع المسؤولين للمساءلة أمام القانون والانتقادات، وإلا فيكون الاستبداد”.
وصرّح فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: هناك عادة قديمة فينا نحن الإيرانيين للأسف، لدرجة أننا نرفع قدر كبارنا ونعظمهم بشكل لا نأذن لأحد الاقتراب منهم. هذه ثقافة قديمة في إيران، وقد حدث في النظام السابق أن حاشية “الشاه” لم يكونوا يسمحون بأن يصل كلام الشعب له، في ذلك الوقت كلما أراد شخص أن ينتقد سياسة الحكومة كان عليه أن يمدح جلالة الملك أولا ثم يوجّه سهام النقد نحو المسؤولين ذوي الرتب السافلة.
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: يؤسفنا أن البعض يقولون لا ينبغي انتقاد بعض المسؤولين على الإطلاق! كل شخص يقبل منصبا، يجب أن يكون مسؤولا. يجب أن تكون جميع الوظائف في إطار القانون الإلهي وقانون البلاد. القوانين والمسؤوليات للجميع. لا يمكن لأحد أن يعتبر نفسه فوق القانون بينما يكتسب مسئوليته من القانون. لو أن المسؤولين أذنوا بالانتقاد وقبوله في السابق، لم نكن نواجه اليوم مثل هذه الأوضاع.
وأردف خطيب أهل السنة قائلا: سُجن البعض بسبب الانتقاد من أولي الأمر. لا ينبغي اعتقال شخص ينتقد. إذا لم يكن نقد، فلن يكون هناك إصلاح. إذا لم يتم انتقاد النظام والحكومة ولم ينتقد سائر المسؤلين في أي وقت، فسيظهر الاستبداد، وإنما ينشأ الاستبداد حينما تغلق أبواب الانتقاد.
وأشار فضيلته إلى إن الكلمات العنيفة التي تجري على ألسنة البعض في الاحتجاجات هي نتيجة لرفض الانتقاد سابقا، وتابع قائلا: ينطق البعض في هذه الاحتجاجات بكلمات غير مناسبة، وهذا مرفوض من وجهة نظرنا، لكن الذين أغلقوا أبواب الانتقاد ولم يأذنوا بأن تسمع شكاوي الشعب، هم السبب في إنشاء هذا الوضع.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: هذا هو قلقنا الأكبر الذي رفض العديد من المسؤولين أن يستمعوا إلينا. كان العديد من النقاد ناصحين وكان أحدهم هذا العبد حيث كان ينتقد الأوضاع عن نصيحة وإرادة خير، لكن المسؤولين لم يسمعوا لأحد، وكانت النتيجة هي السخط الشعبي الذي حدث في البلاد اليوم.


المتظاهرون ليسوا إسرائيليين ولا إمريكيين
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد سياسات البلاد على أنها سياسات وصلت إلى الطريق المسدود، وتابع قائلا: لقد أظهرت صرخات الشعب أن سياسة العقود الأربعة الماضية وصلت إلى الطريق المسدود وأنه لا يمكن المضي في إدارة البلاد بتلك السياسات، والحل ليس في سجن وقتل المتظاهرين، بل الجلوس مع الشعب واستماع صرختهم. هؤلاء الشعب ليسوا إسرائيليين ولا أمريكيين، بل هم إيرانيون. نعلم أنّ لدينا أعداء وأنهم يسعون في إثارة الشعب، لكن توجد هناك مشكلات يجب أن يراها المسؤولون أيضا ويسعوا لحلها.
وأشار فضيلة الشيخ إلى قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ضد إيران قائلا: لقد تجمعت الدول في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ولا نقول أنه ليس لديهم نوايا خاصة، لكن الحقيقة هي أن لدينا بعض نقاط الضعف ويجب علينا رؤيتها، فالعدو دائما يسلط الضوء على نقاط ضعفنا، لكن يجب علينا حل نقاط الضعف الموجودة فينا. نحن نريد الخير بهذه الكلمات. لدينا التزامات في الدين والإسلام تجاه الشعب والبلد. لقد منحنا دين الإسلام المسؤولية، وليس الحل في سجن الناس واعتقالهم.


هناك تقارير عن المعاملة السيئة مع السجناء
وتحدث فضيلة الشيخ عبد الحميد عن تقارير وصلته تحكي عن سوء المعاملة مع السجناء، قائلا: هناك تقارير وصلتنا تدل على سوء المعاملة مع السجناء، وتشاع عن سوء معاملة النساء في وسائل الإعلام أشياء ثقيلة لا يمكنني التحدث عنها. يجب أن نخاف الله ونكون صادقين مع الشعب، ولا نأذن للسجناء يتعرضون للتعدي والإيذاء؛ لأنّ سوء المعاملة وتعذيب الأسرى غير مشروع في أي دين، ولا بد من إيقاف هذه الانتهاكات في السجون.
وصرّح فضيلته قائلا: نريد خير هذا البلد. سيادة البلاد وأمنها أمران مهمان بالنسبة لنا. نقول يجب أن يكون الاحتجاج سلميّا، ولا ينبغي أن يدمر المتظاهرون الممتلكات العامة والخاصة أو يرتكبوا العنف. يجب ألا يسمح الشعب في صفوفهم لمن يمارس العنف.


الأكراد مرابطون للحدود، لا تقتلوهم!
وأشار خطيب أهل السنة إلى ممارسة العنف ضد المتظاهرين الأكراد قائلا: الأكراد من خيرة القوميات الإيرانية. حافظ الأكراد الحدود، كما أن الشعب في محافظة سيستان وبلوشستان حافظوا على حدود هذه المحافظة. لقد قام الأكراد بحماية العديد من الحدود وتحملوا الحرمان والمشكلات، والآن بعد ما صرخوا، لا ينبغي إطلاق النّار عليهم. لا ينبغي التعامل مع الأكراد بعنف. يجب الاهتمام بمطالب الشعب الكردي ومشكلاتهم. لقد أمر القرآن الكريم بالمعاملة بأحسن طريقة، ولقد اعتقل البعض من الشعب الكردي وعلمائهم، لا سيما الشيخ “محمد خضر نجاد” الذي هو عالم مفيد، نرجو أن يتم إطلاقهم جميعا.
وأضاف فضيلته قائلا: علينا أن نخضع لإرادة الشعب. نحن جميعا من هذا الشعب. أنتم من عائلة هذا الشعب وهؤلاء الشعب من عائلتكم، فيجب التعامل معهم بلطف. هذا هو تعليم الدين ومنهج أهل البيت.


يجب أن تنفق ثروة البلاد في إيران
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في نهاية الخطبة إلى بعض مطالب الشعب، قائلا: نحن نرفض التشويه، لكن الإصلاح غير ممكن بدون الانتقادات، ونأمل أن يحل الله مشكلاتنا جميعا. نحن نعيش في هذا البلد وهذا البلد بلدنا جميعا، وهذا ليس وطن المسؤولين والحكام والضباط فحسب.
وأضاف فضيلته: نريد جميعا أن تكون هذه البلاد آمنة معمورة، وبدل أن تذهب ثرواته إلى بلاد أخرى، يجب أن تنفق في هذا البلد. هناك مثل معروف يقال أن المصباح الذي يحتاج إليه في المنزل لا يجوز استعماله في المسجد، فيجب أن تكون هناك حرية الرأي والتعبير والدين، ويجب توظيف النخب والأشخاص القادرين الملتزمين، وأن تزال كل هذه الموانع التي أضرت بالبلاد.

411 مشاهدات

تم النشر في: 26 نوفمبر, 2022


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©