header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في لقاء مع الطالبات في جامعة زاهدان:

واجهت المرأة والقوميات والأقليات التمييز بعد الثورة

انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد، يوم الإثنين 12 ربيع الثاني 1444، في لقاء مع طالبات الجامعات المختلفة في زاهدان، التمييز الذي طال لمدة أكثر من أربعين عاما، مؤكدا على ضرورة توفير حقوق المرأة.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، في هذا اللقاء الذي عقد في قاعة الاجتماعات لمدرسة عائشة الصديقة للبنات (التابعة لجامعة دار العلوم زاهدان) أوّلاً إلى مكانة المرأة في الإسلام، قائلا: في الجاهلية قبل الإسلام لم يكن للمرأة مكانة ولا كرامة، وكان هناك الكثير من المظالم والظلم ضد المرأة، ولكن مع ظهور الإسلام ورسالة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، اختفت كل هذه المظالم والفوارق.
وتابع فضيلته قائلا: قد أعطى الله تعالى لبعض النساء مواهب ومؤهلات لا يملكها الكثير من الرجال. في بداية الإسلام كانت النساء يشاركن العديد من المشاهد وحتى في ساحات القتال خلف الجبهة لعلاج الجرحى وتجهيز الإمدادات، ويشجعن أزواجهن وأولادهن على البقاء في الخطوط الأمامية. كانت النساء جنباً إلى جنب مع الرجال في نشر الإسلام وخدمة الدين. كانت النساء يشتركن مع الرجال في تحمّل التعذيبات ومشاق الهجرة وكل المشكلات.
واعتبر مدير دار العلوم زاهدان ظاهرة الإلحاد في المجتمع نتيجة الأداء السيء للمدراء غير الأكفاء، وتابع قائلا: للأسف ازداد الإلحاد في البلاد اليوم، لكن اعلموا أنه لا لوم على الدين، بل هذا الإلحاد هو نتيجة الأداء السيء للمدراء والرؤساء غير الأكفاء. إذا تم تطبيق أسلوب حياة الرسول الكريم والخلفاء الراشدين وعدلهم وإنصافهم في المجتمع، لكان العالم يتأثر بنا بدل استياء شعبنا.


“التوجهات الشخصية” و”التمييز” ترك البلاد في مواجهة التحديات / ما المانع من أن تتولي المرأة منصب الوزير؟
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى عدم الاهتمام بحقوق المرأة قائلا: للأسف خلال الثلاثة والأربعين عامًا من مضي الثورة، تعرضت النساء والأقليات القومية والمذهبية للتمييز وعدم المساواة التي لا مكان لها في مبادئ الإسلام. لماذا يمارس التمييز ضد المرأة التي تشكل غالبية المجتمع وهي جزء من كلّ أسرة؟ إن فرض التوجهات الشخصية والتمييز، يجعلان البلد في مواجهة تحد جادّ.
وأكّد مدير جامعة دار العلوم زاهدان على ضرورة توظيف المرأة في إدارة الدولة، قائلا: بدون المرأة لا يمكننا بناء الوطن والمجتمع. عندما تتمتع المرأة بالقدرة على العمل والمهارات والخبرة والإدارة والمعرفة اللازمة، فلماذا تحرم من النشاطات في المجتمع؟ عندما تكون المرأة في الدوائر، فما هو المانع في الإسلام من أن تصبح وزيرة؟
وأشار فضيلته إلى “الانتفاضة النسائية” في الاحتجاجات الأخيرة في البلاد، قائلا: إن الانتفاضة الأخيرة في البلاد، والتي أقامتها النساء في الغالب، هي نتيجة استياء النساء من التمييز وعدم المساواة وتصرفاتنا العنيفة. لولا شعرت النساء بخيبة الأمل والإذلال، واحترمت حريتهن وحقوقهن، فلن تكون هناك حاجة لشرطة الأخلاق، والإجبار على الحجاب، وكن يراعين الشؤون الإسلامية والثقافة المحلية.


النساء أيضا أهل هذا الوطن؛ يجب إجراء التغييرات التي يطالبن بها
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: قام الشعب عام 1979 من أجل الحرية والعدالة، وهم الآن يرددون نفس الشعار. نأمل أن يسمع من هم على رأس السلطة أصوات الشعب والنساء، وبدلاً من المواجهات ليفكروا في إصلاحات وتغييرات هي مطالب المرأة والشعب والأكثرية. هؤلاء هم أصحاب هذا البلد، يجب إجراء التغييرات التي يريدونها.
وانتقد فضيلته عدم وجود “التعددية” في البلاد وقال: للأسف لا تعددية في إيران، وطالما أنّه لا توجد تعددية، وطالما أن الأشخاص المؤهلين من مختلف الأطياف لا يدخلون البرلمان وإدارات البلاد ووزاراتها، فإن هذا البلد العظيم لا يمكن إدارته بجهة خاصة ومديرين ضعفاء. ستصل الدولة إلى مكانتها عندما يأتي القادرون والمفكرون من جميع الأطياف إلى الساحة، ولا بد من عودة العقول المفكرة إلى الوطن، ليمكن لجميع الرجال والنساء خدمة الوطن.


اتهام الناس بالانفصالية كذب وافتراء / نشعر بالأخوة مع كل الإيرانيين
وفي قسم آخر من كلمته، رفض فضيلة الشيخ عبد الحيمد التهم التي وجهت إلى المتظاهرين مثل “الانفصالية”، وتابع قائلا: نحن كلنا إيرانيون ونشعر بالأخوة مع الجميع. اتهام أهلنا بالانفصالية كذب وافتراء.
وأكد فضيلته: بدلاً من مواجهة الشعب بالعنف واتهامهم، على المسؤولين الجلوس معهم والاستماع إلى مطالبهم. إن وحدة الشعب اليوم لصالح الوطن، ونأمل أن تستمر هذه الوحدة والانسجام.


الادعاء بشن هجوم مسلح على مخفر الشرطة في زاهدان ومقر القيادة في خاش، كذب
وأشار خطيب أهل السنة في زاهدان إلى الأحداث الدامية الأخيرة في زاهدان وخاش قائلاً: من المستغرب أن يقوم بعض المسؤولين، بدلاً من إلقاء اللوم على المجرمين الذين قتلوا الأبرياء، بالدفاع عنهم ويقولوا إن الناس هم هجموا بالسلاح مقر حاكم مدينة خاش، بينما الهجوم بالسلاح لم ينفذ لا في خاش ولا في زاهدان. لم يكن هناك هجوم للاستيلاء على مركز الشرطة. هذه هي محض أكاذيب تقال. لا يمكن الاستيلاء على مركز للشرطة بالحجارة. الحقيقة هي أن السلطات تتلقى تقارير كاذبة، لكن من واجبهم التحقيق والدراسة.
وأضاف فضيلته قائلا: تشير الوثائق إلى أنه بعد إطلاق النار على الناس، توجه الشبان إلى مخفر الشرطة؛ وهذا يعني في الواقع أن إطلاق النار قادهم إلى هناك. حتى لو افترضنا أن الشباب رددوا شعارات ورشقوا مركز الشرطة بالحجارة ، فهل الرد على رشق الحجارة يكون بالرصاصة القاتلة؟ يجب أن نكون عادلين ومنصفين. نرجو أن يأتي الله بالفتح، ويمنع المزيد من إراقة الدماء، وينال الشعب حقوقهم التي هي العدل والحرية.

490 مشاهدات

تم النشر في: 10 نوفمبر, 2022


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©